سارة النو

Quote: قابلتني واحدة من بنات جنوب كردفان وهي طالبة تدرس بجامعة أمدرمان الاسلامية. حكت لي كيف ان بوليس النظام العام قبضها من الشارع وهي تلبس عباية فضفاضة وكانت ذاهبة إلي منزل أقربائها بأمدرمان، حوالي الساعة العاشرة ليلاً. وقالت ان واحداً منهم قال لها، انها أعجبته، ويريدها أن تذهب معه!! قالت: هي رفضت أن تذهب معه. وما كان منه إلا أن قال لها أركبي معانا. وأصر علي أن تركب معه وتذهب لقسم البوليس. وعندما وصلوا إلي قسم البوليس في المهندسين، بأمد رمان. وجدت عدداً من البنات الشماليات والجنوبيات والإثيوبيات والقسم مكتظ بهن. كان البوليس يأخذون موبايلات البنات ليسمعوا الأغاني ويشاهدوا الصور. وإذا وجدوا أي واحدة تحمل ذاكرة في الموبايل يتم تفتيش الذاكرة بحثا عن صور خاصة او فيديو لمناسبة خاصة يتم فتح بلاغ به وابتزازهن حال وجود صور او مقاطع فيديو ، وان م يجدوا يأخذون الذاكرة ولا يعيدونها ويكيلون لهم السباب بأقذع الألفاظ والشتائم. قالت رأت البنات الذين معهن ذاكرة البعض منهم أدخلنها في أفواههن ولاكنها قاصدين إتلافها حتي لا تلحقها أيدي البوليس. قالت المركز مزدحم جداً بالنساء وكان بعض أفراد الشرطة يستغلون ذلك ويلتصقون بالبنات، والبنات يتضايقن من ذلك. الأمر الذي حدي بالبنات إلي القول للبوليس: من الأفضل أن توجهوا لينا تهمة وان تحققوا معنا، بدل هذا الذي تفعلونه. ورفض البوليس أن يوجه تهماً للبنات. واستمر الحبس إلي أن قاربت الساعة الثانية عشر ليلاً، بعض من البنات بدأن بالبكاء وطالبن بإرجاع الموبايلات حتي يستطيعوا أن يعلموا أسرهن بالامر. رفض البوليس، وقال لهم: انتوا ما عندكم أهل!!! بعض من البنات أخذن يترجين البوليس بأن أهلهن سيقطعون رقابهن، إذ كيف يبررن هذا التأخير الطويل. ولم يكترث البوليس. واحدة من البنات طمأنت الآخريات وقالت لهن، أن البوليس سوف يطلق سراحهن عند الساعة الثانية صباحاً. وأكدت أن هذا الأمر حدث معها مرتين. فلم يوجه لها بوليس النظام العام التهمة، ولكنه بدل من ذلك، قال لهن أنه يريد أن يوقع بهن وبين أسرهن، لأنهن الساعة اثنين صباحا لايجدن مواصلات. قالت بعض من البنات ذكروا انهم لا يمكن أن يذكروا لأسرهن أن البوليس قبضهن قالت أيضاً، واحدة من البنات أخذت تصيح بصوت عالي قائلة أن أسرتها خارج السودان وأنها تمكث مع عمها وهو سيقتلها إذا عرف بهذا. قال واحد من البوليس أنه سيبحث في موبايلها عن رقم عمها ليتطوع أن يحدثه عن قلة أدبها وكيف أن بوليس النظام العام مسكها من الشارع كل البنات كن مرعوبات والكثير منهن تم قبضهن من حدائق (حبيبي مفلس) وهن برفقة صديقاتهن، والبعض الأخر برفقة زملائهن من الجامعة، ولم يقبض علي الاولاد بل تم القبض علي البنات، وعرفت أن بعض الزملاء احتجوا للبوليس وقالوا لهم إذا في أي مشكلة سوقونا معاهم لأننا برضوا كنا قاعدين معاهم. ولكن المستهدفين هم البنات أضافت: واحدة من البنات اكدت لهم أن أهل صديقتها منعوها من الذهاب للجامعة بعد أن تم قبضها وهي برفقة صديقتها من شرطة النظام العام. وكل البنات أبدوا هلعاً ورعبا شديدا من فكرة أن يعرف الاهل بهذا. عندما حانت الساعة الثانية صباحا، اطلق البوليس سراح كل البنات، بعض من البنات قالوا للبوليس بأن يقف معهن في الشارع ريثما يجدوا أمجاد أو ركشة توصلهم لبيوتهم. ولكن البوليس رفض ذلك وأشار لهم بالذهاب لوحدهن في الظلام. البنات ذهبن وهن في حالة من الرعب والخوف من الشوارع المظلمة وندرة المواصلات في هذه الناحية