|
Re: عـفـواً … لا يـوجـد قـنـبـــور !! (Re: فيصل محمد خليل)
|
نداء المرضى…مطالبة بحق الحياة !
القرار الذي اتخذه الخضر والي الخرطوم بوقف مجانية العلاج وإجراء العمليات القيصرية أثار موجة من الاستياء وسط المواطنين والاطباء. لأن القرار يعني الحكم على مئات المرضى الفقراء والنساء الحوامل بالموت في حالة تعرضهم لإصابة تستدعي التدخل الطبي العاجل لأن المال سيقف عائقاً أمام تلقيهم العلاج في أقسام الطوارئ في المستشفيات العامة.
العلاج المجاني في المستشفيات العامة حق وليس منحة من الحكومة، وهو أمر متصل بحق الحياة والمستشفيات العامة ممولة تقريبا فيما يتصل بميزانية التسيير من أموال المواطنين الذين يدفعون يوميا مقابل الدخول لزيارة المرضى, ومع ذلك فإن المرضى لم يكن يتوفر لهم إلا الحد الأدنى من إسعافات الطوارئ .
قدم الوالي وعوده بتوفير العلاج عبر بطاقات التأمين الصحي الذي( حسب قوله ) يوفر للمرضى العلاج الشامل … لكن حديث الوالي يُكذبه الواقع الذي يكشف أن بطاقة التأمين لاتتكفل إلا باليسير من العلاج للمرضى مع ملاحظة أن عدد الأسر المستفيدة منه في ولاية الخرطوم لا يتجاوز (350)ألف أسرة حسب بيان الاطباء الاختصاصيين والذين أشاروا إلى أن المستشفيات الطرفية تنعدم فيها الميزانيات الكافية لمعالجة المرضى، مما يرهق أسرة المريض حتى يتم توصيله لمستشفى يتوفر به العلاج المطلوب.
ماذا عن إصابات الحوادث وحالات الوضوع المتعثرة ؟ ماذا عن الاغلبية التي لم تتوفر لها امكانية الحصول على بطاقات التأمين الصحى؟ هل تتركهم الحكومة عرضة للموت اذا لم تتوفر لهم الرسوم المقررة مقابل الحصول على الاسعافات والرعاية الصحية … ألا يكفي ارتفاع نسب وفيات الأمهات والأطفال نتيجة لتعثر الولادة والنزيف وسوء التغذية ؟ ألا يكفي الأرواح التي تزهق يوميا نتيجة لحوادث المرور وتأخر الحصول على الاسعافات المطلوبة؟
هذا القرار في حقيقته مصوب ضد مصالح الفقراء فالطبقة المترفة تزدهر، المستشفيات الخاصة بها الكوادر المتمرسة والخدمات الفندقية والعناية الضامنة للحياة.. حكومة الانقاذ تكشف كل يوم عن وجهتها الاجتماعية غير العادلة فهي رغم الأزمة الاقتصادية قامت بزيادة الصرف على الأمن والدفاع والأجهزة السيادية بنسبة 12% من خلال الموازنة المعدلة الأخيرة حسب حديث وزيرة الدولة بوازارة المالية السابقة عابدة المهدي، مما يكشف عن أولويات الطبقة الحاكمة مقارنة بأولويات الفقراء….
|
|
|
|
|
|
|
|
|