إنتكاسة أبو شاقور : بدون الليبراليين لا يمكن تشكيل حكومة في ليبيا ...

Quote: ليبيا: فشل "أبو شاقور" في تشكيل الحكومة وصفقة منتظرة بين الإخوان والليبراليين تونس ـ روعة قاسم بعد أن قدمت الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة التونسية قائمة تضم 700 تونسي، تطالب الإدارة البيضاوية بالقبض عليهم لتورطهم في أحداث اقتحام وحرق السفارة الأمريكية في تونس على خلفية الفيلم المسيء للرسول (ص)، أرسلت واشنطن مستشار البيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان لبحث مجريات التحقيق بشأن مقتل السفير الأمريكي في بنغازي على خلفية أحداث الفيلم ذاته. وقد اعتبر كثير من المحللين أن خطوات واشنطن تلك هي تعبير عن عدم ثقة صناع القرار في الولايات المتحدة في حكومات "الربيع العربي" التي ساهمت في صنعها والتي التفت من خلالها على المطالب العادلة لشعوب المنطقة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. رفض ويشار إلى أن رئيس الحكومة الليبية المكلف مصطفى أبو شاقور بصدد إيجاد صعوبة في إقناع المؤتمر الوطني العام (المجلس التأسيسي) بالتشكيلات الحكومية التي يعرضها على التصويت. فالسلطة التأسيسية الليبية متنوعة وتضم كثيرا من المستقلين الذين تم شراء أصواتهم لمنحها للإسلاميين في التصويت على رئيس الحكومة لكن ولاءهم غير مضمون باستمرار وذلك بخلاف المجلس التأسيسي التونسي الذي تسيطر عليه جهة بعينها هي حركة النهضة. ولا يلقى مصطفى أبو شاقور معارضة من قبل الليبراليين بزعامة محمود جبريل فحسب. فحتى الإسلاميون صوتوا ضد تشكيلته الحكومية وحجبوا الثقة عنها لأن أعضاءها من التكنوقراط غير المتحزبين، وهو ما أثار حفيظة حزب العدالة والبناء المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين وجعله يتقارب مع الليبراليين في رفض مقترحات مصطفى أبو شاقور الذي يبدو أنه تصرف بخلاف ما تم الإتفاق عليه مع الإسلاميين. ويبدو أن التقارب الجديد بين الليبراليين والإخوان سيؤدي بالنهاية إلى إبرام صفقة بين الجانبين قد توصل محمود جبريل إلى رئاسة الحكومة بشروط إخوانية. تسيير أعمال وفي انتظار الإنتهاء من هذه الصفقة المتوقعة التي يتحدث عنها أغلب الخبراء والمحللين كما بعض المصادر المقربة من كواليس السياسة في بلد عمر المختار يواصل عبد الرحيم الكيب تصريف الأعمال بتزكية من المؤتمر الوطني ما يضفي عليه وعلى فريق حكومته شرعية كانوا يفتقدونها في السابق بعد أن تم تعيينهم من قبل مجلس الحكم الإنتقالي الذي أمسك بزمام الأمور منذ الأيام الأولى للتمرد على نظام القذافي إلى حين تنظيم انتخابات حرة وشفافة للمرة الأولى في تاريخ ليبيا منذ الإطاحة بملكها محمد إدريس السنوسي على يد معمر القذافي وثلة الضباط الذين ساهموا في العملية الإنقلابية. ويرى بعض المحللين أن فرضية مواصلة حكومة الكيب قيادة البلاد إلى حين انتهاء المؤتمر الوطني من صياغة الدستور الجديد وتنظيم انتخابات جديدة تفرز مؤسسات دائمة غير مؤقتة، أمر وارد خاصة إذا لم يحصل توافق حول شخص محمود جبريل ولم يزكه الإسلاميون داخل المجلس التأسيسي. وخاصة أن حكومة الكيب تتمتع بقدر من الكفاءة رغم كثير من الهنات التي ميزت أداءها، كما أنها اكتسبت خبرة تجعل لديها القدرة على إدارة المرحلة الراهنة الصعبة أفضل من غيرها. لكن الأمر يبقى مجرد تخمينات وباب الخيارات يبقى مفتوحا على مصراعيه، لكن ما يمكن تأكيده أن حظوظ مصطفى أبو شاقور الذي صوت لرئاسته للحكومة المجلس التأسيسي بفارق صوتين عن محمود جبريل قد خسر تأييد الإسلاميين بعد أن رفض منحهم الحقائب الوزارية واكتفى باقتراح وزراء من التكنوقراط. بني وليد ومن أهم المعضلات التي واجهت وتواجه حكومة الكيب هي مسألة مدينة بني وليد التي يبدو أنها ما زالت في أغلبها موالية لنظام القذافي وغير راغبة في الإنخراط في العملية السياسية. لقد شهدت هذه المدينة لجوء عدد من أبناء القذافي والموالين له أثناء المعارك الضارية التي شهدتها ليبيا بين من يسمون "الثوار" و"الكتائب" والتي انتهب بسقوط نظام معمر القذافي ودافعت من دون هوادة عمن يسمون بـ"أزلام النظام السابق" وكانت إلى جانب سرت مسقط رأس معمر القذافي آخر مدينتين تسقطان بيد "الثوار". وتشهد بني وليد من حين لآخر معارك بين من تبقى من أنصار القذافي وبين القوات الحكومية المدعومة ببعض الميليشيات من ثوار الغرب ممن لم يسلموا أسلحتهم للدولة بعد، وهي معارك ضارية تعيد ليبيا إلى المربع الأول وتهدد حالة الإستقرار التي بدأت تتسرب رويدا رويدا إلى مختلف أنحاء ليبيا حتى بات معها السفر برا أمرا ممكنا بعد أن كان وإلى وقت غير بعيد مخاطرة غير مضمونة العواقب.