لا أعلم لم كتب مأمون التلب ما كتبه عن تضامن المتضامنين مع حمور . لم أقرأ لمأمون كثيرا ، لكني تابعت كتاباته حينا من الدهر في منتدى سودانيات ، كنت ألمح في مأمون أديبا شابا يستمد نبض وطعم ورائحة كلماته من آمال وأحزان شعبه .. وكنت أرى فيه وارثا لكثير من الأدباء السودانيين الذين حملوا هموم الأمة وعبّروا عنها شعرا ونثرا وحملوا أفراح الشعب في تارات الفرح ، وتحملوا الأذى حين أتاهم في ليالي الظلم .. لا أطلب من مأمون عدم ممارسة النقد الأدبي ، ولو أنّ جهة ما طلبت منه ذلك فيجب علينا أن نتضامن مع مأمون . لكن أن يدين مأمون تضامن المتضامنين مع حمور فهذا عمل ليس في محله ولا يجب أن يصدر من أديب أو غير أديب. وأن يطالبنا مأمون بالفصل التام بين الأدب والسياسة ويعدّ السياسة ثورا هائجا في مستودع الأدب ، فهذا حديث لا يقول به إلا من أراد العيش في جزيرته الأدبية المعزولة . وأن يستعدينا مأمون على حمور بحجة أن الآخير ( ركيك ، يسعى إلى النجومية ) فإنا نعتبر هذا من باب تبخيس أشياء الناس . كثيرون هنا وهناك يعرفون حمور ، ويعرفون أنه متواضع ومجامل أكثر من اللازم . والسعي للنجومية حقّ مكفول ومطلوب ، لأنه سعي نحو تطوير الذات وتمليكها الأدوات الأفضل من أجل عطاء أفضل . والواقع والخيال لا ينفصلان ، إنما ينتجان بعضهما البعض . ولا يحق لمأمون أن يقول ( نحن في تخوم لا نتضامن .... بل )، فمأمون ليس ( نحن ) ، ونحن ( أقصد الآخرين من أهل تخوم ) لم يكلفوا مأمون للتحدث بإسمهم، وإلا فليقولوا لنا ذلك . ومن حقّ مأمون أن لا يتضامن مع حمور أو غيره ، فالمتضامنون سيعدّونه من المتخاذلين إن لم يعدّوه مع الفريق الآخر الذي تضرر منه حمور . ولا يحق لكائن من كان – مأمون أو غيره – أن يهدد حمور أو غيره من الأدباء - ركيكين كانوا أو مجوّدين- بالحيلولة بينهم والنجومية .. مأمون عد عن ما كتبت ، فإن قصدت أن تنبه أو تقوّم به أديبا ، أو تسهم به في دفع الكتابة الأدبية إلى الأمام ، فتأكد أن ما كتبته منفّر وغير مفيد البتة ، وذو أثر سلبي على مسيرة الأدب. وربما أنني أرى أنك تمارس ما رميت به حمور من سعي إلى النجومية ، لأنك تعلم وتتابع عبر المنابر حملة التضامن الكبرى التي دعمت حمور وساندته ضد الذين أرادوا له الصمت ، فأردت أن تدخل المعركة من مدخل آخر فتصبح طرفا فيها ، لينالك منها نصيب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة