|
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي (Re: فيصل محمد خليل)
|
قراءة في المشهد السياسي الحركة الإسلامية/المؤتمر الوطني..!
· ما لا يفهمه قادة الحركة الإسلامية/المؤتمر الوطني، أن الشعب السوداني لا تنطلي عليه هذه الحيلة، وهو يدرك تماما أن هذه الحدوتة ليست سوى محاولة للتضليل.
د.الشفيع خضر سعيد
المشهد السياسي الذي يسيطر هذه الأيام على مربع أهل الحكم، هو الحراك النشط في أوساط قيادات الحركة الاسلامية/قيادات المؤتمر الوطني، والذي يوحي، ويعطي إنطباعا، وكأن هذه القيادات تفكر في كيفية الخروج من المأزق التاريخي الذي وضعت نفسها فيه، ورمت البلاد في مستقره. ولكن من الواضح أن هذا الجهد يأتي بلا أي حساسية فكرية تجاه تصدع أركان المشروع “الحضاري” للحركة الإسلامية/المؤتمر الوطني، وتصوراته لإعادة بناء الدولة السودانية وإعادة صياغة المجتمع، كما ظلت تبشر بذلك حينا من الدهر. تلك التصورات التي تحولت فيها شعارات “هي لله لا للسلطة ولا للجاه، ولا ولاء لغير الله، نأكل مما نزرع، نلبس مما نصنع…” إلى رخصة لإستباحة الاخر والسيطرة على موارد البلاد لصالح الخاصة من أهل الولاء. ورأينا ما رأينا في بلاط سلطان الحركة الإسلامية/المؤتمر الوطني. وبعد زلزال الإنفصال ومسلسل الحروب الأهلية، وأنحطاط الخدمة المدنية والتعليم والصحة، وإنهيار مؤسسات التنمية الاقتصادية الاجتماعية، ومآسي القمع والتعذيب وبيوت الأشباح، وفضائح الفساد وإستغلال المال العام…، تفتق ذهن الحركة الإسلامية/المؤتمر الوطني، مؤخرا، عن حدوتة جديدة لتغطية الفشل المشهود لتجربة الإسلاميين في السودان. تقول الحدوتة أن فشل المشروع “الحضاري” وفشل تجربة الإنقاذ في قيادة البلاد، سببه الجناح التجاري للحركة الإسلامية، والذي يسكن المؤتمر الوطني…، أي أن جوهر الحدوتة يقوم على الإدعاء بأن الحركة الإسلامية هي كيان مختلف عن المؤتمر الوطني! كأنما فقه التمكين عبر السيطرة على الموارد وعبر إقصاء الآخر وعبر حشر الناس قي البصات و”خمهم” بدفع القروش..، كأنما ذلك لم يكن من ضمن التاكتيكات الأساسية للحركة الإسلامية في السودان! ما لا يفهمه، أو يعيه، قادة الحركة الإسلامية/المؤتمر الوطني، أن الشعب السوداني لا تنطلي عليه هذه الحيلة، وهو يدرك تماما أن هذه الحدوتة ليست سوى محاولة للتضليل، وليست سوى نهج تبريري لرموز تورطت جميعها في سوء إدارة وحكم البلاد، بل إن بعضها لا يعترف بالفشل أصلا، ويريد أن يستمر في الحكم، كأنما قدر السودان أن يكون ملكا خاصا للحركة الاسلامية/المؤتمر الوطني، التي أصبح قادتها، وبعد الثراء الفاحش الذي هبط عليهم “من حيث لا يدرون”، هم أعيان البلد ونظارها..! ولكن السودان ليس مثل أي ضيعة أو أمارة تحت تصرف هذا أو ذاك، ومشاكله العرقية والقبلية والدينية، وكذلك مشاكل التفاوت والتمايز في التنمية وتقديم الخدمات، والتي تمد لسانها يوميا، أكبر دلالة على ذلك.
وحتى عندما شعرت الحركة الاسلامية/المؤتمر الوطني بالإختناق، وأخذت تصارع لاهثة باحثة عن هواء متجدد، وعن مخرج من المأزق الذي وضعت فيه البلاد، تلخص كل مشروعها في مجرد دعوة ديكورية لحزب سياسي ذو إرث تاريخي عتيد ووجود جماهيري معتبر لمشاركتها الحكم وصناعة الدستور، ناسية، أو متناسية، سياسة إدمان خرق العهود والإتفاقات مع هذا الحزب منذ إتفاقية إعلان نداء الوطن (جيبوتي) 1999. إن لعبة السياسة في السودان، أوضحت بجلاء إن التعامل بسياسة النوايا الحسنة مع الحركة الاسلامية/المؤتمر الوطني له عواقب وخيمة على مستقبل السودان. وما يمكن قراءته من الإشارات حول مؤتمرها المزمع، هو أن الحركة الاسلامية/المؤتمر الوطني ما زال يسيطر عليها إلتباس الرؤى، وإحتدام الصراع الذي يمور بداخلها ما بين التيارات المختلفة، بما فيها المجموعات التي تطمح لتحسين صورة الحكم وتلافي الأخطاء، وكذلك المجموعات المنفعلة بالمد الاسلامي بعد ثورات الربيع العربي. وكل ذلك، لم يسفر عن أي مشروع لمعالجة أزمة الحكم ولإنتشال البلاد من مستنقع الحرب الأهلية والفقر والجوع والتدهور الاجتماعي والاقتصادي. ويبدو أن صدمة الفشل، وبعد ما يقرب من ربع قرن من الزمان، أرجعت الحركة الاسلامية/المؤتمر الوطني لأيام البدايات، أيام البحث عن شرعنة الحكم. ولكن، وكما سقطت الحركة الاسلامية/المؤتمر الوطني في البدايات في شرك التمكين والولاءات القبلية، ستسقط الآن في شرك الصراع الداخلي بين المجموعات الاسلامية ذات النفوذ الاقتصادي المتفاوت والمطامح السياسية المختلفة، وستترك البلاد هكذا تحت رحمة النفس الأمارة بالسوء!… ويا لبئس التفسير والتبرير!، مثلما ستتركها تحت رحمة الحلول المفروضة العابرة للمحيطات. والحركة الإسلامية/المؤتمر الوطني، ومن منظورها الخاص والأحادي، لا ترى سوى رغبتها في معالجة تناقضاتها الداخلية وإستعادة شبابها ودحر كل ما يقاوم إستمرارها في “الكنكشة” على كراسي الحكم. ولكنها لو وضعت نفسها في خانة الشعب ونظرت من منظوره إلى نفسها، ستجد إنها استنفدت كل الفرص الممكنة، ولم تتبقى لها سوى فرصة واحدة هي أن تنسحب بهدوء وتستعد للمحاكمة الشعبية.
اما الحديث عن الدستور الدائم ومصادر التشريع، فهو الجزء المكمل لمناورة الفصل بين الحركة الأسلامية والمؤتمر الوطني. فالإختلاف حول نصوص الدستور الخاصة بمصادر التشريع لم يكن هو السبب الرئيس للحرب الأهلية وإحتدامها حتى الآن في الهلال الدامي الممتد من دارفور إلى جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، ولا هو سبب الوضع المعيشي المذري الذي يعيشه الشعب السوداني، ولا هو سبب التدهور الخدمي والانتاجي المريع الذي تعاني منه البلاد، وبالطبع ليس هو سبب الفساد المضبوط والمرصود في كل مرافق الدولة وحيث ما تواجدت بطانة الحركة الاسلامية/المؤتمر الوطني. ولكن السبب الرئيس لكل ذلك، هو سلوك الحركة الاسلامية/المؤتمر الوطني في التمكين والسيطرة حد الاستبداد، وممارستها للتغطية بإسم الدين على كل فعل شنيع، في إستهزاء واضح ومعلن لمبادئ الشفافية والمحاسبة والعدالة. أما محاولة تصوير الصراع السياسي في السودان على طريقة مع أو ضد الشريعة، هو محاولة لذر الرماد في العيون. لأن الصراع السياسي الحقيقي في السودان هو بين من يريد حكم وفق مبدأ سيادة القانون وسيادة اللوائح التي تكفل الحرية للجميع وتصون حقوقهم كافة وتعلي من شأن آليات المحاسبة وتوطن الشفافية، وبين من يريد أن يكون فوق الجميع، معصوما عن المحاسبة. وبين من يريد أن يكون السودان لكل أبنائه بمختلف دياناتهم وأعراقهم وسحناتهم وثقافاتهم، وبين من يريده حكرا لأفراد التنظيم وللعصبة حامية حمى الدين والعروبة !.. لكل هذه الأسباب، وغيرها، نحن نصر على وضع علامة “الاسلاش /” لنؤكد على التماهي بين الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني، ما لم يبرز ما يجعلنا نحيد عن هذا الإصرار
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-23-12, 10:01 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-23-12, 10:04 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-23-12, 10:10 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | ود الباوقة | 10-23-12, 10:13 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-23-12, 10:32 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-23-12, 08:57 PM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | عمر ادريس محمد | 10-23-12, 09:03 PM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-23-12, 11:38 PM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فرح الطاهر ابو روضة | 10-24-12, 00:06 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | خالد العبيد | 10-24-12, 01:41 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | abdelrahim abayazid | 10-24-12, 02:01 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-24-12, 10:05 PM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-24-12, 10:08 PM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-25-12, 08:00 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | Abdlaziz Eisa | 10-25-12, 08:11 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-25-12, 08:29 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-25-12, 08:41 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-25-12, 09:38 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | محمد كابيلا | 10-25-12, 11:03 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-26-12, 04:06 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | عاطف مكاوى | 10-26-12, 04:15 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-26-12, 06:14 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-26-12, 02:18 PM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-26-12, 05:27 PM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-27-12, 08:20 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-27-12, 09:58 PM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-28-12, 04:29 PM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-28-12, 11:59 PM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-29-12, 07:11 AM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-29-12, 05:45 PM |
Re: عـصـابـة الـمـؤتـمـر الـوطـنــي | فيصل محمد خليل | 10-30-12, 04:18 AM |
|
|
|