|
قراءة في غلاف (خلينا نبدأ من هنا) _ بقلم الأستاذ بابكر قدور
|
![](http://www10.0zz0.com/2012/07/29/06/493782894.jpg)
عندما تقع عيناك لأول مرة على كتاب أياً كان فإن نظرتك إليه حتماً تقع أول ما تقع على الغلاف الذي يحتوى على العديد من العناصر .. لعل أول تلك العناصر هو إسم الكتاب وهو سمته وهو أول عنصر يشد انتباه النظر إليه ويدعوه للوقوف والتأمل فيه باعتبار أنه هو سمة الكتاب الذي دائماً يكون في كلمات بسيطة العدد ولكنها تشير إلى المضمون الكامن في طيات ذلك الكتاب بطريقة كلية وليست تفصيلية. والإسم قد يشير مباشرة لمضمون الكتاب كما هو وارد في الكتب التي تتحدث عن الفكر فعلى سبيل المثال كتاب يتحدث عن الديمقراطية نجد الإشارة واضحة فى العنوان مثل كتاب "الديمقراطية في الميزان" ومثله كتب السيرة وكتب التاريخ .... الخ وقد لا يشير العنوان مباشرة إلى المضمون فيحتاج إلى ردف كلمة معه مثل كلمة "قصة" أو كلمة "رواية" أو "ديوان شعر". العنصر الثاني الذي تقع عليه العين هو إسم المؤلف أى الشخص الذي قام بتصنيف الكتاب والاسم يطلق على الشخص ليميزه عن الآخرين في سمته الشخصية وليس هذا هو الإسم المقصود في عالم الكتاب استناداً إلى المبدأ الذي يقول: لا تنظر إلى من قال بل انظر إلى ما قال .. وذلك يعنى أن الإسم المقصود هنا هو الإسم الأدبي المرتبط بالقول الذي عرف به الكاتب والمتضمن في الكتاب ذلك الإسم الذي قد يكون هو نفس إسم الشخص الذي يميزه عن الآخرين وقد يكون إسماً مختاراً غير هذا الإسم كما كتبت من قبل الأديبة الإنجليزية شار لوت برونتى تحت إسم "كورر بل" وكما كان يكتب الشاعر السوداني محمد عثمان محمد صالح تحت إسم كجراى .. حتى صار إسم كجراى جزءاً لا يتجزأ من إسمه .. وكما كان يكتب الشاعر مرضى محمد خير تحت إسم ميمان .. وإسم المؤلف يبعث الطمأنينة في نفس من ينظر إلى الكتاب فتلاقى مادة الكتاب قبولاً لديه بفضل رؤية الإسم لأن القول دال على القائل. العنصر الثالث الذي تقع عليه العين في غلاف الكتاب هو التصميم الذي خرج به الغلاف وهو ضرب من الفنون يقع تحت طائفة الرسم أى طائفة الفنون البصرية وله صور وأشكال متعددة تصنف حسب انتماءات التصميم فقد يكون كلاسيكياً وقد يكون تشكيلياً وقد يكون .. وقد .. الخ وباعتبار أنه فن فيجب أن يكون فيه عنصر الإبداع وهو في دلالته أو في إيحائه يشير متضامناً مع إسم الكتاب إلى مضمون المادة التي يحتويها. فغلاف الكتاب عبارة عن لوحة منفصلة وبالتالي تحتاج إلى قراءة منفصلة وتحتاج إلى غوص في تفاصيلها التي تشير بعلاماتها وخطوطها وألوانها التي تحملها إلى مضمون الكتاب أى إلى مايشير إليه إسم الكتاب وذلك باعتبارها فن من الفنون البصرية فيسرى سحرها الذي يحمل معه المتعة إلى نفس الرائي. وباستصحاب هذه العناصر الثلاثة دعونا ننظرلغلاف ديوان الشاعرة هند أبوالعزائم فإننا سنرى أن:
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|