|
Re: شمال مالي... حواضن آمنه للتطرف والارهاب (Re: احمد حامد صالح)
|
استمرار الحياة رغم الصعاب مساء السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك تتم معظم الزيجات في مدينة تمبكتو التاريخية؛ في يوم مشهود هاهنا، حيث يبدأ أئمة المساجد عقد قران عشرات الشباب الراغبين في الزواج؛ في كل حي من أحياء المدينة مباشرة بعد صلاة العصر. فما إن يفرغ أئمة المساجد من عقد الزواج بصيغته الشرعية؛ حتى تبدأ الطقوس التقليدية التي يفتتحها وكيل العروس بتوزيع حبوب "الكولا "على الحاضرين، كل شخص يضع نصيبه في جيبه وتبدأ الاحتفالات المخلدة لذلك العرس.. بينما ينسحب الأئمة ومرافقيهم إلى الشارع الموالي من أجل عقد قران جديد وهكذا دواليك حتى تغيب الشمس. بعض العارفين المسنين يقدر "عدد الزيجات التي تعقد في هذا اليوم بما يربو على المائة في بعض السنوات"؛ بحسب قولهم. وبعد عقود القران التي يشرف عليها أئمة المساجد ووجهاء المدينة في هذا الحي أو ذاك؛ وبعد توزيع حبوب "الكولا"، يبدأ دور نساء المدينة وهن في زينتهن فيقمن بزيارة العروس في بيتها ويشرفن على زينتها ولباسها حتى تصبح جاهزة، الخطوة الموالية هي زيارة والدة العريس من أجل تهنئتها.. يحدث ذلك في كل شارع من شوارع تنبكتو وفي كل عرس من أعراسها لا تكاد تنتهي في هذه الليلة المباركة. "أقلهن مهرا أكثرهن بركة"؛ هذا هو الشعار الذي يحمله سكان تمبكتو في هذا اليوم؛ حيث يتفق الجميع على مهر موحد في كل تلك الأعراس قدره عشرون ألف فرنك غرب إفريقي أي ما يعادل 12 ألف أوقية 40 دولار امريكى . لا يقيم التمبكتيون حفلات موسيقية صاخبة بهذه المناسبة وإنما يكتفون بالدفوف؛ وجرت العادة هنا أن لا يختلط الرجال بالنساء في حفلات الأعراس؛ الشيء الذي أثار إعجاب الحكام الجدد للمدينة؛ إلا أن مباركتهم لهذه الزيجات وإعجابهم بها لم يجذبهم إلى المشاركة فيها بشكل فعلي إذ لم يتزوج أي عنصر من أنصار الدين في هذا اليوم، رغم أن أغلبهم الآن من سكان تمبكتو من المجندين أو المسيطرين ومن أبناء المدينة. ويرخي الليل سدوله واضعا الستار على عزوبية عشرات الشباب في تمبكتو؛ جاعلا منها ماض لا عودة إليه؛ فالمتزوجون أقبلوا على الزواج في هذه الليلة عساهم يستفيدون من بركتها وهي ليلة خير من ألف شهر.
منقول عن صحراء ميديا
|
|
|
|
|
|
|
|
|