بعد درس اريتريا....هل وعت حكومتنا الدرس وهي تدعم متمردي تشاد.....؟

Quote: الشقيق هارون والمتداخلون .. تحياتي . هناك مقولة كان يقولها نابليون في ما معناها ان الجغرافية واحدة من راسمات السياسة وواحدة من مملياتها، فالسودان له حدود جغرافية مع اثيوبيه من ناحية شرقه(ارتريا) ومن ناحية جنوبه الشرقي ايضاً ..لذلك علينا استصحاب هذا الواقع للحكم علي قضايا ترتبط بهذه الجغرافيا.. ففي الشرق وجدت الحركات الارتريه مجالاً لحراكها بحكم الجغرافيا والتداخلات القبليه التي كان لها دور كبير في دعم الثورة الارتريه بحكم وحدة التاريخ والجغرافية والاعراق .. وهذه مانسميه بالموقف الشعبي وهو لم يتغير حتي استقلال ارتريا فلم يكن رهيناً بتقلبات السياسة بين اثيوبيا والسودان .. واماعلي المستوي الراسي للدولة فكانت المواقف من الحركات الارتريه متقلبة فتارة نجدها موقف الداعم ومرة علي العكس ...فمثلاً ايام الرئيس عبود كانت حكومته تطارد الثوار وتقوم بتسليمهم الي اثيوبيا في سابقة غير اخلاقيه رفضتها كل القوي المعارضة في السودان وكان للحزب الشيوعي حينها دور كبير في اعادة الكثيرين من هؤلاء الثوار ..لذلك موقف الحكومة كان مرهوناً بعلاقاتها مع اثيوبيا وعلاقة اثيوبيا بالجنوب السوداني .. تقسمت جبهة التحرير الارتريه الي اكثر من جبهة فظهرت قوات التحرير الشعبيه، التنظيم الموحد ، اللجنة الثورية ، المجلس الثوري ، واخيراً الجبهة الشعبيه .... وكل واحدة كانت تحمل فكراً وبرنامجاً مختلفاً .. فمنهم من كانت تدعمه دول الخليج ومنهم من دعمه حزب البعث العراقي ، ومنهم من مولته سوريا وهكذا تعددت الاتجاهات الداعمه وكل حسب مصالحه .. وكذلك الاحزاب السودانية لم تختلف عن هذه الاتجاهات .. وفي بداية الثمانينات اخلت الجبهة الشعبيه الارتريه الساحة من كل الجبهات المذكورة وواصلت مسيرة النضال الارتري حتي الاستقلال ... واما عن حكومة الجبهة الاسلاميه فلم يكن لها دور في تحرير ارتريا ..فقد ساهمت قبل وصولها الي السلطة في تكوين حركة الجهاد الارتري ودعمتها بقوة بعد وصولها الي سدة الحكم ثم انقلبت عليها بعد تحرير ارتريا حين تعاونت مع الجبهة الشعبيه ثم انقلبت علي الجبهة الشعبيه ثم عادت لتتحالف معها لتحجيم دور الجبهات الشرقيه في صفقة اتفاقية الشرق .. الجبهة الشعبيه وقفت مع المعارضة السودانية لاسباب موضوعيه منها ماذكرها الاخ ابوساندر كرد جميل وكذلك كورقة ضغط علي الحكومة لكفها عن دعم المعارضة الارتريه ومحاولة تصدير ايدولوجياتها التي لاتتناسب وطبيعة المجتمع الارتري المتسامح دينياً ... وذات المواقف تنطبق علي تشاد .... انها الجغرافية التي تفرض واقعاً لاسبيل لتجاهله ... ودي .. فايزودالقاضي..