|
Re: فوائد الالحاد ..... (Re: هشام عباس)
|
ويمكنك رؤية نتيجة الانغلاق فى بلاد تقول إنها تطبق الشريعة. بدليل العدد المتزايد سنويا من الملحدين فى بلد خليجى شقيق تنضح شوارعه بالتقوى والورع والاحتشام، بصرف النظر عن الفساد المجتمعى الذى ينهش فى خلف الأبواب المغلق. فالموضوع لا يقف عند انتشار شرب الخمر وارتكاب الموبقات فى البيوت، ولا حتى التحرش الجنسى فى مواسم مقدسة، بل وفى السنين الاخيرة بدأت اعداد الشباب التى تتجه للالحاد فى ازدياد. بلد تانية مش شقيقة قوى يقال إن ٧٠٪ من طلبة الجامعة لا يصلون ولا يصومون. الحل ليس فى قوانين، أو دستور، أو بضع أوراق نملأها بالحبر تضمن حماية هذا الدين من الانتقاد ومن الطعن فيه. كل هذه المحاولات لحماية الدين تحت دعوى إقامة حكم الله وحفظ دينه إنما تعكس عدم قدرتك انت على الدعوة السليمة للدين فى سوق مفتوح للأفكار، بل وربما تعكس عجز دفين على إقناع الآخرين ودعوتهم للإيمان إلا فى ظل خلو الجو من أى منافسة. يمكننا طمأنة أنفسنا أن كل شىء على ما يرام. لكن عاجلا أو آجلا سنستيقظ على صفر كبير مثل صفر المونديال الذى أتى بعد شهور من كلامنا مع نفسنا. ثم اتهمنا الجميع بالمؤامرة وذهب المونديال وبقى الصفر. لذلك فإذا اخترت هذا الاتجاه، فهنيئا لنا هذا الصفر الذى يتمثل فى خلق مجتمع من المنافقين يطيع الله ظاهريا ويتعفن أخلاقيا. ومع مرور الوقت لن يكون الموضوع قاصرا على البيوت. المعاملات التجارية والحياتية والاجتماعية سوف تتأثر بمجتمع منحل أخلاقيا يستخدم غطاء من الدين للتغطية على فساد أخلاقى مرعب. أولادك الذين تسعى لحمايتهم سيتعرضون لهذه الأفكار فى بيوت أصدقائهم أو على الإنترنت أو فى السفر، ده فى حالة أن الحاجات دى لسه مفتوحة. الآن يمكنك اتهامى بما شئت من أننى أريد الانحلال والإلحاد وإفساد المجتمع. ويمكنك أن تراجع المقال مرة أخرى وتوقف عند حقيقة واحدة. المنع والحجب والترهيب لم ينجح فى محو أى فكرة أو أيدولوجية، بل بالعكس ربما جعل من مؤيديها أبطالا وأسهمت فى زيادة انتشارها. لم تنجح هذه الأساليب على مر العصور. ولكن ما نجح فعلا أن الفكرة القوية والدعوة السليمة انتشرت وتعايشت مع الجميع. الإسلام فى أوج قوته لم يمنع ولم يضيق. تعايشت تحت ظلال الإمبراطورية الإسلامية ملل وثنية واتجاهات ملحدة، وعبدة النار وأفكار متطرفة. ولم يضر الاسلام منها شيئا. «الكلام ده كان زمان يا أستاذ لما الإسلام كان لسه بينتشر فى الهند والصين، لكن خلاص الإسلام استقر ومش محتاجين نتعايش مع حد». إن هذه حجة سطحية يتم بها تشبيه الدين بعملية وضع يد على أرض متنازع عليها. وبعدها خلاص، دى أرض إسلامية، ودى شعوب إسلامية ودى نهاية القصة. لكن يا سيدى استقرار الأديان يأتى بتجديد الخطاب وتجديد شباب الدين، وليس بالاعتماد على توريث هذا الدين من جيل لآخر فى حين تتخاذل انت عن حمايته من التحديات الفكرية. حماية الدين لا تتم عن طريق المنع ولكن عن طريق تجديد اساليب الدعوة وتقويتها. هذه الحجة هى دعوة صريحة للكسل والتخاذل وعدم قدرتك على القيام بدورك كمسلم يستطيع أن يواجه تيارات فكرية مختلفة. بإمكاننا أن ندع الدعوة تضمر وتضعف فى بحار من الرمال التى ندفن فيها رءوسنا متظاهرين بعدم وجود مشكلة. حل سهل وكارثى فى الوقت ذاته. أو أن نعترف أن لدينا مشكلة حقيقية. وأن هذه المشكلة ليست فى وجود الملحدين فى حد ذاته. فالإلحاد موجود قدم الأديان. ولكن يجب أن نعترف أن لدينا مشكلة فى الدعوة والخطاب الدينى وربما بسماحنا بظهور التيارات المخالفة لنا على السطح يمكن أن نقوى عضلاتنا العقلية والإيمانية مرة أخرى بدلا من المنع والحجب والحبس وحتى لو كنت واثقا فى قناعاتك وإيمانك، ربما نحتاج ذلك من أجل الأجيال القادمة. أجيال تبحث عن المعلومة وتجدها بنفسها بدون الرجوع اليك. أجيال مكشوفة لسماوات مفتوحة لن تستطيع أن تحجبها عنهم. ربما حان الوقت أن نحتك بفرق أقوى من مركز شباب السنبلاوين، أو نقبل المنافسة مع محال أخرى فى نفس الشارع من إجل تحسين أدائنا بنفسنا من قبل أن يفرض علينا ذلك. فربما بعد كل ذلك نجد فائدة ما لوجود هؤلاء الملحدين، ربما بظهورهم نضطر لتطوير الخطاب الدينى من مجرد خطبة عصماء موجهة لمن يتفق معنا فى الثوابت إلى خطاب روحى وعقلى يصلح للتواصل مع الأجيال الجديدة التى لم تعد تتقبل ما قبلته أنت لمجرد أنك ورثته ولم تناقشه. وفى النهاية يا سيدى لو إنت شايف أن كل الكلام اللى أنا بقوله ده غلط وأن إحنا بلد متدين بطبعه، وأن إيرادات فيلم شارع الهرم وترتيبنا المتقدم فى البحث عن الجنس على الإنترنت وحفلات التحرش الجماعى كل عيد ما هى إلا مظاهر استثنائية ولا تعكس طبيعة المجتمع. وأن نجاح الأحزاب الإسلامية يعكس مستوى إيماننا. حقك عليا. أنا أسف أنى أزعجتك، خللينى اسحب كل كلمة قلتها. احنا فعلا شعب متدين، وماعندناش مشكلة دعوة، ومافيش ولا واحد ملحد فى التسعين مليون وكل واحد فينا الإيمان حينط من عينه؟ استريحت؟
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فوائد الالحاد ..... | هشام عباس | 09-03-12, 05:50 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | هشام عباس | 09-03-12, 05:55 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | هشام عباس | 09-03-12, 05:58 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | هشام عباس | 09-03-12, 06:00 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | هشام عباس | 09-03-12, 06:02 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | هشام عباس | 09-03-12, 06:06 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | هشام عباس | 09-03-12, 06:23 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | هشام عباس | 09-03-12, 06:31 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | قيقراوي | 09-03-12, 06:39 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | هشام عباس | 09-03-12, 07:04 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | اسماعيل عبد الله محمد | 09-04-12, 09:48 AM |
Re: فوائد الالحاد ..... | صلاح جادات | 09-04-12, 03:15 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | سلمى الشيخ سلامة | 09-04-12, 03:51 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | عماد موسى محمد | 09-05-12, 05:08 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | عماد موسى محمد | 09-05-12, 05:11 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | سلمى الشيخ سلامة | 09-05-12, 06:21 PM |
Re: فوائد الالحاد ..... | سلمى الشيخ سلامة | 09-07-12, 00:26 AM |
|
|
|