العمـالة الأثيـوبيـة .... الواقـع والتحدي ..!

Quote: لكل مجتمع خواص ، ... فيها الخاصة وفيها العامة ، فالخواص تتمثل فى المجتمع العشائرى والقروى ومجتمع القبلية ، وتتدرج الى مجتمع كل أسرة على حدة ، المجتمع السودانى بصفته العامة مجتمع متسامح ، عفوي ديمقراطي ، تكافلي برغم تقلبات العصر السياسي ، فهو لا زال متماسك الى حدٍ مطمئِن .. ، أعلى درجة من غيره ، .. تماسكه بعادة القبيلة والقبلية التي يعيبها البعض علينا ، ولكنى أرى فيها رافدا إيجاباً سمحاً متوارثاً لكل ماهو طيب نفاخر به عند الشدائد والملمات ، وأثرها بالغة فيه ، وخاصة فى مسألة العرف والأخلاق ، وبذرة العائلة ، وكما هو معلوم ، كل مجتمع تتحكم فيه مجموعة من القيم ، حتى المجتمع الغربي الذي يعتقد أنه حر ، هو الأكثر ، فى قيمه وسلوكه بما يراها وتطبع عليه ، فكل مجتمع يرتكز على قضايا متناثرة فيها ماتراه عيباً وهم يرونه غير ذلك ، وكما هو العكس أيضاً وفى كل مجتمع توجد غوغاء وغوغائية مصاحبة لها ، وانفلات وأمراض وسلوكيات دخيلة ، ولكن الأهم هو النسبة والوزن ومدى قدرة التأثر والتأثير .. وبقدر ما نعيب غيرنا ، فبلاشك فينا الكثير غير السار ، بل المخجل والضار ، ولكن ألا يجب أن نحسب حساب غيرنا ونوصي شبابنا بما هو قادم سلباً أم إيجابا ، ..! والذي يعيب علينا التخوف والتحوط ، هم الأكثر تفاؤلاً وعدم حذر أو ربما مجاملة لأسباب عاطفية وانجذاب نحو الآخر ، أو مصاهرة ، فلا ألومنهم ، فالمرء بسلوك من عاشره ، ولا يرى غيره ومن حقنا أن نرى الجانب التحوطى الآخر فى شعب صمته أكثر من كلامه ، هادىء بطبعه ، والريح عادته السكون ..!!! أقول ، إن من تعاشره فى بلده يختلف عن من يعاشرك فى بلدك ويسكن معك وتأمن له وتستكين لمقامه ، وهذا بالقطع لا ينطبق على كل أثيوبي أو أفريقى تعج بهم ساحات الخرطوم الآن ، حتى صرنا لا نفرق بين بني جلدتنا ، إلا بالنطق ،.. فى سابق زمان الخرطوم ، كنت لمن تقول له ( أنت فلاتي .. ) فتحسس مواقع قدميك للإبتعاد عنه ..، أما اليوم ، فهو من يبادرك بأني فلاتى أو تشادى أو حتى حلبي .... الخ ، فما عادت الجنسية أو الإنتماء تخيف أحداً ، .. ختاماً ، أٌقول ، هناك من بينهم من أحاسنهم أخلاقاً وأكثرهم مودة وعفافاً من بنى جنسنا ، أقول ذلك بكل الحب والإحترام .. وتحيتي .. محمد مختار جعفر

(عدل بواسطة عبد الناصر الخطيب on 09-16-2012, 10:05 AM)