|
Re: رسالة من السيد تاج السر المنضم للثورية الى اهل الشرق والختمية ( في (Re: نجلاء سيد أحمد)
|
التحية للسيد محمد عثمان تاج السر فهو بهذا الحديث الذي ينم عن صفاء قلبه وإحساسه بآلام ومعاناة أهله يؤكد أن محبة الشعب السوداني للسادة المراغنة محبة متبادلة، ويزيل الدعاية السلبية التي أطلقها الخصوم بأن المراغنة هم انتهازيون لاتهمهم سوى مصلحتهم الخاصة وأنهم يستغلون الإيمان الديني للبسطاء من أبناء الشعب السوداني ليسلبوهم مالهم، وهي دعاية وجدت لها أرضا خصبة حين شارك الحزب في الحكومة.
لكن المصيبة الكبرى في الحقيقة هي فينا نحن كشعب سوداني قبل أن تكون في أحزابنا وقياداتنا فقد دب فينا الوهن حسبما عبر أحد الإخوة وذهبت العزيمة والشجاعة والتضحية بعد أن سيطر علينا حب الدنيا والمال والجبن، وقبل نحو عقدين حين اجتمعت قوى الشعب السوداني للكفاح المسلح واندلعت المعارك في الشرق وكان مولانا في قيادة تلك الحركة الشجاعة انفض الجمع من حوله ولم يبق إلا القليل من المخلصين وبعض جواسيس النظام بعد أن آثرت الأغلبية السلامة، ولاحقا أتى الخذلان الأكبر من جانب الحركة الشعبية التي لم تتردد في تقديم المصلحة الجهوية على المصلحة الوطنية لينتهي الأمر بتقسيم البلاد، وأقول لسيدي محمد عثمان تاج السر ها أنت تضع نفسك الآن في موقف مشابه مع قوم لايوجد لديهم شعبية حتى في دارفور نفسها وإلا فلماذا لم تخرج مظاهرة ضد النظام في الفاشر أثناء الانتفاضة الأخيرة؟ لقد أثبتت قياداتهم أنها تفتقد للذكاء ولاتتبع التخطيط الممنهج بل العاطفة الثأرية العمياء التي من الواضح أن الجماهير لا تشاركها فيها.
حقيقة ما من اتحادي مخلص إلا وتألم أشد الألم من المشاركة مع فئة ارتكبت في حق الشعب السوداني ولازالت ترتكب أفظع الجرائم من قتل وتعذيب وسجن واختلاس، لكن حين ننظر للخيارات المتاحة أمام قيادة الحزب التي خبرت من قبل الكفاح المسلح وخبرت حالة الوهن التي يعيشها الشعب السوداني، فحينها قد لا نندهش، ولا يبقى لنا سوى أن نحسن الظن في أن الأمر مناورة سياسية بارعة من القيادة للخروج بأقل ضرر ممكن ووضع جماهير الحزب في موقف يخرجها من الضعف للقوة، وهي مناورة محفوفة بالمخاطر والمهالك لكنها تستدعي من جميع المخلصين لهذا الحزب محاولة الابقاء عليه موحدا وبناء هيكله الديمقراطي السليم واعداد كوادره لتكون بمستوى يؤهلها للعودة بالحزب لمكانته السابقة في الحياة السياسية السودانية، لذلك أناشد السيد محمد عثمان تاج السر أن يعود للحزب ويستمر في نضاله داخل مؤسسات الحزب إلى أن ينجلي الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويخرج الحزب من ظلمات المشاركة لنور البراءة، فالحزب ليس مثل الأحزاب الشمولية التي تفرض على الجميع رأيا واحدا، وأن يتذكر تجربة حزبنا السابقة مع حليفه الأقرب: الحركة الشعبية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|