حسن مكي: دارفور والجنوب كانتا عبئاً على الاقتصاد والى الآن!

Quote: واذا خاطبهم حسن مكي..!! عبد الباقى الظافر قابلت البروفسور حسن مكي في مناسبة اجتماعية استضافها منزل استاذنا عبداللطيف البوني ببلدة اللعوتة..رغم ان حسن مكي اسم تتعلق حوله اكثر من لافتة ..مدير جامعة عريقة وبروفسور متخصص في شأن القرن الافريقي وقيادي اسلامي ومفكر وكاتب سوداني..رغم هذا كان يخالجني شك في قدرة الرجل على استيفاء مستحقات هذه الالقاب..سألت المفكر حسن مكي عن عدد الصحف التي يقراها كل صباح ..اجاب الرجل بصدق صحيفتين..اغلب الظن ان الصحيفتين هما ما تجود بهم الحكومة مجانا على كبار موظفي الدولة. أمس قرأت بشغف حواراً اجراه الصديق العزيز حسن اسماعيل مع البروفسور مكي واوردته على حلقات الغراء السوداني..المفكر السوداني يصرح ان الجنوب ودارفور كانتا عبئا على المركز طوال نصف قرن من الزمان..في متن الحوار يضيف ان كل الولايات ال(26 ) كانت تعتمد على الحكومة المركزية قبل الانفصال..يمضي المكي ليقول ان السودان النيلي المنطقة المنتجة الوحيدة في السودان. بداية امتاز حديث الدكتور مكي بالعمومية..اراد في ذات الحوار ان يقلل من قيمة الشورى في الاسلام وقال انها وردت في ايتين فقط..الدقيق انها وردت لفظا ثلاث مرات في ال عمران وسورة الشورى والبقرة..واحسب ان البروفسور لم يركز على الاية(فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا) سورة البقرة، الآية: 233) هذه الآية تطلب من الوالدين التشاور في فطام الصغير..ومن عظمة الشورى انها كانت اسما لسورة كاملة من سور القرأن الكريم..والدقيق ان معاني الشورى انتظمت كثير من ايات القران الكريم فأخوة يوسف يتشاورن في الحجة التي يلقونها في وجه ابيهم ..الفرعون يطلب الفتوى من المدائن والملكة بلقيس تشاور قومها في خطة رد العدوان. غير أن الذي ازعجني في رؤية حسن مكي في الخمسينية التي سبقت الانفصال انها تحمل طرحا عنصريا فضلا عن عدم دقتها..جنوب السودان في اخر عشر سنوات رفد الخزينة العامة بما يقارب الاربعين مليار دولار ..كانت تلك اكبر بكثير مما انفقته الحكومة المركزية على الجنوب..اما دارفور فقد ظلت تعطى هذا البلد الكثير من الأنفس والثمرات والخيرات..سلك الجندية يشهد باسهام أهل دارفور..أما المواشي والصمغ العربي وبعض من التبغ وغير قليل من العقول وسوق واسع للمنتجات السودانية كل ذلك اسهام لا يراه البروفسور حسن مكي. لن أتحدث عن الجنوب الذي فرطنا فيه الى أن مضى الى حال سبيله..هب ان دارفور مثل الربع الخالي في الجزيرة العربية لا انسان فيها ولا حيوان..هل هذا يعنى ان نسقطها من حسابات السيادة..متى كانت قيمة الأرض تنبع مما تحمله في جوفها من موارد..وهل فقر اقليم سبة تستدعى التشهير من قبل مفكر عظيم. العقل الباطن للاستاذ حسن مكي يقوم على مفردة غريبة..الحسن المكي يعتقد ان الثقافة الغالبة في السودان هى الثقافة العربية الاسلامية..نلاحظ ان مكي استخدم مصطلح الثقافة الغالبة ولم يقل ثقافة الاغلبية ..ثم قدم العنصر على الدين..كل ذلك مقصود بالطبع..بالتالي كلما ابتعد اقليم من اقاليم السودان عن الرؤية المكية فهو يستحق الذم. -------- عن جريدة آخر لحظة