|
رحيل حزين لرجل تدثر بالآلام ... الفاتح كسلاوي
|
رحيل حزين لرجل تدثر بالآلام... كسـلاوي...لا تسأل مشاعـرك ليه عيني بكـن..! الخرطوم: أحمد دندش/ تصوير: سعيد عباس عصفت الاحزان بما تبقى من أمل في أن تعود العافية لجسد ذلك الملحن الاستثنائي، والناعي أمس يعلن رحيله عن هذه الفانية، بعد رحلة عذاب مع المرض، ومشوار طويل مع الآلام التي لم تستثن حتى (صوته)، الذي ضاع في زحمة المرض، ولكنه وبرغم ذلك كان محتسباً ألمه عند الله، وكان دائماً ما يلهج بعبارات الشكر لله وهو في عز الوجع، قبل أن تسيل على خده دمعة، وعندما تسأله بسرعة عن سرها يقول لك وبنصف ابتسامة: (والله بس مشتاق لي اصحابي)... رحيل حزين: نعم...انه الملحن العبقري الفاتح كسلاوي والذي غادرنا بهدوء ظهر أمس بمستشفى السلاح الطبي، مترجلاً عن صهوة جواد الإبداع الذي امتطاه عن جدارة وعن موهبة وعن أخلاق حميدة يشهد بها كل من عرفه أو سمع به، رحل كسلاوي تاركاً في القلب (وجعة) وعلى حواف الأعين دمعة تتراقص في لا وعي قبل أن تسيل على الخدود حارة ومفعمة بالكثير من الحسرة. دموع قبل الرحيل: (السوداني) زارته قبيل وفاته بفترة، واجرى معه الزميل يوسف دوكة حواراً كانت خطوط حبره من المواجع وكانت اوراقه صفائح من الألم، تحدث فيه كسلاوي عن حزنه الشديد لعدم زيارة بعض اصدقائه له بالمستشفى، قبل أن يجهش بالبكاء الشديد عقب تلك النقطة، بينما تحدثت زوجته ابتهاج للمحرر وقالت إنها اصطدمت بتجاهل مرض زوجها من اقرب اصدقائه، لكنها لم تفقد الامل في ذلك الوقت وظلت تدعو لزوجها بالشفاء ولكن كانت يد المنون اسرع والناس تحمل جثمان كسلاوي امس إلى مثواه الاخير بمقابر حمد النيل وسط دموع حزينة ودعوات يرسلها البعض مدراراً بأن يرحمه الله ويغفر له بقدر ما أسعد الناس في حياته. إرث كبير: الفاتح كسلاوي رحل عن هذه الدنيا ولكنه ترك لنا ارثاً كبيراً يتمثل في اغنياته التي دوزنها بألحانه الاسطورية، فمن منا لم يهِم وجداً مع (خلاص ما تبكي يا عيوني)، ومن منا لم يردد مع ابراهيم حسين (لو جارت عليك أيام تعال لعيونا بتشيلك)، وأخريات زين بها كسلاوي جيد الاغنية السودانية..ألا رحم الله كسلاوي بقدر ما اعطى لمكتبة الغناء السوداني وأسكنه فسيح جناته، (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
http://www.alsudani.sd/news/index.php?option=...&catid=45&Itemid=204
|
|
|
|
|
|
|
|
|