|
Re: لقد مللنا يا هؤلاء ..! (Re: داليا حافظ)
|
http://www.almeghar.com
وسعوا خيالكم بالله ..!
الخيال جميل ومتنفس مريح ومنقذ ضروري من رداءة الواقع، خاصة إذا كان ذاك الواقع مثل الكابوس الذي يعيشه السودانيون الآن من ضنك وغلاء و(حراق روح)..، فقد بانت الحقيقة واضحة كعين الشمس إذ لم يعد هناك بد من الاعتراف بأن المكابرة التي اتبعها "المؤتمر الوطني" في سياسته، و(المكاواة) التي انتهجها في طريقة تعاطيه مع الحركة الشعبية واتفاق السلام الأمر الذي أفضى للانفصال، وبالتالي كل هذا التدهور الاقتصادي الذي أفرز تداعياته المهلكة على المواطنين، والتي لم ينكوي بنيرانها إلا هم!، فلا مجال للخيال سيدي الرئيس في تعاطيك مع ملف حساس مثل ملف جنوب السودان، وبالتالي ملف النفط، لا مكان لخيال لا يرى الأمر إلا من وجهة نظر أحادية ترى أن جنوب السودان (المنفصل) لا يمكن أن يتخذ قراراً خارج نطاق توقعاتكم!، وإن كان هذا هو خيال الحكومة فيما يلي التوقعات والإرهاصات السياسية فيما يتعلق بقضايا البلد المصيرية، فعليها التخلي عن موهبة لم تؤتَ لها!، وأن تفترض كل الافتراضات حتى التي لم تخطر على بال "الجن الأحمر"..، وإن كان ولابد من الخيال أتمنى من المحيطين اللصيقين الحريصين أن يساهموا في توسيع مدارك الحكومة الخيالية وتغذيتها بكل تطورات الوضع الراهن؛ حتى يمكنها أن تستوعب سيناريوهات كثيرة لم تتخيلها..!، وها هو الجنوب ينتحر فقط ليضركم ـ حسب تعبيركم ـ.. ولنسلم جدلاً أن الأمر كما تظنون.. وأن جنوب السودان (الدولة الجارة) قرر إيقاف تمرير النفط عن طريق أراضي السودان نكاية فيكم..!، فهذا ببساطة لا يعنينا. فالشعب البسيط لم يجلس يوماً على طاولة المفاوضات حتى يقال له "لم نتخيل!"، أنتم من جلستم وجلستم حتى ملت منكم الكراسي وتعب الكلام..!، وقد كانت النتيجة انفصال احتقان.. حرب.. إفلاس.. دولة على حافة الانهيار!.. لذلك، ولأن السودان زاخر بالعقول النيرة.. والقلوب الحارة و(حواء والدة والحمد الله)، وليس الأمر أبداً كما يُشاع ويتخوف منه البعض باعتبار أن لا يوجد بديل! فكثير من السودانيين من الكفاءة والمقدرة بما لا يخطر ببال بشر "يعدلوا المايلة"، ولكنهم فقط مغمورون، فقد ظل السطح ومن يطفون عليه حكرا على عشرين شخصاً أو يزيد قليلاً، لعقود وما يفعلونه أنهم فقط يقفزون من هذا المنصب لذاك! وإذا كان الشعب السوداني الأربعين مليون نسمة! ـ قبل انفصال الجنوب وبحسب آخر إحصائية ـ ليس فيه بدائل لهؤلاء، فعلينا كشعب أن ننتحر فوراً ونلحق بإخوتنا في الجنوب! وإن اختلفت الانتحارات!، وأخيراً ومن باب إحقاق الحق. فالملفات التي كانت بأيديكم كـ(مؤتمر وطني) طيلة فترة حكمكم مرهقة جداً، وبإمكانها أن تنحس خيال "ماركيز" ذات نفسه، وهي كافية لأن تستهلك كل ما يملكه الشخص من طاقة وحكمة، لذلك أنصحكم بإجازة طويلة واستجمام لطيف على شواطئ.. هاواي.. تايلاند.. ماليزيا.. أياً كان المكان الذي تفضلون و(أضربوا الهمبريب) وأهي فرصة توسعوا خيالكم.. وتخلونا نوسع على رقبتنا والباقي تيموا خيال..!
داليا حافظ
|
|
|
|
|
|