|
Re: يــا أيها القــــــوم...... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
كانت الحقبة المايوية أكبر (مستنقع) لقواطير التكنوقراط, ففى ظل مياهها الراكدة الآسنة, وجد بعض التكنوقراط المناخ الملائم للإسترخاء وممارسة الكسل و(التنبلة) وإفتراس الضحايا, ومن ثم إفتراس بعضهم البعض. كان النميرى مولعاً بفصيل التكنوقراط, ولا تكاد أى زاوية او ركن من حديقة حيوان نظامه الهائلة تخلو من تماسيح وقواطير التكنوقراط, قواطير من كل الفصائل والأنواع, منها ما يعيش فى المياه المالحة حيث تنافس ودسائس الخصوم, ومنها ما يعيش فى المياه العذبة التى تعج بالسابحين الغشيمين ممن يتوهم فيهم خيراً او(بركة) ما. لم يكن حب النميرى للقواطير مبعثه إعجابه ولا إيمانه بمكانتهم العلمية, ولا بكم العلم الذى يترجرج فى عقولهم المترهلة, بل كان مبعث ومسوغ هذا الحب هو الرد البليغ والمفحم لكل من يتشدق فى جلسات النقاش العصرية, أو الليلية المدججة بالقوارير, ومن بعد ان "يدنكل" سفة كبيرة, وينفض بقاياها عن راحة يده, فيقول وكأن حجب السماء قد فُتحت له "إنت عارف البلد دى مصيبتها فى العسكريتاريا, والمؤسسة العسكرية, مشكلتا فى الدورة الخبيثة بتاعت الإنقلابات العسكرية, ياخ من الإستقلال لغاية الان شوف العساكر ديل..... وييييييه" وتدور الإسطوانة الدامغة للعسكريتاريا وفشلهم فى إدارة شؤون البلاد من بعد تلاوة "لقد ظلت قواتكم المسلحة ترقب الوضع المتدنى وما آلت إليه البلاد من....." أراد النميرى أن يقول, ان العسكر ومؤسستهم هم براء من دم هذا الشعب, براءة الذئب من دم إبن يعقوب, وأن الذى إلتهم ابن يعقوب هذا الشعب لم يكن العسكريتاريا ولا منسوبيها, بل هم قواطير وضباع التكنوقراط اللاعق والمتذلل لأحذية العسكر, اراد أن يقول أن وهدة البلد هى نتاج جريرة التكنوقراط فى موالاتهم ومصاحبتهم للعسكر, مصاحبة ذلك الطائر لحيوان وحيد القرن. نميرى كان بيستمتع وهو يستمع لنشرة الأخبار ويرى ضباع التكنوقراط وهم "يرتلون" فى نفس واحد, "هذا وقد زودنى سيادته بنصائحه"!!!!!!! مما يروى عن النميرى كاشف الضباع والقواطير (مثل كاشف الدهب) كده, أنه كان يكلف بعض مستوزريه وصبيانه من جيوش التكنوقراط ببعض الدراسات والخطط, وحين تقدم له, يرفضها بكل بساطة قائلاً لهم "أمشوا راجعوا القصة دى وبعدين أعرضوها على" ولا ينسى أن يزودهم بنصائحه الثمينة, وحين يعرض عليه الأمر مرة اخرى مرصعاً بنصائحه, وبإعتراف التكنوقراطى بمدى رجاحة عقل وعبقرية القائد الملهم, وبسيل المديح العامر المنهال من لهاة القاطور, كان النميرى يقول له, وبمنتهى الخبث واللؤم "لا, رايك إنت كان صاح, ارجع جيب ورق مشروعك القدمتو لى فى البداية لأننا حنطبقو هو" !!!!! هكذا كان النميرى يتلذذ بإيذاء, إحراج وفضح ضباعه وقواطيره من فصيلة التكنوقراط, وكانت أكبر واقوى متعه للنميرى هى حين يقوم بإقالة أو إعفاء قاطور قصير المدى كان ام طويله, (القواطير كالصواريخ, ففيهم قصير المدى, متوسط المدى, وطويل المدى) كان القاطور, وبإعتراف الكثيرين منهم, يسمع قرار إقالته وإعفائه من منصبه بنشرة الثالثة فى راديو السيارة وهو فى طريقه إلى منزله, ويكون قبلها, و بأقل من نصف الساعة مع (الريس) يقدم له فروض الطاعة والولاء!!!!!
فى مرة, قام الريس بتعيين وزير ثقافة وإعلام , وبعد اقل من الشهر رآه يتحدث فى التلفزيون فسأل متعجباً: "ده منو ده", فقيل له أنه وزير الثقافة والإعلام, فسأل ثانية, "وده العينو منو", وجاء الرد سيادتك, فقال: "ياخ انا ما قاصد ده, انا قاصد هناى" وإنهالت التكهنات عمن عناه الريس, وأخيراً نطق احدهم بالإسم, فقال النميرى "ايوه, انا قاصد ده ياخ, تجيبو لى ....... تعملوه وزير ثقافة"!!!! وكان السيد وزير الثقافة والإعلام من اقصر الوزراء مدىً, إذ لبث فى الوزارة عشرون ونيف من الأيام فقط.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|