|
إنقلاب من خور المكابراب //سعد أحمد سعد............
|
إنقلاب من خور المكابراب //سعد أحمد سعد
خور المكابراب.. إلى الوزارة!! •من خور المكابراب الى الوزارة •سعد احمد سعد •التفاصيل نشر بتاريخ الخميس, 27 أيلول/سبتمبر 2012 13:00 هل يستحق الشعب السوداني كل الذي يجري له الآن على يد حكومة الإنقاذ؟ هل يستحق الشعب السوداني أن يعامل على أنه كمٌّ مهمل لا يؤبه لرأيه ولا لمشاعره، دعك من الاستهانة بحقوقه وبشرفه وبعزته وكرامته وسمعته التي طبّقت الآفاق قبل مجيء الإنقاذ؟ هل يستحق الشعب السوداني أن يكون لعبة بيد الحركة الشعبية.. وبيد باقان وعرمان وسيلفا كير؟ هل يستحق الشعب السوداني من الإنقاذ أن يهرع رئيسه ورمز عزته وشرفه إلى أديس أبابا للقاء سيلفا كير حيث يقول الخبر الذي نقل تفاصيل وأسباب ودواعي الاجتماع وتوقيته.. يقول: (وهو لقاء طالما تأجل واعترته موانع كثيرة وعجل به انتهاء الأمد الذي حدده مجلس الأمن الدولي للدولتين للفراغ من التفاوض بالتوصل لاتفاق شامل ونهائي بينهما وهو موعد وأجل قد انتهى أمس» انتهى الاقتباس. مجلس الأمن يحدد أجل التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي.. واللهِ إن هذا القرار بشكله هذا يستحق أن أخسر قيمة تذكرة طائرة من الخرطوم إلى نيويورك وأذهب إلى مجلس الأمن وأبحث عن شخص بعينه وعندما أعثر عليه أفعل به ما فعل حمزة بأبي جهل ثم أصيح به «فرد على ذلك أن استطعت» وأنا أعلم أنه ربما رد عليّ وربما ردت عليّ الأمم المتحدة والدنيا بأسرها.. ولكنني سأكون بهذا أسعد من عثمان بن مظعون رضي الله عنه عندما فقئت عينه في سبيل الله.. وسأكون أشهر من البوعزيزي مفجِّر الربيع العربي.. وأنا أعلم أن كل سوداني على ظهر الأرض سوف يمشي المطيطاء.. ويتحول السودانيون كلهم إلى ناطحات سحاب!! هل يستحق الشعب السوداني الأبيُّ أن تكون ثروته وأمواله نهبة بين يدي المفسدين والمتعطلين.. وتكون دولة بين السفهاء باسم التجنيب وباسم الجبايات والرسوم والضرائب والعشور والقبانات التي لم ينزل بها كتاب ولا سنة؟ هل يستحق الشعب الأبي الذي شرّف الأمة المسلمة كلها عرباً وعجماً بملاحم الاستقلال وملاحم أكتوبر وملاحم الانتفاضة.. وملاحم اللاءات.. وملاحم الشريعة وحل الحزب الشيوعي.. وإقامة الحد في الزنادقة.. هل يستحق الشعب السوداني الذي شرّف الإنقاذ بوقفته في وجه المحكمة الجنائية.. ووقفته التلقائية والعفوية يوم استرداد هجليج. هل يستحق الشعب السوداني من الإنقاذ شيئاً من هذا؟ هل يستحق الشعب السوداني الأبيُّ بعد كل هذا أن يطعم الحرام من القرض الربوي الذي لم يستوفِ حتى الشروط التي وضعها المترخصون أنفسهم؟! هل يستحق الشعب السوداني أن يطعم الربا وكل هذه الاختلاسات والتجنيب والمكوس والجبايات في المواقف والأسواق والطرقات وطرقات المرور السريع وبعد كل هذا الصرف البزخي على الدستوريين وأشباه الدستوريين؟. هل يستحق الشعب السوداني بعد كل هذا العطاء وبعد كل هذا الصبر أن يقول وزير عائد لتوّه لنائب برلماني منتخب اختاره الشعب ليمثله وليدافع عنه وعن حقوقه وعن قيمه وأخلاقه وحرماته، هل يستحق الشعب أن يقول هذا الوزير للنائب أنت مهرج وقليل أدب؟ ثم يطلب منه مغادرة القاعة والقاعة تحت قبة البرلمان؟! ثم لا يحاسب الوزير ولا يقال له تلت الثلاثة كم؟ إنني أحذِّر الحكومة مما تحدثني به نفسي من الخروج في رحلة ترفيهية إلى خور المكابراب ومعي نفر صالح من آل شاع الدين آساد الحمى.. الجود بلغها السها وأقلها.. وبعد النحر والطبخ والعرضة نقوم بقراءة البيان الأول والأخير ثم نأتي ضمن وفد إلى القصر الجمهوري لنطالب بوزارة.. ولن تكون إلا وزارة الصحة خاصة وللعلم فقد كنت أول Medical ReP لأول شركة أدوية يابانية في السودان عام 1972م. وما دام الطبيب يمكن أن يكون وزير زراعة، وطبيب الأسنان يمكن أن يكون وزير خارجية.. والفاقد التربوي يمكن أن يكون على قمة أكبر هرم تقني في السودان.. فلماذا عاد للإنقاذ صوابها بمجرد ما انتقل الأمر إلى خور المكابراب؟! هل يستحق الشعب السوداني من الإنقاذ أن تفرض عليه الحريات الأربع؟ أو تفرض عليه ربع حرية؟ بعد أن ردد الجميع في الوفد المفاوض وفي القصر أن المفاوض لن يوقع على أي اتفاقيات لا يتوفر لها الإجماع الشعبي!! وأنتم تعلمون علم اليقين أن الإجماع الشعبي متوفر على رفض الحريات الأربع وأن الشعب السوداني كله اليوم من كان مع الانفصال أو كان ضده لا يحتمل أن يرى الجنوبيين يجوسون خلال الأسواق والحارات والأحياء ولا يستطيع أن يتحمل إدارة النظر إليهم إلا من باب ..«الصبر على لئيم»، ولا أظن أن المفاوض السوداني يفوت عليه أن الحريات الأربع في الجنوب لا يريدها أحد ولا يتحمّلها أحد ولا يستطيع أحد أن يجازف بكرامته وسلامته ليرهن كل ذلك لقوم لا أخلاق لهم لا يرقبون في أحد إلا ولا ذمة.. إن الذي لا يتطرّق إليه الشك أن المهنة الأولى الآن في الجنوب ومصدر الرزق الأساسي هو التمرُّد والتكسب والاسترزاق من معاداة السودان وأني والله لا أرى قولاً في الحريات الأربع أحسن من قول الله سبحانه وتعالى لبني إسرائيل:«أتَسْتَبْدِلُونَ الذَّي هُوَ أدْنى بالذي هوَ خَيْر» فمن أراد أن تُضرب عليه الذلة والمسكنة والبوار فليفرح بالحريات الأربع وليذهب ليمارس ذلك في الجنوب إن أهل السودان وشعب السودان لا يستحقون من الإنقاذ أن تعطى رخصة لبنات نيفاشا ليمارسن العُري والتبرُّج والسفور. كل ما أحلته دار الكفر يمارسنه علناً وجهارًا نهارًا في دار الإسلام حيث لا يستطيع محتسب أن يحتسب على واحدة منهن لأن ذلك يخالف اتفاقية الحريات الأربع التي هي في الحقيقة ليست اتفاقيات حريات أربع بل اتفاقية حريات بلا حدود.. حرية السرقة وقطع الطريق والنهب والسلب وحرية العري والتهتك وحرية شرب الخمر وصناعتها وترويجها.. وحرية تكوين العصابات والخطف والاغتصاب وحرية احتقار المندوكورو.. واحتقار القيم.. وحرية الحقد والغل والتآمر والتخابر وتخزين السلاح وحرية اختيار ساعة الصفر. وليكن في علم الإنقاذ.. أن مقابل كل حرية تمنحها للجنوبيين بغير استحقاق وبغير مقابل فإن الشعب سوف يمارس في مواجهتها ألف حرية وحرية إن هذا الشعب ينطبق عليه قول الشاعر: إنه.. يغضي حياءً بل ويغضي حلماً.. وأدباً ويقضي كرما وسماحة لكنه أيضاً كما تعلم الإنقاذ.. يغضي من مهابته.. فإذا جاء الجنوبيون إلى السودان بمقتضى الحريات الأربع فليأتوا معهم تحوُّطاً بكل ما يحتاجون إليه من حاجيات الإنسان الضرورية.. ولكنني أطمئنهم أنهم لن يحتاجوا إلى شمس ولا إلى أكسجين.. ولا إلى ماء.. ولا إلى ليل. وليعلم الإخوة هنا وعرّابو التطبيع القهري أن يقابل كل حرية جنوبية هناك ألف حرية مضادة قانونية، والسوداني مسالم لا يبتدئ ولا يعتدي.. ولكنه يرد.. ويرد بالقانون.. وهناك رد بالقانون.. وهناك إضراب بالقانون.. وأهل حضارة الغرب يطلقون عليه Work -to-Rule وعندنا نحن قانون آخر اسمه :«يفتح الله ويستر الله!!».
|
|
|
|
|
|