بعد إذنكم سأحكي لكم ما جرى لي وللوطن بين فندق الرتز ومستشفى حمد الطبية. كنت قد غادرت الخرطوم متوجهاً للدوحة وهي من أحب بقاع الأرض لي، ليس لأن لي فيها أصدقاء وأحباب وزملاء ورفاق فقط، ولكن هي بلاد وهبني الله محبة خاصة لأهلها وأرضها لعلها بعض من محبة الطيب صالح والصلحي وبابكر عيسى الذين غرسوا تلك المحبة الخاصة للقطريين في وجداننا. كان من المفروض أن أحضر لقاءً تفاكرياً حول الأزمة الوطنية دعا له المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بمبادرة جديرة بالاحترام من ثلاثة من أميز مثقفي السودان (النور حمد- عبدالله علي إبراهيم –عبد الله البشير). في ذات صباح يوم افتتاح اللقاء بفندق الرتز وجدت نفسي محشوراً بداخل إسعاف يقطع بي مسافة طويلة بين باحة الفندق ومستشفى حمد الطبي، مسافة أطول من تلك المسافة بين الحياة والموت. آلام فظيعة تعتصرني.. لابد أنها بداية لسكرات الانتقال لسفر بعيد... فكرت أن أطلب من د. ناهد محمد الحسن التي رافقتي، تلقيني الشهادة، غير أني لم أكن متيقناً من مدى شرعية تلقين المرأة الشهادة لصديق!!. خفت إن سألتها فتوى أن تشتبيك معي داخل الإسعاف. (جنّها حقوق مرأة). 3 في تلك اللحظات كان السيد عزمي بشارة المعروف رئيس المركز العربي للبحوث ودراسة السياسات يفتتح بكلمة قصيرة وأنيقة، اللقاء التفاكري لمجموعة من المفكرين والمثقفين السودانيين مرحباً بهم وبفكرة اللقاء معلناً استعداد المركز لمواصلة رعاية الحوار السوداني. ألقى عزمي كلمة بليغة وحصيفة حددت جوهر فكرة الملتقى بتوصيف دقيق لهوية المشاركين. (نحن لدينا مصلحة حقيقية لجمع هذا الكم من المفكرين والمثقفين للتداول.. وهم لم يجتمعوا كممثلين لأحزاب أو حركات، ولكن كمفكرين ومثقفين لهم قدرة على التفكير والتأمل دون الغرق في نرجسيات التفاصيل الصغيرة التي أودت بحركات سياسية كثيرة، ولكن الأمر المهم الثاني أنهم كذلك قريبون
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة