|
الفريق عثمان احمد فقراي .....يكتب للوطن.....ثقوب في جدار الوطن
|
- السودان هذا القطر الواسع الذي يبلغ مساحته المليون ميل مربع يعاني من عدة مشاكل ترجع إلى مساحته الواسعة وقلة كثافته السكانية بإضافة إلى ما يتمتع به من موارد طبيعية غنية من حيث موارد المياه التي توفرها الأنهار التي تجري فيه إلى جانب أنبساط أرضه في السهول والديان التي تتسم بالخصوبة إلى جانب الغابات الكثيفة والساحل البحري الذي يمتد إلى 717 كيلومتر مع تنوع في المناخات والتضاريس التي تساعد على أزدهار الطبيعة فيه حيث نجد مناخ شبه صحراوي في شماله ومناخ أستوائي في جنوبه. كل ذلك إلى جانب تعدد القبائل وتنوع الثقافات والبيئات الاجتماعية والثقافية التي جعلته متعدد ومتنوع الأثينات ومختلف في الأعراف والتقاليد الأمر الذي أدى في بعض الحالات إلى الصراعات والحروب الأهلية وكان أخطرها وأطولها حرب الجنوب للأختلاف الثقافي الأثني بين جنوب السودان وشماله الذي تسيطر عليه الأغلبية المسلمة التي تمسك بمفاصل السلطة والحكم في وسط السودان منذ عهد الاستعمار الذي شرع من القوانين ما يجعل جنوب السودان مناطق مقفولة أمام الثقافة العربية الإسلامية حتى تتمكن من تطبيق سياسة فرق تسود لكي يستمر في الهيمنة عليه والاستمرار في استعماره بل عمل على بزر الفتنة بين الشمال والجنوب وبالتالي أنفجرت مشكلة الجنوب أمام أول حكومة وطنية في بداية الاستقلال بل قبل إعلانه في عام 1955م حيث أندلعت أول حرب أهلية في أفريقيا ، التي أستمرت أكثر من عشرون عاماً بعد تمرد عام 1983م الذي قاده "القائد قرنق" مع غيره من أبناء الجنوب في الحركة الشعبية حتى تمت تسوية هذه المشكلة التي أرقت الشعب السوداني في شماله وجنوبه مما يعرف بإتفاقية السلام الشامل ثم أصبحت أساساً للدستور الانتقالي الحالي. - وقبل أن يسترد أهل السودان أنفاسهم وينعمون بالسلام أنفجرت قنبلة أخرى من غرب البلاد في دارفور التي بلغت أقصى مداها على النطاق الدولي بشكل دراماتيكي لم تبلغه مشكلة الجنوب نفسها وذلك في وقت وجيز وفتحت الباب واسعاً أمام التدخل الدولي تحت غطاء حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ومهدت لمحاكمة أبناء السودان أمام المحاكم الجنائية الدولية بل أدت إلى تدخل القوات الدولية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ولولا صمود شعب السودان وتمسكه بسيادته على أرضه أمام الدخلاء لتمكنوا بالتدخل فيه بوقتاً مبكر. - أما مشكلة شرق السودان فقد أختزلت في أتفاقية بين فصائل التمرد وحكومة السودان في شكلها الظاهر والخارجي بينما يعكس جوهرها وبندودها الفضفاضة التي يعتقد الكثير من أبناء الشرق بأنها مجرد تسوية للعلاقات بين أرتريا والسودان أكثر منها معالجتاً لمشكلة شرق السودان مما أفرع الاتفاقية من معناها الحقيقي الذي كان يتطلع إليه أهل الشرق في الداخل، حيث ظلوا يعملون مع القوى الوطنية لرفع المظالم التاريخية التي أصابتهم منذ عهد الاستعمار وافقدتهم من اللحاق بالركب إلى يومنا هذا ،،،،
|
|
|
|
|
|
|
|
|