مصانع الأطفال..قصة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 12:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-07-2012, 06:07 AM

علاء الدين محمد بابكر
<aعلاء الدين محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 06-04-2008
مجموع المشاركات: 1950

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصانع الأطفال..قصة

    مصانع الأطفال

    نفث (شالوم) من سيجاره دخاناً تصاعد في السماء راسماً دوائر تتداخل في بعضها وتتلاشي في سماء مكتبه وقال بتعجرف وغيظ دلت عليه عضته للسيجار: ان القضاء علي أعمال الشغب هذه التي استمرت سنين عددا بضرب مصدر قوتها بيد من حديد فاذا كنا نريد أن نقضي عليها نهائياً يجب أن نعي جيداً مع من نتقاتل نحن؟وما هو سلاحهم ..وكيف يتحصلون عليه؟ عندها يمكننا أن نعرف الطريقة المثلي للقضاء عليهم..
    كلكم تعلمون جيداً أن هذه الفوضي التي يسمونها ثورة، وقودها الأطفال والحجارة، ان كبارهم قد تمكنا من اخراجهم عن أرض المعركة بالأموال التي نغدقها علي رؤسائهم.. وبالطرد والتشريد.. وبالمخدرات والنساء ..وأخيراً بمؤتمرات السلام الوهمية التي شغلتهم عن أرض المعركة الحقيقية، أما هذه الفوضي التي يحركها الأطفال والصبيان لم نتمكن من التعامل معها دبلوماسياً ولا سياسياً لاننا ببساطة لا يمكن أن نرجع بعقولنا لمرحلة الطفولة لنعرف كيف يخطط هؤلاء الأطفال وماذا يخبئون لنا مستقبلاً لنتمكن من اتقاء مخططاتهم أو كشفها والقضاء عليها واننا كما تعلمون أيضاً لم نتمكن من منعهم من الحصول علي الحجارة كما فعلنا بالسلاح الأبيض والأسود منه، لأننا عندما نهدم ممنازلهم عليهم تتحول المنازل المنهارة في أيدي الأحياء منهم سلاحاً يواصلون به أعمالهم الاجرامية ضد جنودنا البواسل.. اذا نحن لم نتمكن من التعامل معهم دبلوماسياً ولم نتمكن من منعهم من الحجارة.. فما الحل؟! لا حل أمامنا سوى القضاء علي الأطفال أنفسهم.. لا أعني الأحياء منهم لأن هؤلاء حقيقة واقعة أمامنا يمكننا أن نبيدهم متي ما أردنا ولكن أعني الذين لم يأتوا بعد.. يجب أن نمنع مجيئهم.. يجب أن نمنع تكاثر هؤلاء الأعراب فان تمكنا من ذلك قضينا علي الأحياء منهم وانتهينا من هذه المشكلة نهائياً.. ولكن كيف؟!
    أولاً: أحذركم وأطلب منكم أن تأمروا جنودكم البواسل بأن يبتعدوا عن الساقطات العربيات، ولتعلموا ان قضاء ليلة شهوة مع عاهرة عربية يمكن أن ينتج لنا في المستقبل كارثة.. انكم بعد أن تقضوا وطركم منهن، تدعوهن من دون أن تشعروا انكم قد بذرتم في أحشائهن طفلاً سيصبح حتماً عربياً فيحمل في وجهنا حجراً وقد يحمل مدفعاً، عندها لن يفرق بين أباه أو غيره، كل ما سيحركه تلك الفكرة الغبية التي يرضعونها لهم فتغرس في نفوسهم ألا وهي الأرض!! لذا وجب علينا أن لا نزيد وقودهم اشتعالاً بجهل منا.
    ثانياً: يجب أن تتحول كل ضرباتنا القادمة الي الاناث منهم.. لاتبالوا بما سيقوله عنكم المدافعين عن حقوق الانسان أو حقوق المرأة دعوهم يقولون ما يقولون ونفذوا أنتم ما تؤمرون.. أجهضوا الحمل من نسائهم.. ولا تفرقوا بين من هي في سن اليأس أم في سن المراهقة.. فقط فكروا في دولتكم العظمي التي تهددها هذه الأرحام النتنة، لا تفرقوا بين مسلمة أو مسيحية، أو حتي يهودية لا تتبع الفكر الصهيوني ان عرفتم انها عربية هذا يكفي لضربها حتي يسيل الدم من أسفلها.. لأنها ببساطة ستلد طفلاً عربياً وهؤلاء سبب مشكلتنا..اذا تمكنتم من سد منبع هؤلاء الأطفال عندها يمكننا ان نخنق الأحياء منهم، ومن ثم نقيم دولتنا العظمى).وفتح يده وقبض بها دخان السيجار تعبيراًتمثيلاً لعملية قبضه علي رقاب الأطفال..
    عندها سرت همهمة بين الحاضرين ومناقشات جانبية.. ثم انفض الأجتماع.
                  

09-07-2012, 06:11 AM

علاء الدين محمد بابكر
<aعلاء الدين محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 06-04-2008
مجموع المشاركات: 1950

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصانع الأطفال..قصة (Re: علاء الدين محمد بابكر)

    (2)

    شق سكون ليلة باردة من ليالي الشتاء الحالكة السواد صفير متقطع يتبعه صفير طويل ثم سكون من أسفل هضبة صغيرة بها بعض المباني المنهارة والتي تدل هيئتها علي الوحشة وعدم وجود أي كائن حي بداخلها ولا حتي بقربها، ولكن من قمة الهضبة ظهر صوت صفير كالصوت الأول وكأنه رد عليه..
    بعد فترة سكون صغيرة سمع صوت خطوات خفيفة علي الحشائش التي تكسوء الهضبة وظهر من علي البعد شبح طفل صغير لم يتعد السادسة ملثم بكوفية بيضاء بنقاط سوداء هي شعار الثورة، ومن خلفه امرأة طاعنة في السن ترتدي عباءة سوداء وتغطي شعرها بقطعة بيضاء.
    من القمة بين الأطلال ظهر فتي جاوز الخامسة عشرة فأشار للطفل علي طريق ضيق بين الركام وقال للطفل:أوصل الحاجة الي المصنع اننا بانتظار مدفع جديد ان شاءالله قبع الفتي في مخبأه لفترة سويعات ظنها دهراً رسم في خياله خلالها أمال وأحلام شعب اضطرتهم الظروف أن يحملوا عنه لواء المقاومة،وأفاق من خياله علي صوت خطوات الطفل والمرأة قادمة من أعلي، وعند مرور الطفل بجانبه رفع يده بعلامة النصر وقال: الله أكبر.. عندها أخذ الفتي نفساً عميقاً وتنهد وقال: الحمد لله.
    سرح الفتي بخياله بعيداً وبدلاً من أن يواصل رسم المستقبل رجع الي الماضي وبدأ يتذكر أولي انطلاقات الثورة عندها كان غلاماً وكانت المقاومة تقودها الاحزاب المتناقضة المتناحرة المترامية ما بين اليمين واليسار،الأحزاب يرأسها شيوخ كل واحد منهم يرغب في أن يكون النصر علي يد حزبه وبدلاً من ان يعملوا ويتوحدوا، يخربون أعمال بعضهم البعض، فاستغل العدو فيهم هذه الثغرة وبدأ في زرع الشتات بينهم.. يشتري هذا أو يضرب هذا بهذا، ويقتل هذا، والأرض تنزاح من تحتهم،الرؤساء يكيدون لبعضهم البعض، والبيوت تهد علي رؤوس امهاتهم واخواتهم.. االفتيات يغتصبن، النساء الحمل يجهضن والشباب تكسر أياديهم وأرجلهم، والشيوخ يشربون أنخاب الخيانة.
    وسط هذا العفن والنتن، فجأة انطلقت الشرارة الأولي للثورة، لا يدري في أي قرية كانت ولا في أي مدينة بدأت ولكن فقط يتذكر أنها وصلت قريتهم بعد يوم واحد فقط من سماعهم بانطلاقها.. لا يعرف لها سبباً ولكنه تعلم ان الضغط والكبت يؤديان للانفجار.. يتحير أحياناً وهو يذكر نفسه حاملاً حجراً ليقذف به صهيوني يحمل مدفعاً من دون ان ينتابه خوف.. ولكنه يتذكر قول والده له:(يابني ان الأرض قد باع جزءاً منها للعدو بعض الجهلة عفا الله عنهم، واغتصب العدو البقية بقوة سلاحه، فلا يرهبنك سلاح هؤلاء الجنود انهم فقط مدفوعون من قبل أسيادهم ولكنك تقاتل من أجل احدي الحسنيين.. ان قتلت فانك حي عند الله في الفردوس الأعلي مع الصدقين والشهداء وان انتصرت سترجع أرضك وأرض آبأئك وأجدادك). هذا ما يتذكره دوماً من أبيه الذي لا يعرف له مكاناً منذ ان وهب نفسه للثورة.. انطلقت الثورة من دون ان يعرف لها سبباً مقنعاً واستمرت مشتعلة بعد ان تصدي لقيادتها مجموعة من الشباب لا يجمعهم غير حبهم وخوفهم من أن تنطفيء شرارة الثورة اذا قادها الشيوخ الذين قد شربوا الذل والخنوع.. قادوها في مجموعات لايعرف لها راساً.. فتيان وفتيات اتخذوا اللثام شعاراً..لاتكشف وجوههم الا نادراً لثامهم أسود بأبيض، الأسود حداداً علي أرضهم المغتصبة و حداداً علي شرف كبار امتهم الذي قد باعوه يوم أن جلسوا مع العدو في مؤتمرات الذل والمهانة. أما الأبيض فينبثق نوراً من بين ثنايا السواد دالاً علي وهج الثورة واشتعالها.
    بدأت المجموعات تقود المظاهرات في كل القري والمدن وتتصدي للعدو بالحجارة والأسلحة البيضاء وتدعوا للاضرابات وتجتمع ليلاً لتقييم الموقف ومواصلة النضال..وفي المقابل اشتد تصدي العدو لهم شراسة فبدلاً من مسيل الدموع صاروا يستعملون الغازات السامة، وبدلاً من الرصاص البلاستيكي صاروا يستعملون الحي، فازداد عدد الشهداء وكثرت أعداد المعتقلين عندما ابتكر العدو المعتقلات الجماعية بعد أن امتلأت سجونهم بالثوار.
    في احدي الليالي اجتمع الفتية كعادتهم لتقييم موقفهم ففطنوا الي الأعداد الهائلة التي تساقطت واعتقلت، فاستقرأوا واقعهم وعرفوا أنهم هالكين لا محالة اذا استمر الحال هكذا بعد أن هجر الرجال نسائهم عندما تزوجوا الثورة وتركت النسوة بيوتهن بعد أن تفرغن لتضميد جراح أبطالهم وشحذ هممهم، وترك الشباب اقامة أفراح الزواج بعد أن غطي الجد والحزن لياليهم.. فبدأوا يتشاورون في كيفية تجنب الكارثة، وفي قمة حيرتهم لمعرفة حل لهذه المشكلة قال أحدهم بعد أن كان صامتاً منذ بدء الاجتماع:
    ( لنقم مصانع للأطفال). نظروا اليه نظرة سخرية وعتاب لأن ليالي الاستهتار والمزاح قد ولت منذ انطلاق الثورة، ولكنه أصر علي اقتراحه الغريب، عندها اضطروا أن يستمعوا الي اقتراحه عسي الله أن يجعل فيه مخرجاً فقال لهم:( كلكم يعلم جيداً ان الشباب قد صرفوا عن رؤوسهم فكرة الزواج هذه وأنتم أدري بالسبب،أن عملية حفظ النسل تأتي لا ارادية مدفوعة من مارد زرعه المولي عز وجل داخل أي انسان يتحرك هذا المارد في سن معينة دافعاً الانسان اما للزواج أو الزنا، وأنتم تعلمون أن هذا المارد قد قتل بداخلنا يوم انطلاق الثورة وانشغالنا بالتخطيط لها أو بالمشاركة فيها ولا يمكن اعادته للحياة الا بتخصيص جزء من عقولنا للتفكير في متطلباته، وهذا فيه اضعاف لمقدرتنا التفكيرية في العمل الثوري، ولكننا اذا اعتبرنا الزواج نفسه احدي متطلبات الثورة المرحلية التي قد فرضهاعلينا الواقع، عندها يمكننا أن نضيفه الي مخططاتنا.. لا أقول لكم أخلو عقولكم لشيطانكم وأسرحوا في دنيا الهيام والفسوق ولكن أقول لكم ان الواجب الثوري قد فرض علينا التناسل!! كيف هذا هو ما يجب علينا أن نقتله بحثاً...
    اقتنع الفتية بالسرد المنطقي للمشكلة التي تواجههم ووجدوا فيه شعاعاً سيضيء لهم طريق الحل فقال أحدهم:(اذاً فان الزواج واجب ثوري علينا يجب ان ننفذه؟). رد صاحب الفكرة: ليس الزواج وانما التناسل؟!.
    - ماذا تعني؟
    - الزواج يعني أن يرتبط كل شاب برباط شرعي مع شابة يختارها وفقاً لارادته ولا يشترط أن تكون ثمرة لهذا الارتباط نسلاً وان ارتبط كل واحد منا بواحدة فقط ستكون هنالك أعداد هائلة من الفتيات من دون زواج ونحن أحوج الي أرحامهن.
    - هل تعني أن يتزوج كل واحد أربع فتيات؟.
    - أكثر
    - لاحول ولاقوة الا بالله!! انك تريدنا أن نخالف الله بأن نتزوج أكثر من أربعة كما نص القرآن أو تريدنا أن نزني لتمتلي كل الأرحام الفارغة لا.. لا..ولاخير في دولة أساسها حرام!!.
    - معاذ الله.. لايحق لبشر أن يبيح ما حرم الله أنا لا أريدكم أن تتزوجوا أكثر من أربعة وأيضاً لا أريد أن يكون هنالك فتيات من دون تخصيب وبدون زنـأ!!
    سكت الفتية وتركوه يوضح لهم وجهة نظره هذه بعد أن يئسوا من فهمها فقال لهم!!
    اقترح عليكم ان يتزوج كل فتى اربع فتيات ،وليكن هذا امرا ثورياً.. فاذا حملت احداهن طلقها وتزوج غيرها، الي ان تضع حملها، فان وضعت حملها وكانت في عصمته ثلاثاً زوجناها له مرة أخري وأن لم يكن تزوجها غيره، أعني لا نريد أن نترك رحماً من دون جنين بداخله بصورة شرعية، أما النساء الحمل فيجب وضعهن في منازل محددة ستكون محروسة حراسة مشددة الي أن يضعن أحمالهن وهذه المنازل هي ما أسميته بمصانع الأطفال!! سرت همهمة بين الحاضرين وبدأوا يتشاورون في هذا الاجتهاد الغريب وهل هو شرعي أم خطرفة ثوري، ولم يتوصلوا لرأي قاطع لنقص في معينهم الفقهي فقرروا أن يستشيروا أحد أئمة المساجد عسي أن يعطيهم رأياً قاطعاً.
    ذهبوا الي أحد أئمة المساجد القديمة بالقرية فدخلوا عليه في منزله.. أبلغوه السلام وجلسوا ووجدوه شيخاً قد تعدي العقد السادس من عمره، ذو لحية طويلة بيضاء تتخللها بعض الشعيرات السوداء، جبهته بها بقايا جرح قديم صنعه صنعاً بامعانه في ضغط رأسه بالأرض عند سجوده ليكون من الذين قال عنهم المولي:( سيماءهم في وجهوهم من أثر السجود). طرحوا عليه مشكلتهم ففهم بعضها ولم يفهم أكثرها،و لكنه جلس القرفصاء علي الأرض وأخرج من جيبه صندوق تبغ أمريكي وأشعل سيجاراً وبدأ ينفث في دخانها ويفتيهم:
    تحدث لهم عن أهمية الزواج في هذه السن المبكرة من العمر وأنهم بهذا الزواج سيحفظوا أنفسهم من الوقوع في معصية الله، وتحدث لهم عن الطلاق باسهاب فقال: أنه أبغض الحلال عند الله وقد أحله وفقاً لشروط تحدث عنها الأئمة الأربعة وأسهب .. فسرح من الحضور بخياله من سرح وعرفوا أنهم لن يخرجوا منه بمفيد الي أن قال لهم:(وأنتم تعلمون جيداً أن بلدنا يتبع المذهب السيني لذا واجباً علينا أن نتبع رأئه.
    فرد عليه أحدهم:
    - ومن الذي أوجب ذلك؟
    - رجال الدين الاسلامي!!
    - وهل في الدين الاسلامي رجال دين؟
    - أكفرتم يا فتية؟! انهم الرجال الذين قد تفرغوا لدراسة الدين ولمعرفة آراء الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة، وحفظوها وجاءوا ليطبقوها علينا لينصلح حالنا كما انصلح حالهم بها!!
    - وهل آراء الصحابة والتابعين وتابعي التابعين والأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين والخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز من الدين في شئ؟!
    - إستغفر الله.. ماذا تعني يا فتي؟!
    - أعني هل هي نصوص قرانية وأحاديث متواترة لتكون فرضاً علينا، أم هي اجتهادهم الشخصي انطلاقاً مما فهموه من القرآن والسنة لمصلحتهم في ذلك الزمان والمكان؟
    - انها اجتهادهم واجتهادهم لازم علينا!!
    - ان كان في مصلحتنا وفقاً لواقعنا أخذنا به، وان لم يكن تركناه واجتهدنا بأنفسنا لأننا ان التزمنا به لايمكن أن نرجع أنفسنا الي زمانهم ومكانهم لنطبقه فينا هناك لان الحدث لايمكن أن ينفصل عن الزمان والمكان!!
    اشتد الحوار بين الفتية والشيخ الي أن حسمه أحدهما: اننا نضيع وقتنا ووقت امتنا مع هذا الشيخ فلنحسم هذا الأمر بأن نذهب ونسأل(الله مباشرة فانه قد قال:(اني قريب أجيب دعوة الداعي اذا دعاني) ولا يحتاج منا الي وسيط.
    تذكر الفتي الصغير ذلك اليوم الذي قد صليت فيه لأول مرة في تاريخ المسلمين صلاة الاستخارة جماعة. عادة كل فرد يستخير الله لأمر يخصه بمفرده ولكن هؤلاء جماعة يستخيرون الله في أمر يخص الجماعة.
    خرج الفتية والفتيات في ظلمة الليل أفراداً الي مكان منبسط حددوه مسبقاً لاقامة الصلاة، صلوا ركعتين لله ودعوه خاشعين مبتهلين، ان كان في هذا الأمر خير لهم في دينهم ومعاشهم وعاقبة أمرهم فلييسره لهم وان كان شر لهم فليصرفه عنهم ويصرفهم عنه ويقدر لهم الخير حيث كان ويرضهم به وبعدها رجعوا أدبارهم الي منازلهم استعداد لبدء العمل صباحاً.
    وزعوا أنفسهم الي مجموعات لتنفيذ ما هم مقدمين عليه ليكون منضبطاً فقهاً وقانوناً وأمناً فكونوا ثلاث مجموعات
    المجموعة الأولي هي مجموعة الاحصاء ومهمتها حصر كل البالغين من غير المتزوجين.
    ثانيا:ًاصدار الأوراق الرسمية لعملية الزواج.
    ثالثاً: ًتسجيل أسماء الحمل من النساء.
    رابعاً: اجراء عملية الطلاق الرسمي.
    خامساً: نسبة الأولاد بعد الولادة الي آبائهم الشرعيين.
    أما المجموعة الثانية فهي المجموعة القانونية فقد قامت وفقاً لأوامر الثورة بتأميم كل بذور الرجال وأراضي النساء لصالح الثورة ولزاماً عليه كل طفل أو طفلة يصل مرحلة البلوغ ولا يسجل اسمه في المجموعة الأولي يعرض نفسه للمسألة القانونية ووفقاً لقرار التأميم هذا قامت بسن قوانين رادعة لكل من يخالف هذا الأمر ففي ليلة وضحاها صارت ممارسة العادة السرية بالنسبة للرجال خيانة عظمي وإهدار لموارد الثورة، وعقوبتها الاعدام!! وأصبحت كل الممارسات غير الاخلاقية السرية منها والعلنية خيانة للمجتمع والثورة وعليه ستنفذ في مرتكبيها العقوبات الرادعة من دون أي تردد.
    أما المجموعة الأخيرة فمهمتها انشاء مصانع الأطفال والقيام علي تأمينها.. هذه المصانع عبارة عن بيوت صغيرة في مناطق لا يعرفها الا القلة القليلة من الثوار.. تجلب اليها النساء الحمل في ظلمة الليل مغمضي الأعين ولا يحق لهن الخروج الا بعد أن يضعن أحمالهن حفاظاً علي مافي بطونهن وخوفاً عليهن من الاجهاض اذا عرفهم العدو.
    انتشرت هذه المصانع في القري وجعلت عليها حراسة مشددة وخصصت لكل مصنع قابلة كبيرة السن يتم احضارها عند حالات الوضوع..
    يقبع فتانا الصغير هذا في ظلمة الليل حارساً لاحد هذه المصانع متذكراً انطلاقة الثورة وواضغاً آمال وأحلام قد تتحقق في حضوره وقد يلحق بركب الشهداء تاركاً تحقيقها لأبنائه أو أحفاده.
                  

09-07-2012, 06:17 AM

علاء الدين محمد بابكر
<aعلاء الدين محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 06-04-2008
مجموع المشاركات: 1950

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصانع الأطفال..قصة (Re: علاء الدين محمد بابكر)

    (3)
    في أحد مراكز تدريب الأطفال علي العمليات الفدائية كان الطفل (جهاد) ذو الأربع سنوات يتدحرج تحت شاحنة عسكرية تتحرك ببطء ويختفي تحتها لحظات من الزمن وبعد ذلك يظهر من خلفها ويعيد الكرة مرة أخري ويحمل في يده ولاعة ومطواة صغيرة، ومن ينظر اليه من بعيد يتخيل أنه يمارس شقاء الطفولة بين هذه السيارات القديمة ويخاف عليه ان تدهسه هذه الشاحنة ولكن قادة المقاومة فقط يعرفون ماذا يخطط هذا الطفل المجاهد.
    في احدي المواجهات بين العدو والأطفال جاء طوف من سيارات العدو من بينهم شاحنة مثل تلك التي كان يلعب تحتها (جهاد) ومحملة بجنود الأعداء وعند أحد الحواجز الحجارية التي صنعها الأطفال كان يقف جهاد في منتصف الطريق بعد أن فر الأطفال ليكروا علي العدو من جديد، عند وصول الشاحنة الي الحاجز بطأت سرعتها وقرر سائقها أن يدهس جهاد بعجلاتها، ولكنه انبطح في الأرض كما تدرب في مركز التدريب، وعند مرورها من فوقه تعلق بهيكلها وبدأ يزحف الي منطقة خزان الوقود، والجنود في أعلي الشاحنة يضحكون وينتظرون بقاياه أن تخرج من خلف الشاحنة بعد أن ظنوا أنها دهسته، واصل جهاد زحفه الي أن وصل الي الخزان وأخرج المطوة وبدأ يعمل بعنف حتي تمكن من ثقب أنبوب البترول وبدأ يتدفق فملأ يده الصغيرة وبدأ يمسح حول الخزان بالوقود ومن ثم أخرج الولاعة وأشعل النيران في الخزان وأطلق يده التي كان يمسك بها ليسقط علي الأرض وتمر من فوقه الشاحنة والنيران تشتعل في الخزان وفي ثواني كانت الشاحنة تنفجر ويتناثر الجنود والنيران مشتعلة فيهم. فابتسم (جهاد) وهو منبطح علي الأرض ابتسامة نصر تلاشت بعد أن دهسته سيارة من خلف الشاحنة لم ينتبه لها.
    ومن علي سطح أحد المنازل كان هناك فتي يراقب جهاد وهو ينفذ ما دربه عليه وذرف عليه دمعة صغيرة مسحها بكمه ومضي.
                  

09-07-2012, 06:24 AM

علاء الدين محمد بابكر
<aعلاء الدين محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 06-04-2008
مجموع المشاركات: 1950

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصانع الأطفال..قصة (Re: علاء الدين محمد بابكر)

    (4)

    شق سكون الليل صفيرمتقطع يتبعه صفير طويل دالاً علي وصول القابلة لأحد المصانع لاستقبال مجاهد جديد يحل مكان (جهاد) ويستمر الجهاد.............


    علاء الدين محمد بابكر

    1992م بنغازي - طرابلس – الخرطوم.
                  

09-08-2012, 05:13 PM

علاء الدين محمد بابكر
<aعلاء الدين محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 06-04-2008
مجموع المشاركات: 1950

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصانع الأطفال..قصة (Re: علاء الدين محمد بابكر)

    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de