|
جميلة التي مرقت / حافظ حسين ابراهيم
|
عندما أطلقت والدة جميلة صرخات العذاب ضرب والدها بعرض الحائط كل القيم الذكورية المتوارثة أبا عن جد و اطلق ثلاثة زخات من مسدسه الذي لم يستخدمه في يوم من الأيام رغم أن مهنته كسجان تحتم عليه ذلك, و لم يقف الأمر عند هذا الحد و إنما تعداه الي أطلاق النسوة الزغاريد التي كما جرت العادة فقط يخص بها المولود إذا كان ذكر, أطلقوا عليها إسم جميلة تيمناً بما يجب أن تكون و لكن في غمرة فرحة و نشوة الإنتصار علي عقم سبعة سنوات من الزواج نسوا أن للفقر جبروته و للظلم قسوته اللذان لا ينجو منهما أو ينجح معهما أحد..... فحياة هذه الجميلة و شقيقاتها الثلاث اللائي أتين بعدها مباشرة كان بالإمكان أن تكون حياة عادية مثلهن مثل أي بنات عسكري سجون, حياة فيها بداية كل شهر تتغير المائدة قليلاً بإحتوائها علي قدح من اللحوم المصقعة بالزيت المضاف إليها صلصة الغزالة الشهيرة و بعض التوابل , وكلما تفرغ الثلاجة من كأسات الأيسكريم نذير إنتهاء المرتب عوضاً عنها توضع بعض الفواكه و المعلبات, و عندما تفرد أمهن لشمس الضحي فركة القرمصيص في بداية الشهر يتأكدن أن العشاء سوف يكون باسطة من مصانع سلا الشهيرة .... و كما جرت العادة في القشلاق قبل نهاية الشهر يتسلفون ما يسد الرمق من دكان الفوراوي علي وعد السداد عندما يحين المرتب أو وصول أي حافز عابر....
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|