|
بوبي كرهنا البورد:
|
الكل يعرف بوبي. ولا أحد في هذا البورد إلا وقد أذاه بوبي يوماً ما. وبوبي ينبح ويعض ويؤذي كل من يقابله, لا يفرق بين صغير أو كبير, ولا بين عدو أو حبيب. ولمن لا يعرف بوبي أقدم مقطع من أسطوانته التي تكررت وتتكرر مراراً.
أحد الأخوة يفتتح موضوع ويبدأ في عرضه وتقديمه. قد يكون موضوع عن الدين, عن السياسة أو الكرة. وقد يكون موضوعاً علمياً بحتاً. يتداخل المتداخلون ويبدأون نقاشاً أخوياً. يتوافقون ويختلفون, ويبقي الجو ودياً رغم الشد والجذب. وفجاءة ودون سابق إنذار ينفتح عليهم باب من الجحيم, يدخل بوبي وهو في قمة التوتر, يشمشم في الأرض, ثم ينظر للحاضرين شذراً : ـ هوهو ... جلابي ... هوهو ... كوز... هوهو ...أمنجي ... هوهو ...وهابي... هوهو ... يحاول أحد الحاضرين أن يهدئ من روع بوبي وثورته فيرمقه بوبي بنظرات غاضبة: ـ هوهو ... حمبرة ... هوهو ... أهبل ... هوهو ... عبيط ... هوهو ... عبيد ... هوهو ... ينصرف الجميع عن موضوعهم الأصلي ويصبح بوبي هو الموضوع. يحاول من لا يعرف بوبي منهم (وقد يكون هذا أستاذاً أو عالماً) أن يفهم سبب هذه الثورة الجامحة وذلك الحقد الأعمى. يتلطف في مخاطبة بوبي فلا يزيده التلطف إلا عدوانية. لا يفهم من بوبي إلا: ـ هوهو ... دارفور... هوهو ... المهمشين... هوهو ...المركز... هوهو ... يناله من بوبي أكثر ما نال الأخرين. ينصرف الجميع إلى حيث أتوا. ينظر صاحب البوست حوله فلا يجد إلا بوبي. بوبي الذي وقف يهز ذيله القصير فرحاً وقد سال لعابه الغزير زهواً. هل عرفتم من هو بوبي؟ ـ إنه نافخ الكير الذي إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحة منتنة ـ إنه من إذا حدث كذب وإذا خاصم فجر ـ أنه مفرق الصفوف وموغر الصدور ـ إنه داعي العنصرية ومشعل نيران الفتنة ـ إنه مناضل الباطل بقضية الحق ـ إنه من لا يوقر كبيرنا ولا يرحم صغيرنا
وإذا سألتم ماذا نحن فاعلون ببوبي؟ فلن أقول: إقطعوا لسانه الطويل أو ذنبه القصير. فقط أنبذوه كما ينبذ البعير الأجرب وتجاهلوه حيثما حل وأينما كان. لا تنطلي عليكم حيله ولا تنساقوا لما يريد وإن أساء لرجل كريم وعالم عظيم مثل البروفسير عبدالرحمن إبراهيم أو غيره من قاماتنا السامقة. تجاهل كامل حتى يكون عبرة لغيره من عديمي الأدب والضمائر.
|
|
|
|
|
|