|
|
 الترابي البولشفيكي ، عوض عبد الرازق المنشفيكي .. عبد الله علي إبراهيم
|
الترابي البولشفيكي ، عوض عبد الرازق المنشفيكي ..
د. عبد الله علي إبراهيم
[email protected]
85 عاماً على ميلاد عبد الخالق محجوب (1927-2011)
(تمر بيوم 22 الماضي الذكري الخامسة والثمانين لميلاد أستاذنا عبد الخالق محجوب. وهذه كلمة قديمة نشرتها في جريدة الفجر، التي اصدرها الاستاذ يحي العوض في لندن، في التسعينات عن جانب من خدمة أستاذنا للوطن. وتلتها كلمات أخرى عرضت فيها لكيف حاول أستاذنا استدراك التربية في الحزب)
تعشعش فينا شكوى مقيمة من قلة حيلة الثقافة في شأن السياسة عندنا . ورد السياسة إلى الثقافة مما لا يأتي عن طريق تجديد الشكوي ، وإلحاف الرجاء ، وتدبيج الخطط الغراء . فأهدى السبل إلى قيام السياسة على رؤى من الثقافة وقبس خططها أن نقف على أصل الجفاء بينهما في تاريخنا القريب حتى نعالج عودتهما إلى بيت الزوجية بنظر تاريخي جيد .
وقع طلاق السياسة والثقافة في حظيرة الأحزاب الموصوفة بالعقائدية مثل الشيوعيين والأخوان المسلمين في أعقاب انشقاقين مرموقين في الحركتين تخاصم قبل وقوعهما طائفتان في كل حركة : طائفة الدعويين التربويين وطائفة الجهاديين الثوريين في مصطلح الشيخ حسن الترابي. وانتهت تلك الخصومة بخروج الدعويين التربويين كجماعة أقلية (أو منشفيك بلغة الشيوعيين) ، مجللة بعار مفارقة التاريخ الصائب ، متهمة الأساليب أو المقاصد ، مقهورة منبوذة ، مصادرة في وجه النجاحات الجماهيرية المؤكدة التي أحرزها قبيل الجهاديين الثوريين .
فصراع عام 1952 في الحزب الشيوعي هو نزاع بين الجهاديين الثوريين بقيادة أستاذنا المرحوم عبد الخالق محجوب وبين الدعويين التربويين بقيادة المرحوم عوض عبد الرازق . فقد ساء عوض أن يرى الحزب يبدد طاقته بين الجماهير "من جم" ويفقد التركيز على تربية الطبقة العاملة في حرف وروح الاشتراكية . ومما يذكر أنه في اجتماع المواجهة بين شيعة عوض وشيعة عبد الخالق قذف عوض بطائفة من الكتب الماركسية عن المزارعين أمام المجتمعين سائلاً إياهم أن يطلعوا عليها قبل أن يبلغوا بنشاطهم جمهرة المزارعين (أو كتل الفلاحين كما كان يقول أخونا حسن عبد الماجد المحامي).ولم يُكتب النجاح لعوض وجماعته التربوية في يومهم ذاك. فقد اكتسحهم جهاديو عبد الخالق الذين قالوا يكفينا لبلوغ أوسع الجماهير مجرد عموميات الماركسية ، ثم نغتني منها بالممارسة علماً ودربة ، " نعلم الجماهير ونتعلم من الجماهير" كما جرت العبارة .
وصحب انتصار الجهاديين فظاظة فكرية عالية بحق التربويين . فقد جرى وصفهم بالتصفويين ، ممثلي الطبقة الوسطى القانطة . حتى صار لا يرد ذكر المرحوم عوض عبد الرازق إلا مسبوقاً بـ " الانتهازي" . وللقارئ أن يرجع الى كتيب " لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي" الذي كتبه أستاذنا عبد الخالق بين سنتي 1960 و 1961 ليقف على جزئيات هذا الصراع . وسيُلاحظ القارئ بغير عناء أن الكتيب قبس في خطة التأليف ، وفي اللغة القاطعة الجارحة من الكتاب الحرباء : تاريخ الحزب الشيوعي السوفيتي ، ولعل أهم هدى أخذه كتيب عبد الخالق عن تاريخ الحزب الشيوعي السوفيتي – الفكرة التي مؤداها أن تاريخ الحزب الشيوعي الحق لا يصدر إلا عن لجنة مؤلفة أو مكلفة من اللجنة المركزية للحزب . ومن حسن حظنا جميعاً أن الله قد شغل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني عن كتابة التاريخ بأمهات أخرى من الأمور في حين صدرت أعمال أكاديمية مرموقة أمينة عن تاريخ الحزب الشيوعي مثل التي كتبها صديقنا الدكتور محمد نوري الأمين .
من جهة حركة الأخوان المسلمين تماسك الجهاديون التربويون " الحزز" في مؤتمر عام للحركة عام 1969 . فقد كانت الحركة الإسلامية السياسية بعد ثورة أكتوبر 1964 قد توسعت بقيادة الشيخ الترابي لجبهة الميثاق الإسلامي توسعاً فات ماعون " الأسرة " الأخواني المؤثل . وخشى التربويون على دينهم ومألوف طرائقهم وحركتهم من هذا الإفراط في السياسة على حساب تربية الدعاة الإسلاميين تربية وثقى. وقد سَمّى التربويون قبول الناس في الحركة بغير اعتبار لفرص تربيتهم الإسلامية مؤخراً بـ " تجنيد الكشة" أي " اللملام" أو كيفما اتفق وبغير فرز . وفاز بيوم 1969 الجهاديون الترابيون وخرج أهل التربية من أمثال الدكتور جعفر شيخ إدريس والمرحوم محمد صالح عمر بخاطر جريح ، وقلة في النفر ، وزهد في المستقبل .
وهكذا رأينا في الحالين – الشيوعي والأخواني – كيف ترافق الفتح الجماهيري مع انكسار النزعة التربوية الثقافية . ولست أريد بهذا التقرير أن أشين الفتح الجماهيري أو انتقصه . بل الصواب هو القول إنه مأثرة غراء تخطت به جماعة من العقائديين قيد "الصفوية والسذاجة" ، كما وصفه الشيخ الترابي ، إلى الجمهور الأوسع بغير واسطة تناجز قوى الطائفية المؤثلة حول موقع في خيال ووجدان وسياسة العامة . ولكن الذي يعيب هذا الفتح الجماهيري تصوير حداته له كالقول الفصل وإرادة التاريخ الغالبة مما يخفض التربية تخفيضاً ، ويجعلها أمرًا هيناً هو مما يستحصل في مسار النشاط العملي بين الجماهير. علماً بأن التربية والثقافة هما أيضاً مما يُستحصل كدحاً وخلوةً في غير اختلاط بالعامة .
انتصر في صراع الجهاديين والتربويين في الحزب الشيوعي عام 1952 وحركة الأخوان المسلمون عام 1969 الجهاديون على التربويين . بمعنى آخر انتصر السياسي على المثقف في الحركة السياسية الاجتماعية المعنية . ولما لم يستصحب هذا السياسي في نشاطه السياسي مرجعية تربوية ، أو وجدان ، في عبارة لأستاذنا عبد الخالق محجوب ، فقد انتهى الى خبط عشواء وبخاصة حين تعثر أو دنا من الحكم ، أي الميس . فقد ركب السياسي العقائدي مركب المغامرة إلى دست الحكم باسم "حرق المراحل" (عبارة الشيوعيين) "المسارعة إلى الله" (في عبارة الأخوان) . وفتح الباب بذلك ليركبه بغير إذن سوى الشعار، كل مغامر، دجال ، دعىّ ، عجول ، يائس ، بائس إلى غنائم الحكم.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي البولشفيكي ، عوض عبد الرازق المنشفيكي .. عبد الله علي إبرا (Re: ناظم ابراهيم)
|
Up يا ناظم : فقد أتيتنا بفتنة فكرية جديدة منسوبة مرة اخرى للرجل الشيق / عبد الله على إيراهيم
انتصر في صراع الجهاديين والتربويين في الحزب الشيوعي عام 1952 وحركة الأخوان المسلمون عام 1969 الجهاديون على التربويين .
بمعنى آخر انتصر السياسي على المثقف في الحركة السياسية الاجتماعية المعنية ! ( هكذا قال عبد الله علي إبراهيم، و هكذا تبدى الامر لعبد الله علي إبراهيم )
كل ما طالعت عبد الله علي ابراهيم ( وبعد إفلاحي في التخلص من سحر بيانه و سرده المُمتع)،
فإنه يتملكني شعور بأن عبد الله لم يكن يوما" ضمن ماركسية عبد الخالق محجوب، بقدر ما أنه ظل ضمن ماركسية الرصد و السرد، و نزعة الإيغال
في فلكرة الظاهرات البشرية و النظرية ( تأطيرها فلكلوريا" و نحويا" )، و بما يبعدها جزافا" ( كظاهرات و وقائع ) عن شرطها التاريخي و علاقاتها المادية الملموسة
.. ولكن، فإن تجربة السودان منذ عهد الإستقلال تقول : إن الظاهرات و الأحداث الجسام، و وقائع التاريخ المُسجلة، و كل تلك النقلات و المتغيرات، و الخسائر و الأرباح،
قد صنعها صراع الطبقات و صراع المصالح، و لم يصنعها ذلك التضاد المتصور فيما بين السياسي و المثقف
.. و إجمالا" ،
فإن صراع عبد الخالق محجوب مع عوض عبد الرازق :
قد عكس على وجه الدقة، صراع المصالح، و صراع الطبقات، و تباين توجهات مُمثلي تلك الطبقات و الفئات في حقل التفكير و التنظيم،
صراع راشد Vs عامر آناء مداخل خمسينات القرن الماضي : قد عكس بالضبط صراع المصالح الجارية وقائعه، ليس في سودان جبل موية و سقدي،
بل الجارية وقائعة في جسد و خلايا سودان ما بعد غردون - ونجت - هاو ( لذا فقد مثل ذلك الصراع ارقى درجات الثقافة في تلك اللحظة التاريخية المُحددة - الملموسة )
.. ورغم أنف التضاد الجزافي المزعوم فيما بين المثقف و السياسي : فإن الثقافة الحقيقية كانت و تظل : هي تبدل و نمو المعرفة، هي إنبثاق الرؤية الجديدة، هي سعة
وفخامة و تجدُد تلك ( السيقنلات كما هي دوال الإنعكاس) .. السيقنلات المُتراصة في مدى المسافة ما بين الدماغ و اللسان، و ما بين الدماغ و اليد المُمسكة بالقلم
الثقافة الحقيقة هي كل ذلك، و لكن فقط و بشرط : ان يتم كل ذلك في مجرى النشاط الحركي - الثوري الهادف للتغير
الماركسية تعترف بذلك ( البراكسيس الثوري ) = المعرفة و الثقافة الرائدة و المتولدة في مجرى وحدة النظرية و الممارسة
الماركسية لا تعترف بهذه الإنتقائية القائلة : بتضاد السياسي و المُثقف
| |
|
|
|
|
|
|
|
 Re: الترابي البولشفيكي ، عوض عبد الرازق المنشفيكي .. عبد الله علي إبرا (Re: أحمد طراوه)
|
حرق المراحل والمسارعة إلى الله.
تحية لك أخي الأكرم : ناظم ، والتحية للبروفيسور عبد الله ودكتور أحمد طراوة على هذا النثير الخصب
Quote: هل السياسي مع الثقافي أم الثقافي مع السياسي ؟و يا ُترى من منهما أحوج إلى الآخر ؟.
يقين قاطع أن احتياج الثقافي إلى السياسي هو احتياج ضرورة، واحتياج السياسي إلى الثقافي هو احتياج بقاء .
*
إذا كف السياسي عن تقديم الأجوبة خسر مشروعية وجوده ، وإذا كف الثقافي عن إلقاء الأسئلة خسر كل مبررات وجوده . في عقيدة السياسي أن السيطرة على الحاضر هي الضمانة للمستقبل ، وفي شريعة الثقافي أن استشراف المستقبل هو وحده الكفيل بضمان الحاضر .وتلك هي بعض قواعد لعبة رقعة الشطرنج ، بين مربعات الطول ومربعات العرض يتناسج السياسي والثقافي .
من كتابات دكتور عبد السلام المسدي |
لقد أنار البروفيسور عبد الله علي إبراهيم قصة تاريخية مرت بها حركة الإخوان المسلمين والحزب الشيوعي ، وهو الصراع بين الذين يذهبون مذهب الدراسة الفكرية كما أسميها أنا وليست بالصفوية ، كما يسميها البروفيسور عبد الله ، لأني أرى السياسي أيضاً صفوي . وأن هنالك فروق بينة ما بين الذين ينطلقون في عملهم السياسي من بعد ( دراسة الفكرية ) قبل ولوج أمر السياسة . لأن الدخول للسياسة بدون الدراسة الفكرية ، آملين اكتسابها من الالتحام بالعامة ، هي التي أوجدت الفروق بين السياسيين والمثقفين ، ويدخل في هذا التشقيق : الفروق بين السياسيين وبين كل الذين يتسلحون بالتربية الفكرية لاستشراف المستقبل ، فالعمل السياسي دون التثقيفي هو مغامرة السياسيين الذين تهمهم الأهداف دون نُضج الفكرة . أي أن السياسي الذي لم تكتمل فكرته يجد نفسه في سيل الحياة الجارف ، لن يستطيع أن يستبق الحاضر إلى المستقبل ، وليس العمل الجماهيري هو الرافد ، ولكن العمل الفكري هو الأهم .
وقد فطن لهذا الأمر كثير من الشعراء ، والروائيين ، والفلاسفة . فهؤلاء قد قاموا بعمل فكري كبير في بناء المجموعة التي تهتم بالفكرة والتنوير مدخلاً للعمل العام . فكم من سياسيين لم يقنعوا بالصبر على الدراسة والتحصيل الفكري ، وأجبرهم الواقع الجماهيري لسلوك مسلك المغامرين ، فمصطلحي " حرق المراحل " من جهة و" المسارعة إلى الله " ، هما من شعارات الذين لم يستطيعوا الصبر على جِمار الفكر .
وأنا أعتقد أن البروفيسور عبد الله ، قد انتزع هذا الصراع من كم كثيف من الغيوم ، وتلك ميِّزة المفكر .
تقبل شكري أخي الأستاذ ناظم ، والشكر موصول لدكتور أحمد طراوة لمداخلته الثرية ، التي نختلف فيها الرؤى معه .
.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي البولشفيكي ، عوض عبد الرازق المنشفيكي .. عبد الله علي إبرا (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote:
فإن صراع عبد الخالق محجوب مع عوض عبد الرازق :
قد عكس على وجه الدقة، صراع المصالح، و صراع الطبقات، و تباين توجهات مُمثلي تلك الطبقات و الفئات في حقل التفكير و التنظيم،
|
تختلف زوايا الشوف يا دكتور طراوة ..
وما هي الطبقات المتضادة والمتنازعة بين عبد الخالق وعوض عبد الرازق ؟
هل كانوا بمثلوا طبقة مختلفة، ام هي نفس الطبقة وانما الاختلاف ،اختلاف مقدار فقط لا غير؟
وهل حقل التفكير والتنظيم ذاتو نفسو فيو طبقات؟
عوداً على بدء
ابدع كاتب المفضل بروفنا ع ع أ في التبديل الخلاق (جهاديي عبد الخالق، بلاشفة الترابي)
ولم يبدع الواقع المقيت في انتصار البلاشفة عموم .. وفي الانتصار الحاسم لبلاشفة الترابي تحديداً
واهو البرنزح فيو دا كلو من تسميم المشهد السياسي بفطارات البلاشفة .. هنا وهناك!!
-----------
هذا مع التحية والمحبة للجميع ..
للبوست .. ومفترعه .. ومبدعه .. وكل من شارك فيه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي البولشفيكي ، عوض عبد الرازق المنشفيكي .. عبد الله علي إبرا (Re: ناظم ابراهيم)
|
.. لم يكن صراعا" محدودا" داخل الحزب الشيوعي السوداني الوليد، لم يكن فقط صراعا" بين نهج عبد الخالق في مواجهة طريقة عوض عبد الرازق
بل كان صراعا" محتدما" واسعا" داخل حركة المُتعلمين و المثقفين السودانين حول مجمل الأفكار و الرؤى و التوجهات
المُتصلة بالقضية الوطنية و صراع الطبقات و المصالح
ماركسيا"،
لا يمكن تصنيف عوض عبد الرازق بوصفه منشفيا" على سُنة إكسلورد و مارتوف،
ولا تربويا" مُصلحا" على عقيدة تولستوى، بل كان عوض عبد الرازق يحمل تصورا"
ملتبسا" حول إمكانية بناء إشتراكية ماركس كما هي في تلك الكتب السوفيتية التى لا علاقة لها بواقع السودان، و ذلك
عبر حركة سياسية - إجتماعية واسعة اساسها حزب يُماثل حزب إسمعيل الأزهري قبل إرتباطة بطائفة الختمية
.. بمنظور نظرية الصراع الطبقي الماركسي في خصائصها السودانية، و مجمل أفكار التطور الثوري :
فإن طلائع مثقفي البرجوازية الوطنية السودانية من أمثال عرفات، و أولاد عشري، و الشيخ المُربي الحصيف/ عمر إسحق
و كل إنتلجنسيا اللواء الأبيض من دعاة العمل السري - الثوري المُنظم، كل هؤلاء كانوا أقرب لعبد الخالق محجوب من عوض عبد الرازق
و مجموعته
لم يكن صراعا بين تربويين و جهاديين كم تقول المدرسة الوصفية للإسلام السني ماركة سيد قطب
بل كان صراعا داخل الماركسية حول مستقبل الثورة و الثقافة و تعريف المُثقف في سودان ما بعد غردون و ونجت
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي البولشفيكي ، عوض عبد الرازق المنشفيكي .. عبد الله علي إبرا (Re: أحمد طراوه)
|
ولكن الذي يعيب هذا الفتح الجماهيري تصوير حداته له كالقول الفصل وإرادة التاريخ الغالبة مما يخفض التربية تخفيضاً ،
ويجعلها أمرًا هينا" هو مما يستحصل في مسار النشاط العملي بين الجماهير. علماً بأن التربية والثقافة هما أيضاً مما يُستحصل كدحاً
وخلوةً في غير اختلاط بالعامة . ( كلام عبد الله على إبراهيم)
( هكذا يضع عبد الله على إبراهيم المسألة وهو يستخدم أدوات و مقاربات المدرسة الوضعية في فهم أزمة الثقافة داخل الحزب الماركسي - الثوري)
و لكن،
فقد ظلت الماركسية السودانية المُتسمة بذكاء القلب ، والمنسولة من جناب عبد الخالق محجوب، تضع و لا تزال، بعين الإعتبار و الحس النقدي الثوري ما يلي :
- إلإنتصار الذى تم في حقل التنظيم و التوجه الثوري العام، و الذى أحرز تيار عبد الخالق في مواجهة مجموعة عوض عبد الرارزق، لم يكن يعنى إنتصار
الفكر و الثقافة الماركسية - العلمية داخل الحزب الشيوعي السوداني
- الحوجة المآسة للخروج الكبير من االمسافة الحتمية الضيقة التى اسس لها بلخانوف و قومسيار الثقافة الستاليني جدانوف، تلك المسافة المرسومة
إداريا" و إعتسافا" ما بين الواقع الإقتصادي و بين الفكر و الثقافة .. إلى رحاب تلك المساحة الضخمة للثقافة بوصفها تاريخ، و تراث، و ميراث،
و اديان، و عادات و تقاليد، و فنون و آداب و قصص، وعلاقات إنسانية بين البشر، وزخم و جزالة الحياة اليومية، و مجمل مُخرجات العمل و الوعي
المحكوم بشرطه التاريخي
- لو إعتبرنا أن إنتصار نهج عبد الخالق في مطلع تلك الخمسينات قد مثل تنويرا" ثوريا" اول، فإن الحزب الشيوعي السوداني لا زال في مواجهة
التحدى الثوري الشاخص بقوة و المعروف ب : التنوير الثقافي - الماركسي - العلمي - السوداني الثاني الكبير ( ازمة تطبيقات الماركسية في واقع
ما قبل صناعي : برنامج و لائحة و إستراتيجية و تاكتيك و خط، ازمة العمل القيادي و مقاصد التكوين الشيوعي في بلاد المسلمين و الإثنيات و الثقافات
المُتعددة، إكمال مشروع مقرطة الحياة الحزبية والإنعتاق النهائى من عقابيل و ذيول و خبايا الستالينية، صياغة النظرية الماركسية المُختصة بالأدب
و الفنون و التعليم .. إجمالا" ذلك المشروع الهادف لتحويل الحزب الشيوعي لحزب يفهمه و يحتاجه و يحبه اهل السودان قبل تحويله لقوة إجتماعية كبرى)
.. نحو إعادة صياغة مفهوم الحركية و الثورية و الإنضباط و الإلتزام و فكرة البناء الحزبي : عبر تنوير ماركسي - ثقافي - علمي - سوداني .. يستمد مبادئه من قلب علاقات
و اقع و تاريخ و مآلات الصراع السياسي - الإجتماعي - الطبقي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ناظم ابراهيم
أحمد طراوه
عبدالله الشقليني
أحمد الشايقي
قيقراوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست