هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته؟!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-02-2024, 11:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2012, 09:42 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته (Re: منتصر عبد الباسط)

    الأمــــــانة :
    إنها ضابط من ضوابط المجتمع تمتاز بالقوامة الحقة على كل منتجات المجتمع ، وما إنعدمت الأمانة في مجتمع إلا تداعت أركانه وتصدعت قوائمه ، ولا يمكن أن تشع الأمانة في مجتمع إلا إذا أتصف أفراده بصفة الأمانة . والأمانة من الصفات المعنوية الباطنة في البنية الإنسانية ، وهذا أمر يجعل العناية بأخلاق الإنسان وتربية باطنه والإهتمام به من أحسن أعمال المصلحين والمرشدين ,
    ولاشك أن كل الناس وآجدون في القرآن والسنة وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتراجم الأعلام من المؤمنين المجاهدين ما يغذي مسالك الأمانة في الضمير الحي ويقيمها في قلب المؤمن وازعا يزع كل دخيل من الآراء وزنيم من الأفكار والطباع ، يحاول الخروج على المجتمع المسلم لإشاعة الفساد والإنحلال فيه . ولايمكن غرس الأمانة ورعايتها في النفوس بقانون وضعي ، لأن القانون يخاطب العقل الحاس الذي نيطت به الحرية في التعامل ، وقد يكون العقل في زماننا هذا أقرب إلى الواقعية وأدخل في المادية منه في المثاليات الأخلاقية والمثل الروحية ، والأمانة من الفضائل الإنسانية والأخلاق الإسلامية التي لا تغرس بقانون وضعي . لأجل هذا شرع الله الصوم وأوجبه على المؤمنين فحملهم بذلك الأمانة بالحفاظ على آدابه ومقوماته في النفس والمجتمع حفاظاً لا يمليه عليهم القانون الموضوع ولا الرقابة ولا المجتمع الصارم ، وإنما حفاظاً تمليه الأمانة في الضمير الحي ، والقلب المنور بنور الله ، أوقف الأمانة كحارس أمين علي البنية الإنسانية يستلهم هذا الحارس أمانته من تصور شهود الحق تعالى على كل خاطرة ونفس ، فيرتفع بتصور هذا الشهود إلى مقام المراقبة الذي يفضي به إلى الورع الداعي إلى خشية الله ، لنؤدى أمانتي الصبور والصمد بحفظهما وأداؤهما تخلقاً وتحققاً والعيش يهما في المجتمع ، ومثقال ذرة من الإخلال بأخلاق الحق في شهر رمضان يعتبر خيانة للأمانة التي يجب أن ئؤدى إلى أهلها كاملة .وليس الأمر مقصوراً على هذين الإسمين ( الصمد والصبور ) في التعامل وفق ضوابط الأمانة في المجتمع الرفيع ، وإنما كل أسماء الله أمانات يجب الحفاظ عليها بعد معرفتها ، ولعظم أمانة هذه الأسماء ولخطورة التفريط فيها حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الإهتمام بها لفظاً ومعنى في قوله ( إن لله تسعة وتسعين إسماً من أحصاها دخل الجنة ) والإحصاء يعني القدرة والمحافظة على العمل بموجبات هذه الأسماء وتحقيق مسمياتها في النفس والمجنمع ، ولئن يكون أحدنا داعياً بأسماء ربه خير له من أن يكون مدعياً بأسماء نفسه . لأن الدعوى بأسماء النفس وحملها على عواتق عباد الله بقاء بما لم يكن , ولكن هيهات للفاني أن يحصي الباقي : وأنى للحادث أن يحصي القديم ؟ ولكن سددوا وقاربوا ولله عاقبة الأمور .
    وأزيد الأمر تقريباً فأقول أن إحصاء أسماء الله الحسنى يقتضي التخلق بها والتخلق بها لا يأتي دون العلم بها ، والعلم بها سيفضي إلى تقديرها حق قدرها ، وحق تقديرها لا يتأتى لبشر ، هذا سيلقي قليلاً من الضوء على الطريق الشاق الذي لا نهاية له في إحصاء أسماء الله التي من أحصاها دخل الجنة .. وهذا الطريق الشاق هو طريق الأمانة التي حملها الأنسان في سابق عهده بإعتبار أنه الخليفة الذي عُلم هذه الأسماء فاؤتمن على مسمياتها في الأرض ، ومن ظلم نفسه فقد خان أمانة الله إذ أنه لا يملك ما قد ظلم فيه غيره فقد باع نفسه وماله لله ولم يبق له إلا العمل بالحسنى ، فإن كنت لا تملك نفسك حتى يحق لك التصرف فيها بما أردت فأنت بالأحرى لا تملك غيرها من الأنفس حتى تتبع هواك والشيطان فيها ، فإنك إذا تشرك في ملك الله ما ليس بملك لك ولا ينبغي ، فالله يأمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها وهو أولى من تؤدى إليه الأمانة وقد أخبر بأن الصوم من بين عمل بن آدم له ، فغدا الصوم بذلك أمانة الله عندنا ولزمنا على ذلك أن نؤدي له الصوم في أمانة .
    فلابد للمؤمن أن يهيمن على الحياة ومواردها حتى يستحق القيام بأداء أمانة المهيمن كما إستحق أن يقوم بأمانة المؤمن ، فما هي أمانة المؤمن المهيمن ؟

    أمانة المؤمن والمهيمن :
    المؤمن من أسماء الله تعالى ، وليتحقق مسمى هذا الإسم في العبد عليه أن يرتفع بهذا الإيمان إلى مستوى الحقيقة فيه لتنتج فروعه ثمار العلم والعمل وفق ما إرتضاه الله سبحانه وتعالى ، ليغدو الإيمان بذلك حركة دافعة قوية للخير والحق والعدل والسلام في الحياة كما هو حركة دافعة للطهر والعطاء والسمو في الضمير ، فأمانة المؤمن تقتضي الإخلاص في إعلاء كلمة الله في المجتمع ، فالعلم بالله لازم من لوازم الإيمان كما أن الحب لازم آخر من لوازم الإيمان الإيجابي ، لأنه إن كان العلم رائداً في مسالك الحياة فإن الحب مفتاح لهذه المسالك .
    إيجابية المؤمن :
    الإسلام لايرضى من ذوي العهد الصادق من المؤمنين بالوقوف ضد تيار الكفر والفساد والباطل فحسب بل يطلب منهم الإيجابية والتحرك للهيمنة والسيطرة على تيار الطاغوت والشر والفساد ، فكما أن الإنسان مؤمن في النفس المجتمع فيجب عليه أن يكون مهيمناً على أعداء الله بإسم الله في النفس والمجتمع ، ولن يتم إيمان عبد في المجتمع مع نقصان إيمانه في نفسه ، بمعنى أنه لن تتم الهيمنة على أعداء الله بإسم الله في المجتمع مالم تسبقها هيمنة على أعداء الله بإسم الله في النفس ، فإن لم تستطيع إخضاع نفسك لأمر الله في البدء فلن تقوى على إخضاع غيرها أبداً .
    علاقة المؤمن بالمهيمن :
    المؤمن هو المهيمن ، ولحكمة بالغة وملحظ دقيق جاء الإسمان مقتران بين أسماء الله الحسنى ، الأمر الذي يوصي بوجوب إقترانهما في حياة المسلم الإجتماعية حال تخلقه بأسماء الله التي يقوم عليها الوجود ظاهره وباطنه ، فعلى المؤمن أن يهيمن على موارد الحياة التي تغذي هذا الإيمان ، وهو مقام يقتضي أن يهيمن على الحياة ومواردها حتى يستحق القيام بأداء أمانة المهيمن كما إستحق أن يقوم بأداء أمانة المؤمن ولن تستفيد كثيراً من حياة تهيمن عليها من غير إيمان ، لأن الصلاح لابد أن يسبق الإصلاح ، ولكن ماهي القوة اللازمة للقيام بأمانة المهيمن على الأحياء والأشياء بإسم الله ؟



    القوة اللازمة للقيام بأمانة المهيمن على الأحياء والأشياء بإسم الله ؟؟
    - هل هي قوة العضلات وضخامة الجسم ؟ إن كانت هي فإن الواقع يكذب هذا المرتكز لأننا نرى طفلة دون العاشرة تسيطر على حيوانات يزن عنق أحدها الطفلة كلها .
    - أم لعلها قوة الحيلة وشدة المكر للسطرة والهيمنة بهذه الحيلة القوية والمكر الشديد على من هم دونك في قوة الحيلة وشدة المكر سواء أن كانوا اناس أم حيوانات ؟ إن كانت هذه هي القوة فإنا كثيراً ما رأينا الدهاة والماكرين قد راحوا ضحية مكرهم دون شعور منهم بذلك بفضل مكروب أو فيرس قد بلغ من الحقارة والصغر بحيث لايرى بالمكبر العادي ناهيك عن العين المجردة .
    - بل لعلها عند الناس قوة السلطان ورهبة الحكم التي تظل لها أعناق الرجال خاضعة ؟ إن كانت هي عند الناس فإن الواقع يكذب هذا المفهوم للقوة لأننا كثيراً ما رأينا سلطاناً يقهر وعزيزاً يذل وتيجاناً تتدحرج عن الرؤوس ، وقوة تتحول بهذه السرعة وتتقلب بهذه العجلة لا يمكن أن تكون هي القوة القابلة لقوة الحق ، ثم إن كانت هي القوة في نظر كثير من الناس فأين القوي بها من قوى الهم والحزن والقلق والخوف والمرض ووخز الضمير ؟ هل تقف قوة السلطان مهما عظمت في وجوه هذه القوى .
    - وقد تكون القوة عند كثير من الناس هي قوة العارضة في الكلام وشدة أسره ومتانة تركيبه بحيث يأخذ المتكلم الخطيب بألباب السامعين وأنظارهم الساعات الطوال دون أن يكل أو يمل مما يؤهله لأن يقف في كل منتدى آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر غير أنه يكيل الإتهامات لعباد الله ويقطع النفس حسرات على الإسلام الذي غربت شمسه في نظره أو كادت ، وليسست هذه القوة فيما أرى لأن أي منافق عليم اللسان جهير الصوت يقف خلف المذياع يستطيع أن يأتي بمثل هذه القوة بل أكبر ، فتسقط بالتالي أي قوة يظنها الناس في القول دون الفعل مهما كانت طلاوة الكلام وحلاوته .
    - والقوة عند آخرين هي قوة غيبية تسقط السماء كسفاً على كل من رد لهم قولاً أو نازعهم أمراً ، وذلك لحظوتهم عند الله ومكانتهم منه ، يدعون المكانة والقرب من الله ويتوعدون عباد الله ؟ وليس صاحب دعوى البطش والتنكيل والإذلال لعباد الله بسر الله لمخالفتهم هواه ورغائبه التي لا تكون في سبيل الله بقريب من الله ولا بذي مكانة عنده ، لأن أقرب عباد الله مجلساً من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة كما أخبر بهم الصادق الأمين عليه السلام ( أحاسنهم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذين يالفون ويؤلفون ) والفتك بالآخرين وقذف الرعب في قلوبهم لأخذ ما عندهم في غير سبيل الله معصية ما تلبس بها أحد إلا كان من العصاة وإن بدا في لبوس التقوى وثوب أهل الكمال ، وما دام الخلق كلهم عيال الله فإن أحبهم إلى الله أنفعهم لعياله .
    كل هذه الأنواع من القوى لاتصلح أن تكون هي القوة الواجب توفرها في المهيمن بإسم الله على موارد الحياة . فالقوة فيما يرى الشيخ الحفيان هي : الإستقامة : إنها القوة التي يجب توفرها في المهيمن وهي جماع قوى ومرتكز مبادي وملتقى مثل عليا يمدها صبر المؤمن نفسه مع الحق في كل حركة وسكون بتنقية الفكر وصفاء الوجدان وسلامة القلب من كل داء يعصف به ، ويغذيها صبر المؤمن نفسه مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجه الله ليخلص لهم وجه الله منيراً يضيْ شعاب الحياة ، ليرى بهذا الوجه معناً عميقاً للقوة المطلوب توفرها في المهيمن ، يتمثل هذا المعنى لمفهوم القوة في العلم بأبدية الحياة وسرمدية الروح الإنساني لصلته بالروح الإلهي لكي يرى الأقوياء أن الحياة لا تبدأ بالميلاد ولا تنتهي بالموت ، وليروا أن ليست الحياة الدنيا أو الموت هما الغاية في نظر الأقوياء ، ولكن العمل الحسن والتقوى الصادقة القاصدة والعلم المحسن بالله هو الغاية التي رجاها الله ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ) الملك 2 . نعم على الإنسان الذي وصل إلى مغاليق المادة أن يفتحها بإسم الله ولا يظن أن لا مفتاح لخزائن هذا الوجود ، ولن تفيد كثيراً من الهيمنة على حياة لا تملك مفتاحها ، أرجع إلى نفسك وأبحث في جوانبها عن مفتاح ذاتك التي تمثل المفتاح للحياة التي تعيشها ، ويوم أن تجد مفتاحك الذاتي فثق أنك ستفتح كل مغلاق في الوجود ألا أدلك على مفتاح الذات الإنساني الذي فتح الله به القلوب ؟ إنه الإيمان الصادق المخلص بالله ورسوله وبكل أمر من أوامره ، إنه الإيمان ميراث الذات الإلهي ، ينمو به وعليه الإنسان في كنف الله ، إنه الإيمان فتح الله به آذاناً صماً وقلوباً غلفاً ، إنه الإيمان يرود ركب الخلود إلى مقامات الطهر وقمم الإنعتاق ، إنه الإيمان ذلك المفتاح النوري الذي يدخل من ثقب الفطرة السليمة في الذات الإنساني فيملؤها نوراً وطهرا .
    أتدرون بم يفتح الله مغاليق الوجود ؟؟ بالعلم المستمد من حضرة الفتاح العليم ، وما وجد باب يفضي إلى الله عبر الكون إلا واعطي المؤمن العالم مفتاحه حتى يطلع على ما لم يمكن الإطلاع عليه من آيات الآفاق التي جعلها الحق لذوي العقول معالم تهديهم إلى الله رب العالمين ، ليعود الإنسان من هذه الرحلة إلى موقع جديد في ركب الإنسانية يسددها ويقودها إلى الطريق الذي يلزم السائربن فيه ( تحويل عبقرية الفكر إلى عبقرية القلب ، وعبقرية الخلق إلى عبقرية السلوك ) وهي القوة التي يحتاجها المؤمن لينتزع مفتاح الوجود بالإيمان والعلم . عهداً للتجارة مع الله : والتجارة لا تقوم بغير الثقة في الله والثقة في عباد الله ، وعماد الثقة لا يقوم إلا على عماد الأمانة في أداء الحقوق التجارية على مستوى العبادات وعلى مستوى المعاملات . فما هو عهد التجارة مع الله ؟؟؟



    عهد التجارة مع الله :
    التجارة عنصر هام من عناصر الحياة في المجتمع الإسلامي على صعيد المعاملات ، وأيضاً عنصر من عناصر التجارة والوصول إلى الخير على صعيد العبادات ، وكلتا التجارتين لا تقوم بغير عماد الثقة في الله والثقة في عباد الله ، وعماد الثقة لا يقوم إلا على عماد الأمانة في أداء الحقوق التجارية على مستوى العبادات وعلى مستوى المعاملات ، غير أن تجارة العبد على مستوى التعامل الإقتصادي في الشؤون الحياتية تناقض التجارة على مستوى التعامل الديني في عباداته ومعاملاته في قانون العرض والطلب ، وليس الفارق بين التجارتين في مبدأ القانون ، بل الفارق الأساسي في تطبيق هذا القانون ، إذ أنه يطبق في التجارة الإقتصادية المالية في الشؤون الحياتية بصورة تضمن ربحاً فاحشاً وثراءً سريعاً ، ولكن هذا القانون إذا طبق بنفس الصورة على مستوى العبادات فإن المتاجر مع الله بهذه الصورة سوف يخسر خسارة كبرى وربما يسقط سقطة لا نهوض منها ، مثلاً : يتحرى التاجر على صعيد المعاملات بالعرض وقت الطلب فلا يعرض ما عنده إلا بعد إشتداد الطلب ، وبالتالي إزدياد السعر ، ولا يزداد الطلب عادة إلا إذا قل العرض أو إنعدم ، ولا يزداد الطلب بقلة العرض إلا إذا عرضت السلعة في غير أوانها لأن الناس لا يملكونها يومئذٍ وقد إنعدمت عند الناس واحتكرت في يد قلة تحكمت في سعرها لإزدياد الطلب عليها وهنا يكون الربح والثراء ، هذا أثر تصرف التاجر في تطبيقه لقانون العرض والطلب على المستوى الإقتصادي التجاري .
    أما على مستوى التجارة مع الله فإن لهذه الصورة من تطبيق ذلك القانون أسوأ الأثر وأوخم العواقب إذ أن الربح لا يتحقق إلا إذا عرضت مواد التجارة مع الله في وقتها ، لأن عرضها في وقتها هو الذي أنيط به الثواب الجزيل والربح الوفير ، مثلاً : من عروض التجارة مع الله إقامة الصلاة ، فهي مطلوبة في وقت معين موقت يجب أن تعرض على الله فيه وأي محاولة لتأخيرها عن وقت طلبها يعتبر خسراناً وكساداً تنزل به قيمتها مالم يكن لعذر مشروع ، فوقت العرض مرتبط بوقت الطلب دون تأخير أو تخزين .
    كما أن الأمانة يلتزم بها الصائم تنتج عنده ضابطاً من أهم ضوابط المجتمع الخير ذلكم هو الصدق ( وقل رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ) الإسراء فما هو الصدق ؟

    الصدق هو وآقعية نسبة معينة في زمان معين ، والأمر المنسوب إما أن يكون فعلاً أو قولاً أو وصفاً ، وكلها نسب ينبغي أن تتحقق حتى توصف بالصدق ، وعلى ذلك فالصدق بهذا المستوى يلزم صاحبه أن يكون صادقاً على جميع مستويات التعامل ، وأهم علاقات الإنسان من خلال التعامل ثلاث :
    1- الصدق مع الله : يفرض على المؤمن الصدق في التعامل مع الله في العبادات والمعاملات جميعاً .
    2- الصدق مع النفس : وتلزم صاحبها أن يكون صادقاً مع نفسه بحيث لا يصدر إلا عن إمكانياته المتوفرة مع الإرتكاز على العلم التام بنفسه في تحركه العاطفي والنفسي بحيث لا يغيب عن الصادق مع نفسه خفايا هذه النفس ولا تلتبس عليه مناحي الضعف والقدرة فيها .
    3- الصدق مع الناس : وتفرض هذه العلاقة على صاحبها أن يكون صريحاً محضاً مستقيماً لا تلتوي به المسالك ولا تنحرف به الأهواء والأطماع ، صادق الفعل والقول مما يجعل التعامل معه سهلاً مريحاً ، يبعث الطمانينة ويشيع الراحة في الضمير .
    والصوم عبادة تحمل كل هذه القيم ، وتكفل لها من الرعاية ما يجعل صفة الصدق قائمة شاخصة في مجمع المؤمنين الذين صاموا عن الكذب في كل شيْ فأفضى بهم الأمر إلى أن يفطروا على مائدة الصدق في مقعد الصدق عند المليك المقتدر ، ذلك لأن ( الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ) أخرجه الشيخان ، والصوم حقيقة يفضي بأهله إلى الصدق لأن الصدق قرين التقى ، فمن إتقى الله كان من الصادقين ، ومعلوم أن الصيام طريق لاحب للتقوى يضم بشارات الأنبياء ونذر المرسلين التي جاءت بها كلمة ربك فتمت بالقرآن حقاً وصدقاً . فالصائم يلزمه الإتصاف بالدقة في مواعيدة واحترام مواقيت الصوم ، وعلى ذلك فإن الوقت الزماني يجب أن يكون حياً عند الصائم حياة تدفعه إلى التناسق والتفاعل مع القوى المدركة في الفرد المسلم . فما هو الحد الزماني في الشرع الإسلامي ؟


                  

العنوان الكاتب Date
هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته؟! منتصر عبد الباسط07-19-12, 10:23 PM
  Re: هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته عمار عبدالله عبدالرحمن07-19-12, 11:35 PM
    Re: هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته منتصر عبد الباسط07-20-12, 09:28 PM
      Re: هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته منتصر عبد الباسط07-20-12, 09:38 PM
        Re: هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته منتصر عبد الباسط07-20-12, 09:42 PM
          Re: هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته منتصر عبد الباسط07-20-12, 09:48 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de