قراءة في غلاف (خلينا نبدأ من هنا) _ بقلم الأستاذ بابكر قدور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-23-2024, 11:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-29-2012, 07:34 AM

هند محمد
<aهند محمد
تاريخ التسجيل: 05-30-2007
مجموع المشاركات: 4300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في غلاف (خلينا نبدأ من هنا) _ بقلم الأستاذ بابكر قدور (Re: هند محمد)

    إسم الكتاب:

    ابتداءً نلاحظ أن ديوان الشاعرة هند جاء يحمل إسمين مختلفين وظاهرة الاسمين لمؤلف أو عمل أدبى واحد موجودة ومعروفة في عالم الإبداع وفى عالم الكتاب فمما جاء يحمل إسمين قصة الكاتب الأديب مصطفى لطفي المنفلوطى الشهيرة والتي إسمها "ماجدولين" أو "تحت ظلال الزيزفون" .. ومن المسرح الفرنسى الكتاب الذى ترجمه أدونيس للأديب جان روسين مأساة طيبة أو الشقيقان .. ومسرحية اليكساندر خاسونا الأسبانى الشهيرة جسر آرتا أو الثمن الفادح ....وغيره كثير مما ورد في هذا المجال .. وكثيراً مايحدث أن يضع المؤلف إسماً لعمله الأدبي ثم يتحول العمل إلى ناشر لا يروقه ذلك الإسم فيضع له إسماً آخر مما يقود فى مراحل لاحقة لأن يحمل العمل الأدبي إسمان مختلفان .. وقد جاء ديوان الشاعرة يحمل إسم "خلينا نبدأ من هنا" ويحمل إسماً آخر هو "ياطيف" وقد ذكرت الشاعرة هند أبوالعزائم في مداخلتها مع الشاعر عروة على موسى في شرحه الذي تناول فيه إحدى قصائد الديوان والمنشور فى هذا المنتدى "عكس الريح" أن الديوان مسجل ومجاز لدى لجنة المصنفات الأدبية والفكرية تحت إسم "ياطيف" ولكنها تعمدت إصداره تحت إسم خلينا نبدأ من هنا لسبب سنذكره لاحقاً. ولفهم طبيعة الإسمين وتقدير حجم قدرتهما الدلالية ينبغي أن ننظر إليهما من حيث المعنى اللغوي ومن حيث الدلالة التي يشير إليها الإسمان.
    فالجملة المكونة من أربعة كلمات " خلينا – نبدأ – من – هنا " تبدأ بكلمة خلينا وهى كلمة عربية فصحى تعمر بها سائر معاجم اللغة العربية وهى من الكلمات التى لها معانٍ كثيرة وأحسب أن المعنى الأقرب هو الترك كما جاء فى معجم اللغة العربية المعاصرة ولو رادفنا المعنى لقلنا "دع" وهى هنا بصيغة الأمر المقترن بضمير المتكلمين " خلى .. خلينا " وهى بذلك تعنى " دعنا " وبنفس هذا المعنى إنتقلت الكلمة من العربية الفصحى للدارجة السودانية حيث هى المصدر الذى تنتقى منه الشاعرة أبوالعزائم مفردتها .. والكلمة الثانية فى الجملة هى كلمة "نبدأ " وهى أيضاً كلمة عربية فصحى لم يخل من شرحها معجم عربى فكما جاء فى معجم المحكم والمحيط الأعظم فإن البدء هو فعل الشئ أول, بدأ به .. وهو المعنى الوارد فى مفردة الشاعرة .. أما ثالث الكلمتين فهو حرف من حروف المعانى وهو " من " وتجئ فى اللغة العربية للإبتداء والتبعيض وللتعليل أما وجودها هنا فبمعنى التبعيض أى التجزئة .. ثم أخيراً نجد إسم الإشارة " هنا " والذى يشير إلى المكان القريب.
    وقبل الدخول فى الدلالات التى تشير إليها هذه العبارة فإن هذه العبارة التى تشكل سمة الديوان تتدفق منها الموسيقى تدفقاً وهى حاشدة بإيقاعات مرتبة بعناية فائقة وهى فى إشارة من إشاراتها تذهب لمدى قدرة الشاعرة فى انتقاء عباراتها بدقة متناهية وقدرتها على نسج الحروف بترتيب موسيقى إيقاعى متناسق وتشير لمدى رقة الشاعرة فى تكوين عباراتها التى تمتلك قوة معانٍ غير المعنى اللغوى الذى تحمله العبارات.. ولتأكيد ذلك فلننظر إلى ماقاله السبكى في كتابه عروس الأفراح حيث جاء فيه التنبيه إلى أن:" رتب الفصاحة متقاربة , وأن الكلمة تخف وتثقل بحسب الإنتقال من حرف إلى حرف لا يلائمه قرباً أو بعداً وإذا تقرر ذلك فاعلم أن أحسن التراكيب وأكثرها استعمالاً ما انحدر فيه من الأعلى إلى الأوسط إلى الأسفل , ثم ماانتقل فيه من الأوسط إلى الأدنى إلى الأعلى , ثم من الأعلى إلى الأدنى إلى الأوسط , وما انتقل فيه من الأوسط إلى الأعلى إلى الأدنى فهما سيان في الإستعمال .... وأقل الجميع استعمالاً ما انتقل فيه من الأدنى إلى الأعلى إلى الأوسط .. وقد قصد السبكى بقوله " الأعلى " حرفاً من حروف الحلق , وبقوله " الأدنى " أو " الأسفل " حرفاً مخرجه الشفتان , وبقوله " الأوسط " حرفاً مخرجه الفم.. فتركيب الحروف يقف وراء ذلك الجمال .. فبتدقيق بسيط للكلمات الأربعة التى تشكل هذه الجملة نجد إبتداءً أن كل كلمة منها منفردة تحمل الحسن والجمال الذى ذكره السبكى يصاحبه إيقاع يتردد من حرف النون فشكل مقطوعة موسيقية عذبة فى هذه الكلمة.. فتكرار حرف النون وهو حرف غنة يمتلك جمال موسيقى فى نطقه لانتقاله المتدرج من منطقة الشدة فى النطق إلى المنطقة الرخوة أى من طرف اللسان إلى فتحتى الأنف مما منح هذه العبارة إيقاع هو غاية فى الجمال فضلاً عن أن حرف النون جاء فى الكلمة الأولى متوسطاً حرف لين هو الياء المسبوقة بكسرة وألف مد مما أكسب غنة النون مزجاً بأصوات مختلفة .. ثم فى الكلمة الثانية "نبدأ" شكلت غنة النون بداية الصوت مع الأحرف الثلاثة فى تدرج متناسق من الأسفل إلى الأعلى وأقصد تدرج موسيقى نطق هذه الحروف من الشفتين "الباء" إنتقالاً متدرجاً حتى الحلق "الهمزة" ثم النون فى "من" تمتزج غنته فى حالة السكون مع صوت غنة الميم المتحركة بالكسر فتعطيه نغمة موسيقية متنوعة وأخيراً غنة النون فى "هنا" حيث توسطت النون بين الهاء "حلقية" والف المد مما أعطى الكلمة موسيقى مختلفة .. كل ذلك من شأنه أن يمنح هذه العبارة خصائص تجعلها توحي بأصوات موسيقية تحمل الكثير من المعاني والانطباعات والصور.
    ثم من بعد ذلك كله أرادت الشاعرة هند أبوالعزائم وبرقةِ شاعريةٍ معهودة فيها أن تجعل هذا الجمال الكامن في عبارتها يتدفق نحو القارئ في اتجاهين يكشفان مزيداً من جمال هذه العبارة وجمال إيحائها ....
    الإتجاه الأول: أن هذه العبارة هى إسم لقصيدة فى الديوان .... وقد كفانى وكفى القصيدة شرحاً وتعليقاً صديقى الأديب الشاعر عروة على موسى .. ولا تعقيب لى من بعد قوله بل استمد واقتبس التقسيم الذى قسم به القصيدة فى شرحه حيث قسمها إلى أربعة مقاطع متتالية فوصف المقطع الأول بأنه "مناجاة" ووصف المقطع الثانى بأنه " جانب آخر من جوانب الشكوى والرجاء الأنثوي " ووصف المقطع الثالث بأنه " عبثية لطيفة مليئة بلون من الرجاء واليقين " ووصف المقطع الرابع والأخير بأنه " الورطة " والحقيقة هذا التقسيم عندى يشكل أربعة مناطق مختلفة فى مشاعر وأحاسيس الشاعرة .. هذه المناطق الأربعة يشكل تعددها أرضية صالحة لإختيار أو لتحديد المكان الذى تكون منه البداية حيث أن عبارة "خلينا نبدأ من هنا" تحمل فى طياتها دلالة تشير إلى مناطق متعددة أقلها أن هناك منطقة سابقة ومنطقة حاضرة ومنطقة أمامية لتكون من بين هذه المناطق الثلاث منطقة الانطلاق "لنبدأ من هنا" فوجود هذه الأرضية بتمام صلاحيتها لتحديد منطقة البداية يشير بوضوح تام لمدى التوفيق الذى أصابته الشاعرة فى إختيارها هذا الإسم لقصيدتها .... وأجدنى هنا أيضاً أجئ بمقطع جانب الشكوى والرجاء الأنثوى الذى أطلقه عليه الشاعر عروة على موسى لأن العبارة وبحرف النون الذى وصفته سابقاً وجماله الموسيقى قد توسطت هذا المقطع الذى جاء حرف النون أيضاً فى كل شطرة فيه ماعدا شطرة واحدة لتمتعنا الشاعرة بإيقاع هذا الحرف العذب المتدفق جمالاً وموسيقى أنظر إلى الإيقاعات التى يضرب بها حرف النون فى هذا المقطع :
    أزرعنى نبتة فى ضل سماك
    أسقينى بى شهد الغنا
    أقرانى زى صفحة كتاب
    أرسمنى زهرة سوسنة
    أنا عندى كم زيك حبيب
    خلينا نبدأ من هنا
    يادفق الشوق المطر
    ياسد وراك باب المنى
    الإتجاه الثانى أن هذه العبارة هى إسم الديوان .. فهى كما قالت الشاعرة فى تعليقها على عروة .. أنها تعمدت إصدار الديوان بهذا الإسم (خلينا نبدأ من هنا ) لأن هذا العنوان خطاب للقارئ والبداية المقصودة هي البداية معه (خلينا أيها القارئ نبدا من هنا ) .. وهذا ماتحمله العبارة فى إحدى دلالاتها أى معنى الدعوة .. فالدعوة هنا ليست للقارئ وحده بل تصل بإيحاء العبارة ويحس بها كل من تقع عيناه على غلاف الديوان وإن لم يحصل عليه أو يقرأه ولعل هذا هو السبب الذي جعل الشاعرة تتخذ من هذه العبارة إسماً للديوان.
    ياطيف .. الإسم الثاني للديوان .. فالطيف لغة يعنى الخيال كما ذهب إلى ذلك الفراء نقلاً عن صاحب لسان العرب بقوله "الطائف والطيف سواء كالخيال وهو ماكان كالخيال والشئ يلم بك" .. كأن تقول وهذا من عندى : مر على طيف حبيبي في النوم فجاءت كلمة طيف كاسم للديوان بهذا المعنى مضافاً إليها أداة النداء .. يا .. لتضفى على الكلمة بعداً موسيقياً وبعداً رمزياً .. وبعداً جمالياً .. إذ أن أداة النداء ووجودها في مبتداً الكلام تشد انتباه المتلقي وتشعل فيه الترقب لأنه هو المعنى بهذا النداء فيكون بذلك قد تهيأ تماماً للإنصات لما سيقال له ولذلك قيل أن أسلوب النداء هو من أبرع وأبلغ الأساليب حسناً في الابتداء والاستهلال سواء كان ذلك في الشعر أو في الكلام العادي ولو لم يكن الأمر كذلك كما قال ابن رشيق في كتابه العمدة "لو لم يكن الأمر كذلك ما افتتح الله بالنداء بعض سور القرآن الكريم فقال تعالى في سورة الحج: "يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ".
    وقد جاء على لسان الشاعرة في مداخلتها مع الشاعر عروة أنها أضافت كلمة "ياطيف" سعياً نحو رمزية النصوص والتجريد. لن أخوض هنا فى تعريف الرمزية والتجريد فهذا موضوع شائك ومعقد ولكن يمكن الإشارة إلى أن الرمزية فى الشعر هى أسلوب عكس التقريرية التى هى التعبير المباشر بالصور المباشرة التى تقود كل من يطلع على القصيدة لإدراك معانيها وبالتالى موضوعها .. والرمزية فى حقيقتها لغة مركبة متعددة الخيوط محكمة فى نسيجها يتشابك فى تركيبها الإنفعال والتصور والإدراك وبراعة التنفيذ الإبداعى فى آن واحد .. إذن فالرمزية هى معان يعبر بها الشاعر عن ذاته بأسلوب بعيد عن الواقع الفعلى للكلمات .. والرمزية أو التعبير الرمزى موجود منذ القدم حتى فى الشعر القديم .. فعندما يستعصى علينا إدراك المعنى نقول أن المعنى فى بطن الشاعر فى الشعر القديم فذلك يعنى أن الشاعر قد عبر تعبيراً رمزياً لم نستطع معه إدراك المعنى .... أما التجريد فى الشعر فهو إبهام وغموض فى التعبير وذلك بتقديمه لصور معقدة تستعصى على الإدراك المباشر بحيث لا يستطيع القارئ تجميع الصورة التى يقدمها له الشاعر .. والتجريد فى الشعر هو سمة من سمات الشعر الحديث وفى مقابل شعراء التجريد نجد شعراء التعبير .. كأدونيس مثالاً للتجريد والدكتورة سعاد الصباح مثالاً للتعبير .... وبهذه الإشارات وبالرغم من معرفتى التامة بشعر هند ولكنى ونسبة لعدم إطلاعى على ديوان الشاعرة أجدنى مقيداً بالقصيدة حاملة العنوان فى هذا الديوان والتى أكد وجودها بالديوان تناول أخى عروة على موسى .. وللخوض فى أغوار الرمزية والتجريد فلننظر للمقطع أعلاه الذى اخترناه من القصيدة .. فى الحقيقة هذا المقطع ملئ جداً بصور تمثل خطوط متقاطعة ومتشابكة تنأى بها بعيداً عن الإدراك المباشر ولكن دعونا نحاول إدراكاً هو حتماً جزئياً .. يقول الشطر الأول من المقطع: أزرعنى نبتة فى ضل سماك .... فزراعة النبتة ممكنة ومفهومة ولكن أن يزرع الإنسان كنبتة فى ظل السماء .. ثم أنه من ناحية أخرى لو تخيلنا أن للسماء ظل .. فأين سيكون هذا الظل؟ والسماء تعلو الأرض من كل جهة وفى شكل دائرى .. ولا يجب أن نفرح بهذا الفهم والإدراك فثمة معان كثيرة تحملها هذه الصور .. لو قسنا حجم المكان الذى تحتاجه النبتة .. حتماً إنه مكان صغير .. لو قسناه مع مساحة ضل السماء .. إنه بالغ الكبر .. ولو أدركنا أن الشاعرة تتكلم بلسان العاشقة وهى امرأة وتضع نفسها فى حجم النبتة .. وتضع عشيقها وهو الرجل فى حجم ضل السماء .. ربما تكون الشاعرة تشير إلى العلاقة بين المرأة والرجل .. الأمان الذى تنشده المرأة فى الرجل .. مالذى تريد أن تقوله لنا الشاعرة؟ فما تريده الشاعرة هو الرمز .. ومن ناحية ثانية إذا نظرنا لهذا المقطع نظرة عامة فإننا سنجد فى الفاظه علاقة وثيقة بين الكلمات .. أزرعنى .. نبتة .. أسقينى .. المطر .. دفق .. ولكن لو رجعنا لوضع كل كلمة فى مكانها فسنجد أن النبتة المزروعة لا تسقى من المطر وإنما تسقى بشهد الغناء .. والشهد من النحل لا يسقى النبتة .. والغناء لا علاقة له بالشهد .... ولكن ثمة رابط هولامى بين السقاية والشهد والغناء .. الحلاوة والمتعة .. وسنجد أن الشاعرة بقدرتها وسيطرتها التامة على المعانى ونسج الصور قد قامت بتركيب ثلاث كلمات فى منتهى التناسق لتعطينا صورة معينة .... أنظر لهذه الكلمات: يادفق الشوق المطر .... هناك فرق شاسع فى المعنى بين المطر والغيث أو بين المطر والماء .. فكلاهما ماء ينزل من السماء ولكن المطر ماء مدمر لكثرته وغلظته فأثره فى الشجر والنبات فهو يكسره ويؤذيه لذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى قد استخدم لفظ المطر فى القرآن الكريم فى موضع العذاب "وأمطرنا عليهم مطر السوء" "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود " أما الغيث أو الماء فهو الماء الذى ينزل من السماء برقة وفيه قلة وأنه يفرح الشجر فيخضر ويزهر قال تعالى "أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ" وقال الشاعر الأندلسى:
    جادك الغيث إذا الغيث همى .... يازمان الوصل بالأندلس
    وقال شاعر آخر:
    هل أشـرق الفجـر إلا مـن مآذننـا .... وهل همى الغيـث إلا مـن مآقينـا
    حتى النجوم على هاماتنا سجدت .... والشمس في حسنها قامت تحيينا
    (لولا ضيق المساحة لاسترسلت فى موضوع الفروق فهو نظرية إنقسم حولها علماء اللغة العربية) غاية مافى الأمر أن المطر فيه عنف وقوة وشدة .. فإذا مانظرنا للفعل المصاحب للفظة: الغيث – الماء – لوجدناها لفظة تناسبها فى الرقة فعند ذكر الماء قال تعالى"أنزلنا" والنزول فيه هدوء وعند ذكر الغيث استخدم الشعراء فعل"همى" أى سال كما تسيل الدموع من العين .. أما شاعرتنا فقد استخدمت لفظ المطر الذى يحمل معه العنفوان والكثرة فقد استخدمت معه اسم "يدفق" فجاءت كلمة دفق التى تعنى خروج السائل من محتواه وهى تحمل فى معناها الكثرة فتقول تدفق الماء من النهر إذا فاض ولا تقول سال الماء .. إذن فلفظة دفق مقترنة مع لفظة المطر هى كلمة مناسبة ودقيقة المعنى .. ولكن شاعرتنا تستخدم هذه الأفاظ وتجردها من معناها بإدخال لفظة الشوق وهو شعور داخلى لتجعل الصورة أمامنا أن هذا الشوق فيه قوة وعنفوان وتدفق كماء المطر المنهمر الذى ربما يكون أنهاراً وربما يكون كماً يملأ ودياناً .. كل هذا الكم من الشوق يتدفق نحو الحبيب ..
    وهكذا إذا تتبعنا هذه القصيدة من أولها لآخرها .. وإذا تتبعنا كل القصائد فى الديوان كما أتوقع .. فإننا سنجد هذه الخيوط تتشابك وتلتف مع بعضها البعض ,, وتتعقد الصورة أمامنا وتلوح المعانى كالطيف من وراء الكلمات .. وهنا تكمن براعة الشاعرة وقدرتها الخارقة فى الإختيار وتوفيقها اللامحدود فى ذلك عندما أطلقت على الديوان إسم .... ياطيف .. خلينا نبدأ من هنا.. لله درك ياهند.
                  

العنوان الكاتب Date
قراءة في غلاف (خلينا نبدأ من هنا) _ بقلم الأستاذ بابكر قدور هند محمد07-29-12, 07:31 AM
  Re: قراءة في غلاف (خلينا نبدأ من هنا) _ بقلم الأستاذ بابكر قدور هند محمد07-29-12, 07:34 AM
    Re: قراءة في غلاف (خلينا نبدأ من هنا) _ بقلم الأستاذ بابكر قدور هند محمد07-29-12, 07:37 AM
      Re: قراءة في غلاف (خلينا نبدأ من هنا) _ بقلم الأستاذ بابكر قدور هند محمد07-29-12, 07:39 AM
        Re: قراءة في غلاف (خلينا نبدأ من هنا) _ بقلم الأستاذ بابكر قدور هند محمد07-30-12, 09:00 AM
          Re: قراءة في غلاف (خلينا نبدأ من هنا) _ بقلم الأستاذ بابكر قدور عزالدين عباس الفحل07-30-12, 10:32 AM
            Re: قراءة في غلاف (خلينا نبدأ من هنا) _ بقلم الأستاذ بابكر قدور هند محمد07-30-12, 08:51 PM
          Re: قراءة في غلاف (خلينا نبدأ من هنا) _ بقلم الأستاذ بابكر قدور هند محمد08-14-12, 02:09 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de