محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 04:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-23-2012, 09:15 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان (Re: بله محمد الفاضل)

    سلة الرحيق



    ملاحظة : القصيدة هذه، المفروض انها اغنية، رغم انها قصيدة نثر كتبتها، في ازمان واماكن ومدن عديدة، حتى انتهت صياغتها الاخيرة، قبل ايام، بايحاء من صديقتي العزيزة قمر، لذلك اهديتها لها بمناسبة عيد ميلادها : الاغنية- سلة الرحيق - يغنيها بطل مخطوطة روايتي المعنونة " صانع الأحلام "، التي تتحدث عن تجربتي في المنافي، التي عشت فيها مشردا، وانا اطارد وجه امرأة رأيته في منام - وهي واقعة حقيقية يعرفها خلان الصباح : خلصائي الحقيقيون - ومن المؤمل أن انشر مقاطع منها على احد المواقع الصديقة، بعد وضع اللمسات الاخيرة عليها.."


    الى سلتي بكامل رحيق حضورها : قمر.


    مرة اخرى، نتقابلُ أمام مرايا لاتعكس احدا.
    كنتُ أظن أنكِ قد قـُتلتِ في الحربِ،
    أو جُــنـنـتِ في المجاعةِ.
    اعتقدتُ أن روحكِ قد تصاعدتْ، مع الدخان،
    في الحرائق،
    فأسميتُ الدخان سلّـة الرحيق.
    تخيـّلتُ أن جسدكِ قد انصهر،
    مع القصف، تحت الأرض، وذاب مع العناصر :
    فتحوّل الى بقعة زيت،
    ستبعث الدفء يوما، في قلب العالم البارد العواطف،
    ومن اجلها، الآن، تتنافس الامم.
    وها أنتِ ثانية، على قيد الشعر، مأهولة بالزرقة :
    مكتظة بالقصب، والزوارق، وبط الشطوط.
    مليئة بغبطة الجاز الشرقي،
    بحـّة الناي، في حنجرة فيروز،
    وبريق الدر في صوتها.

    ها أنتِ مرة اخرى :
    مجنونة بالسهر قريبا من شهقة البرق،
    على سرير القصيدة.
    تخلعين على الغيوم القاب مطرٍ،
    مامر من تحته كائن ما، الا وهام باحثا عن قطرةٍ،
    هي كثافة الدمع، واختصار الوطن،
    عندما الغبار، على القدمين، هو الطابع الملصق على بريدكِ،
    تتنقلين مثل رسالة الى لااحد معين،
    بعد أن اتفق الملاك والشيطان، ان تكون ساحة حربهما حياتكِ،
    حياتكِ لوحدها،
    حياتكِ المفتوحة الابواب لكل قادم، سواك.
    لكنكِ، اخلاصا للملح، والتصاقا بجمرة الجمال،
    لم تأكلي من يد الوحش، حقا.
    لم تراقصي الشيطان قط،
    ولم تهزّي اليكِ شجرة الغروب،
    الا ليتساقط، بين احضانكِ، بصيص الغسق.
    لم أنسكِ يوما، طوال المنافي
    التي
    انطفأتُ مثل عود ثقاب، وتلاشيتُ وسط الزحام،
    في ظلام ظلامها.
    وجهكِ الذي رأيته، كما لو في منام،
    كان دليلي نحو وجهك المرسوم على اغلفة المجلات،
    في قسمات وجوه عاملات المطاعم،
    في وجوه النساء العابرات،
    في شوارع مفخخة بعبوات ناسفة،
    والمخبوء، ابدا، في مناطق منسية،
    من قصائد العابرين على مشهد الشعر، دون ان يقولوا.

    وجهكِ لوحده،
    وهو يفيض فوق كل السدود، كان زادي الدائم،
    حين الجوع، تحت شمس الاخرين،
    يدعوني الى وليمته الفاخرة، واقبل
    لأن جوعا في عينيكِ اليّ، ينتظر ان امد جوعي اليه.
    رغم انني كنت مكتفيا
    لأن في الهواء نسمة ما من رئتيك، لابد وان تمر يوما،
    فأشبع جوعي بجوعكِ لأن نعود معا الى البيت،
    الذي تركناه خاليا،
    يدخله اللصوص فلا يجدون فيه سوى قفص،
    يبيعونه، في الصباح :
    فيما انا وانتِ فيه، نتبادل القبل، ببراءة
    وسط قساوة العالم، وبلاهته.

    وجهكِ، وجهكِ.. آه
    كان حريا بي أن أركض وراء حافلة،
    في مدينة غريبة،
    ألصق سائقها وجه ممثلة تشبهكِ على احد جوانبها،
    لأنك، ساعتها، بكاملكِ، بكامل وجهكِ..
    بكامل حبكِ، الناصع كريشة تطير في فضاء الخنادق،
    بين حزمة من رصاص ومدافع،
    تجليتِ، واضحة، وسط كثافة منفاي،
    وتكاملتِ كـلّـكِ أمامي، برموشكِ
    تضغط على سفوحي بأمطارها، دمعة بعد اخرى،
    مثل
    مجرّة تسقط من يديها النجوم.
    لكن الحافلة ضاعت في زحام المنافي،
    التي استقبلتْ هيامي فيكِ
    بجرجرتي الى قيعانهاالمنخفضة،
    من مدينة الى مدينة، ولم اتوقف، رغم ذلك،
    عن البحث عن وجهكِ، بين الصور،
    على جدران الحافلات،
    حتى بعد ان توقف الوقت عن المشي في مدار الزمن،
    فواصلتُ الطيران وحيدا:
    وصلتُ مدنا تتسول تجاعيدها من المارة.
    تعزف فيها، ليلا، فرق غامضة موسيقى حزينة،
    تتسرب من الجدران،
    الى شوارع تمشي بنفسها داخل نفسها،
    مع جوقة من الاشباح،
    وراقصات انام بينهن، مفترشا غيابي عني،
    كمن نسيَ على اي حبل غسيل نشر جسده،
    ولم يبق من ذكراه الا ثيابا ترتديه،
    متسائلا على انغام موسيقى الفرق الغامضة،
    وهي تمر امامي، في الصحو او في المنام :
    مـَن الذي بقيتْ له كرامة الانسان :
    أنا أم ثيابي،
    التي بعتها، هي الاخرى، لأشترى صورتكِ اخيرا :
    معروضة كانت على رصيف ما،
    لم اعد اتذكر كم كان ثمن الموت فيه، ان لم أمر عاريا،
    أمام ساسة، سيقودون عربة حياتي من دون جياد ؟

                  

العنوان الكاتب Date
محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان بله محمد الفاضل12-05-12, 08:27 AM
  Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان بله محمد الفاضل12-05-12, 09:03 AM
    Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان بله محمد الفاضل12-05-12, 09:40 AM
      Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان ابو جهينة12-05-12, 10:23 AM
        Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان بله محمد الفاضل12-05-12, 10:41 AM
          Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان عمار عبدالله عبدالرحمن12-05-12, 02:27 PM
            Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان الطيب مصطفى12-05-12, 02:50 PM
              Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان بله محمد الفاضل12-05-12, 04:26 PM
            Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان بله محمد الفاضل12-05-12, 02:58 PM
              Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان بله محمد الفاضل12-08-12, 04:48 PM
                Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان بله محمد الفاضل12-23-12, 09:15 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de