|
Re: مسافات .........يستحضرها الموت (Re: نعمات حمود)
|
سمية ...رحلت في فجر يوم اغبر بائس 30/6 كان الناس يحتفلون من حولنا وكنت انا تهاجمنى الاحزان وتفترسني الالام لا يمكن تصورها ... كانت سمية ..تموت
هي اختى التي تكبرني ببضعة اعوام ...لازمتني في صغري وكبري منذ ان اتيت لهذه الدنيا ...كانت حميمية لدرجة انني كثيرا ما كنت استولى على اشياؤها كانت تعرف اننا سنفترق قريبا لذلك كانت تمنحني بكل رضا كل ما اريد ... كانت امي تشتري لنا ملابس متشابهه للعيد وغيره الا الالوان كنت انا صاحبة الخيار الاول حتى النوم كنت انا اختار اول السرير والفراش الذي اريد ومن ثم هي ...كانت تمنحني الافضلية لكل شي ... كبرنا معا بصورة الاصدقاء كانت ودودة وطيبة وبسيطة ولها كارزما المحبة والروح الطيبة التي جعلت حتى اصحابي كثيرا ما يفضلونها وكثيرا ما يصادقونها بمجرد التعرف عليها ..كبرنا ... احبت احدهم ...كلمتني كثيرا عن الحب والمحبة وكيف انها سلطان القلوب ...كان هو من اهل الشمال حيث النشاة الاولى لنا فكانت تجبرني على قضاء الاجازة باهل جدتي ..وكنت افعل ارضاء لها ... كانت مبدعة ومتفوقة اكاديميا درست كلية المعلمات ثم امتحنت شهادة ودرست جامعتين مختلفتين وتفوقت ..... كانت مبدعة صاحبة صوت جميل وممثلة درامية ناجحة بشهادة الكثيرين ...كانت جميلة ولكن القدر كان اقوى منا ... اصيبت بسرطان الثدي وكانت الخبرة باضبيره في بداياتها وتخبط الطب فيها حتى ...ماتت وهي تتاهب للزواج الذي كان محددا وبدانا في تحضيراته ... ماتت ...وما زالت تعيش بيننا في كل عيد كانت هي تقوم بالتجهيزات له من الزلابية ..ونظافة البيت ..وشراء الملايات ....واعداد الطعام وخاصة شية الجمر .... مرت المسافات بيننا ولكنني احفظ كل التفاصيل واتعايش معها في كل عيد ...تهيج اشجاني هذه الذكريات ...ز انها الاقدار ... حبيبتي سوسو كما كنت ادعوك يوم اريد طلبا ...
انت بيننا باقية وان انتقل جسدك لمكان اخر ....تفصلنا المسافات والازمنة والامكنة ولكنك باقية مقيمة بيننا انا واخوتي ....نومي هانئة في علييك ...فمكانك بين الصديقين والهداء والصالحين
ومني حزني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافات .........يستحضرها الموت (Re: نعمات حمود)
|
.. هل لي أن أقول : كلنا راكباً يطوي مسافة عمره عجلا ، فى قطارٍ خلت فضاءآته من محطاتٍ ، إلا من دروب وندب الجروح ، لاتعرف المراحل عند الراحل يحمل مكحلةَ الدمع يكحلُ بها كل رفيقٍ وعزيزٍ أحب ، الفرقة قاسية ( نعمات ) والدمع ينعيها وهي آخر كلامنا في الخطاب ، فليس بعد رحيل العزيز من كلام غير الداعاء .. لك تعزيتي .. محمد مختار جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافات .........يستحضرها الموت (Re: محمد مختار جعفر)
|
Quote: احبت احدهم ...كلمتني كثيرا عن الحب والمحبة وكيف انها سلطان القلوب ...كان هو من اهل الشمال حيث النشاة الاولى لنا فكانت تجبرني على قضاء الاجازة باهل جدتي ..وكنت افعل ارضاء لها |
نعمات وكما قال نزار قبانى: الحب لست رواية شرقية بختامها يتزوج الابطال لكنه الابحار دون سفينة وشعورنا دوما ان الوصول محال ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافات .........يستحضرها الموت (Re: زهير عثمان حمد)
|
تمر الايام ...ونحن نكابد المرارة ...نعاني الحنين الى الحبيبة التي رحلت دون استئذاننا ...العروسة التي كنا نتاهب لنزفها الى بيتها لتعرج هي الى السماء بروحها تاركة جسدها بحمد النيل المكان الذي الفته كثيرا منذ صغرنا ...
سمية او سوسو كانت جميلة ودمثت الاخلاق تاسر القلوب وتالفها الروح هي التي عملت معلمة بين مدارس الخرطوم العمارات والحلة الجديدة لتعرفني لعالم خارج ام در التي ترعرعنا ...هي التي علمتني طريق الفن منذ ان كانت ضمن زمرة مجموعة فنية تختار وتنتقي المبدعين من المدارس مع الاستاذ محمد ميرغني امد الله في عمره ومنها كنا نتجول بين المنتديات الثقافية ومكتبة البشير الريح وغيرها من دور الثقافة ..هي من عرفتني كبار الفنانيين والموسيقيين في المدينة التي عشقتها ...كانت عندما تشعر بان مزاجها في غير عادته تاخذني لنسير معا من حي البوسته حتى العباسية شرق راجلتين وهي تردد ام درمان ام در ...شوارعها تمنحني الامان ...هكذا كانت تحاكيني لتغرز داخلي العشق الام درماني .... سمية التي عملت معلمة لتنتقل لمهنة المتاعب لتاخذني في طريقها لنفس المجال ...كانت عظيمة في كتاباتها كنا نساهر في خواطرها الجميلة عن حبيبها ...كانت تكتب عن خواطرها لحبيبها وكيف هذا العشق وكانت تضع صورته داخل وسادتها كنت كلما طلبت امرا منها ورفضت اهددها بان اخبر امي او اقرأبعض الخواطر لامي واقول لها وهي تضحك (يا امي دي واحده صاحبتنا من الجامعة ) كثير من زخم الذكريات استحضرها وانا اشعر بالشوق والحنين لها ....امتد الحزن لقلبي سنينا عجافا مررت بها حتى انني غيرت كل من كان حولي من ذكريات لانتقل لبلدة بعيدة ولكنها ظلت تلاحقني في غربتي ....وها العيد يمر كما الكرام ليحملني اثقال من الحنين الى حبيبتي التي افتقدتها ...
فما اقصر المسافة بين الحياة والموت ....وما اعظمها من مسافات يستحضرها الموت .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافات .........يستحضرها الموت (Re: نعمات حمود)
|
نفس الشهر الذي اشعر بانه كابوسا اتهجس منه وبذات السيناريو ....ترحل اختى الاخرى ....اثر حادث سير ..لم يمهلها لتخبر اطفالها واخواتنا ...لتكون المفاجاة اكثر مرارة ان ناخذ جسدها ملطخا بالدماء وثلج المشرحة وروائحها .... امنة حمود :قطع نصف مشوار الحياة تزوجت وانجبت بنينا لا يشق لهم غبار وتوفي زوجها وهي شابة ليبيض شعرها وتهاجمها التجاعيد من هموم التربية والمعيشة حتى كبر من كبر ولكن ارادة الله تاخذها ليواصل بقية الصغار المشوار كيفما يشاء الله لهم .. امنة كانت مميزة بيننا ...تتحدث بهدوء غير معهود من الكثيرات ...وتمشي ببطء وتريث في كل خطواتها ...لا تستعجل الكلام والهدوء هو ديدنها في كل شي ... لا تهتم كما النساء ومنذ ان مات زوجها ربما بعدت عن مظاهر الفرح بصورة كبيرة ... امنة هي الحاضنة بعد وفاة والدي لاخواتي الاخريات ...كانت رغم صغرها عنهن الا انها تامر وتنهي بكل مواصفات الامومة الرحيمة .... يد القدر كانت اسرع لتقودها لاحد بيوت الافراح الاسرية بعيدة عن ديارها لتعاود البيت على عربة الاسعاف جثة لا ندري من المجرم وكيف ومتى واين ..الا ان جثة عزيزة ملطخة بالدماء لا تتبين الا ثوبها ....هكذا اختارت ان تكون شهيدتنا ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافات .........يستحضرها الموت (Re: نعمات حمود)
|
الاخوة الاعزاء ...الذين تواسيني رطب كلماتهم ....لا اراكم الله مكروه في عزيز لديكم ....
هي مسافات قطعها الزمن بيني وبين اخواتي ...مشاوير احزان اقطعها يوميا اكابد فيها الغربة والحنين والشوق .... وما بين اشواقي ومسافاتها تبقى الاحزان .....
مني المحبة
| |
|
|
|
|
|
|
|