أبواللمين - مابين زورق الالحان وقناة الشروق - ذكريات واغنيات نادرة

Quote: الفنان والموسيقار المبدع محمـد الأمين (أبوالأمين) .. أو كما يحلو لعشاق فنه ان يلقبوه بـ " الباشكاتب " .. و " أبو الأمين " هو ابن حي المبدعين والعمالقة " ود أزرق " .. عرف عنه منذ الصغر ولعه الشديد بآلة ( الصفارة ) .. هذا الولع أنتقل في مرحلة الشباب للعزف على " آلة العود " .. فكان من المناظر المالوفه لسكان حى " ود أزرق " رؤية " أبواللمين " وهو يحمل العود بيده .. ومتى رأيته جالساً تراه وهو يداعب أوتار " العود " في إنسجام واضح .. ولا يشغل باله كثيرا بما حوليه .. فكان من الطبيعي أن يبدع فيه .. حتى ليخيل إليك أن الأوتار لتكاد تنطق بين أنامله . وفي ستينيات القرن الماضي ساق له القدر فرصة لإظهار إبداعاته المكنونة .. تلك الفرصة الثمينة كانت زواج " عبد الرحمن النويري " في فبراير من عام (1962م) .. حيث أجتمع لفيف من أصدقاء وأقرباء وزملاء العريس في جلسة نهارية بعد الغداء .. ضم هذا اللقاء ( ودالمقرن .. وشقيق العريس المرحوم أحمد النويري الملقب بالنمر .. وعز الدين يوسف (من جبرونا) .. والمرحوم المهندس السلاوي .. ويوسف يوسف ) والأخير هو خال الفنان " أبو اللمين " وشاءت الصدفة أن أوتار عود الفنان الكبير " ود المقرن " لم تكن تعمل بالصورة المطلوبة .. والناس كانوا في شوق لسماع غناءه .. فابدى الخال " يوسف " استعداده للذهاب لمنزلهم لإحضار عود ابن أخته " محمد الأمين " أو يأتي به للمشاركة في تلك الجلسة الجميلة .. فأستحسن الجميع الفكرة .. ولم يخيب " يوسف " لآمال فأحضر معه العود وصاحب العود .. علماً بأن كل الحضور كانوا يرغبون في العود وليس في صاحبه .. نظراً لأن القعدة كانت تضم فنانين كباراً .. أما " محمد الأمين " فلم يكن يعرفه أحد إذ لم يشتهر بعد . وفي الفترة المسائية كان من المقرر أن يحيي الحفل أحد الفنانين المحليين بالمدينـة وبالفعل حضر ذلك الفنان .. ولما رأى " محمد الأمين " والعود في يده .. أراد أن يدفع به أولاً .. ليكون ختامها مسك على يديه .. فتم الاتفاق بينه و " أبواللمين " على أن يبدأ " أبو اللمين " ثم يغنى هو من بعده .. وكانت هذه فرصة مواتية وسانحة طيبة لهذا الفنان المغمور أن يظهر مواهبه .. فبدأ بأغنية الفنان "محمد وردي"( لو بي همسة ).. ثم غنى ( بدور القلعة وجوهرها ).. فأبدع وأطرب الناس وتفاعل معه كل الحضور .. أما فناننا ذاك فقد أيقن أنه لن يستطيع مجاراة هذا الفنان بعد أن خطف الابصار ولفت الانظار بصوته الجميل .. فآثر السلامة وتوارى عن الأنظار .. وترك الساحة للفنان محمد الأمين ليشدو طرباً حتى فجر اليوم التالي . نجاح الفنان " أبواللمين " في تلك الليلة فتح له الباب لإحياء حفلة " ليلة الدخلة " في بيت العروس .. حيث أتفق معه العريس على السفر معهم لقرية " الفقراء " .. لإحياء تلك الحفلة .. هذا ما تم بالفعل .. ولما كانت مثل هذه المناسبات في الزمن الجميل تستمر لأيام وليالي فقد أمتد بقاء " أبو اللمين " بقرية الفقراء لثلاثة أيام كاملة كان يشدو خلالها طرباًوفناً . ويقزل " عبد الرحمن النويري " أنه بعد الزواج بعامين سافر في كورس للخرطوم وهناك التقى بالصدفة بالفنان الكبير " ابواللمين " بالخرطوم ( 2 ) .. وحدثه عن أنه رزق بطفلة .. ولما كانت مولودته البكر .. فقد طلب منه السفر معه لود مدني لإحياء حفل (السماية ) لابنته" أميرة عبد الرحمن النويري " .. فكان أن استجاب " أبو اللمين " لطلبه .. وسافر معه لود مدني وأحيى الحفل .. ويستطرد " عبد الرحمن النويري " ضاحكاً بأن الفنان " ابواللمين " يدين له بالفضل لكونه كان سبباً في شهرته . وشيئا فشيئاً بدأ نجم الفنان " أبو اللمين " يسطع .. وأول أغنية أدخلته باب الشهرة كانت أغنية "بدور القلعة" للشاعر أبو صلاح .. ثم جاءت نقطة التحول الكبيرة في حياته الفنيةبتعرفه على الشاعر المبدع الأستاذ " محمد علي جبارة "ـ والذي كان يعمل وقتها بشركة الكهرباء وصديقا وزميلا لخالانه "بله يوسف .. ويوسف يوسف "ـ هذا الرجل لعب دورا كبيرا في تشجيع الفنان " محمدالأمين" .. وقد أهداه كلمات أغنية " وحياة ابتسامتك " .. ولأن الأستاذ " جبارة " إلى جانب كتابةالشعر كان فناناً .. فقد حث " أبواللمين " وشجعه على خوض تجربة التلحين لأغانيه بنفسه لما أحسه عنده من موهبة وقدرات فنيةهائلة .. وقد وفق" أبو الأمين " في تلحين هذه القصيدة فنالت استحسان الجميع .. وكانت بعدها الانطلاقة لهذاالفنان المبدع . وطبعا وكما معروف للجميع فقد جعل " أبوالأمين " العود في هذه الأغنية يتكلم عربي .. ولفت الأنظار للإمكانيات الهائلة التي يتميز بها هذا الفنان في التعامل مع هذه الآلة .. وعند الاحتفال بافتتاح " المسرح القومي بامدرمان " شاركت بعثات من مختلف المديريات في هذا الاحتفال .. وقد سافر " أبواللمين " ضمن بعثة مديرية " النيل الأزرق " للمشاركة في ذلك الاحتفال .. ويبدو أن الحال قد أعجبه هناك فأستقر به المقام بمدينة أم درمان .. وكانت محطته الأولى بمنزل أسرة " الأستاذ محمد علي جبارة " الذي أحسن أستقباله ... ثم أستقر به المقام بمنزل الفنانين بأم درمان بجوار منزل الزعيم أسماعيل الأزهري برفقة إبن مدينته الحبيبة " أبوعركي البخيت " . في ذلك الوقت كان الأستاذ "فضل الله محمد" .. قد نجح في امتحانات الشهادة السودانية من مدرسة " مدني الثانوية " .. وبتقدير أهله للالتحاق بكلية الحقوق جامعة الخرطوم .. وهذه كانت نقطة تحول كبرى في حياة فنان المبدع " أبوالأمين " فوجود " فضل الله محمد " بالخرطوم مكنه من الاستفادة من الإنتاج الوفير لهذا الشاعر المبدع .. الذي أرتبط اسمه بود اللمين وكونا معاً ثنائياً متناغماً .. أضف إلى ذلك أن عدد من أميز عازفي " ودمدني " قد انتقلوا أيضا للخرطوم نذكر منهم : " بدر التهامي .. حسين عبد الله .. إسماعيل يحيى .. بدر أنجلو .. الحبر سليم .. إسماعيل يحيى .. علي أكرت .. وعبدالله حبه " .. وقد تحول هؤلاء للأوركسترا القومية بالإذاعة .. كما كون هؤلاء النواة الأولى للفرقة الموسيقية لأبوالأمين .. وفي عام ( 1980 م ) أنضم لهذه الكوكبة من العازفين عازف الجيتار المبدع دكتور " الفاتح حسين " فأكتمل العقد الفريد . بعدها واصل " أبو اللمين " عطاءه .. وكانت انطلاقته الكبرى .. حتى صار الأغزر والأعمق في مسيرة الأغنية السودانية .. وواحدا من أعظم فناني السودان .. فكانت أغانيه الخالدة " : أنا وحبيبي .. لقاء وعهد وقد سماها الجمهور "وحياة ابتسامتك" .. مسيحية .. أكتوبر 21 ياصحو الشعب الجبار .. زورق الألحان .. زاد الشجون .. يا ريت .. يا نديمي .. يا معاين من الشباك .. أنا وحبيبي وقد سماها الجمهور " يا حاسدين غرامنا " .. ودمدني .. وعد النوار .. تذكار .. طائشة الضفائر(لنزأر قباني .. طائر الأحلام .. طريق الماضي .. سوف يأتي .. الجريدة .. من شوفتو طولنا .. مشتاقة تشوفك عيني .. قلنا ما ممكن تسافر .. كلام زعل .. متألم شويه .. أربع سنين .. نتعلم من الأيام .. مساجينك .. ومن أغنيات الحقيبة : " من قليبو الجافي .. وعازة الفراق بي طال " وغيرها من أغاني لا يتسع المجال لحصرها .. والأصح أن أقول يصعب علي حصرها