جهاز الكبائر السوداني.. من يتشرف به؟

Quote: وإذ غابت الحرية التي تنتقد سياسة التحرير في المنابر العامة أو تنصحها تبتغي الإصلاح، أتاحت مناخات الظلام والكتمان أن يتحرك اقتصاد الشمول والفوضى يهزم أصول السياسة المعتمدة الرسمية من أعلى أجهزة الدولة، تلزم المجتمع ولكنها لا تلزم الأجهزة التي أضحت نافذة متنفِّذة ولا تردع الرموز التي أضحت لا يمنع تجاوزها مانع. فسرعان ما انتشرت الشركات الحكومية اُلمقنعة تتناسل من كل مرافق الدولة، لا سيما أجهزة الأمن والضبط والقوة، تستورد سلعًا معفية من الجمارك والضرائب، تماثلها شركات تابعة للولايات التي تضاعفت بعد تطليق الحكم الاتحادي، ثم تجار وأعماليون ينشطون لخاص أعمالهم، يستغلُّون راسخ صلاتهم بأطر الدولة والحركة ولايعدمون حيلاً تحمي مستورداتهم من ذات التكاليف (ضرائب وجمارك) ومالها الواجب سداده للدولة والمجتمع، فُأضيرت سياسة التحرير من قريبٍ باختلاف أسعار السَِلع وأصيبت في مقتل. ... ثم ظهرت الأسماء الأمنية والعسكرية ترأس مجالس الإدارات للشركات التجارية، تكمل تحاُلف خيوط القوة والمال الماضي، سنة في التاريخ سارت بين الشموليات الديكتاتورية بغير استثناء، يمهد كل ذلك لظهور تنين الشركات الضخمة التي جمعت لها الأموال من الجوار القريب ومن مراكز بعيدة يستغل علاقات الحركة الإسلامية ويوظِّف اسمها، تقوم عليها كذلك الأطر الموصولة بدوائر القهر والقوة دون علم بالاقتصاد أو خبرة بنظُمه الدقيقة وآفاقه الرحبة، ثم بغير محاسبة وإعلام حر. وأخيرًا تدفَّقت الرساميل الضخمة العابرة للحدود تحمل شبهات الاختراق، ولايعين عليها أمن اقتصادي متقدم بالمعلومة الدقيقة. من كتاب المحبوب عبدالسلام: الحركة الإسلامية السودانية، دائرة الضوء.. خُيُط الظلام صفحة 322-323 نواصل ..