|
Re: ملخص ندوة الأستاذ عبدالله الفكى البشير . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
د. النور حمد :- سعيد اننى اتحدث من هذا المنبر الذى اصبح منارة فكرية فى هذه المدنية الحزينة . نحن قد كبرنا فى السن , وقد حضرت للخرطوم فى السبعينات طالب فى كلية الفنون , حضرت من الريف من منطقة (ود الترابى) , وعرفت الخرطوم فى مراحل وأوقات مختلفة , وما زال الامل موجود ان تكون هذه المدنية منارة للأدب والفكر والثقافة والديمقراطية . سعيد بان اقوم بتقديم صديقى عبد الله الفكى البشير هذه الليلة , وعبد الله باحث جاد , والبحث عندنا اعتقد ضعيف ومتخلف , بحكم تخلف البيئة الفكرية نفسها , وهو امر غير مرتبط بالسودان وحده , بل هو مرتبط بالثقافة العربية الاسلامية , لأنها دخلت فى طور انحطاط استمر قرون طويلة ويمكن ان نرجعه لفترة قفل باب الاجتهاد . البحث العلمى يعنى البحث عن الحقائق المجردة , بحيث لا تقوم بإدخال اهواءك وان تنظر للحقائق وتتحدث عن الحقائق . ثقافتنا العربية الاسلامية هى بشكل عام لا تسمح , هى ثقافة ان تنصاع وان لا تشذ عن القطيع وان تمشى فى الدرب المطروق ولا تصادم ما هو جارى , وهذا ليس هو خط البحث , ولذلك فان الغربيين باحثين حيث ان مناخ البحث عندهم عقب تجربتهم الطويلة اصبح مناخ مفتوح . مناهج البحث تقوم على التقليل من التحامل , والتحامل هو ان تأخذ الاشياء من اطارها وتقوم بتلوينها بالرؤية التى تنتمى اليها , البحث العلمى مجرد ما امكن التجريد , طبعاً من الصعب ان تتكلم عن تجرد مطلق لكن ان تتجرد من الهوى بقدر ما يمكنك من الانحراف عن الحياد الفكرى الموضوع الذى سوف يتحدث فيه عبدالله هو موضوع فى غاية الاهمية , وهو مرتبط بما قلته بان الثقافة العربية الاسلامية ثقافة خانقة , حيث ان اطار التفكير هو اطار دينى فقهى واعتقد ان المتصوفة قد خرجوا عن هذا الاطار كما اعتقد والى حد كبير , لكن ما ساد عندنا هو الثقافة الفقهية وهو الفقه المدرسى المستتبع للسلطة الزمنية . ونحن نعتقد الان اننا على ابواب نهضة , نهضة علمية ومعرفية وبحثية . الاكاديمى عندنا تأثر بهذا المناخ , وكتابة التاريخ عندنا تأثرت بهذا المناخ ايضاً , وتشعر عندما تقرأ كتب التاريخ ان الذين قاموا بكتابتها يشعرون بالخوف فهناك اشياء لا يتحدثوا عنها وهناك اشياء يتم دفنها , وهذا فى كل التاريخ وغير خاص بنا وحدنا , لكن الاخرين استطاعوا معالجة هذا الامر وخلقوا اوضاع افضل منا . الاستاذ محمود محمد طه شخصية مثيرة للجدل لأنه صادم للمألوف , والشاهد ان معاصرى الاستاذ قد قاموا بطمره , والذين كتبوا مذكراتهم تجنبوا ذكر الاستاذ محمود , ويتجنبوا ذكر الحزب الجمهورى وهو من اوائل الاحزاب السودانية فى اربعينات القرن الماضى , والكتابة الاكاديمية تقوموا بالكتابة على من قاموا بكتابة مذكراتهم , وتلاميذ الاستاذ كتبوا مذكراتهم وهى ليست كثيرة . نحن اخذنا نموذج الاستاذ لأنه نموذج صارخ لكن يمكن ان يُزيف التاريخ بشكل لا يُصدق حيث يأتى طالب الثانوى الى الجامعة بدون معارف كثيرة والأساتذة فى الجامعة هم المدخل وهو مدخل قاصر حيث ان المعلومة محجوبة وغير متوفرة , ولهذا فان ما سيطرحه عبدالله هام من الناحية الفكرية والتاريخية والأكاديمية والعلمية .
|
|
|
|
|
|