|
الراجحي: أردع نفسي عن الرفاهية بثوب عمره 30 عاما
|
ابناء سليمان عبدالعزيز الراجحي عبد الله الراجحي ( ابو سلطان ) خالد الراجحي ( ابو عبد الملك) احمد الراجحي ( ابو فهد ) علي الراجحي ( ابو يزيد) عملت معهم لفترة طويلة صراحة قمة في الادب والاخلاق والتواضع والرقي في التعامل . كان علي الراجحي صورة طبق الاصل من والده في التقشف . ومما خلد في ذاكرتي عند ذهابنا لتناول الغداء في مطعم يصر على طلب واحد فقط لنا نحن الاثنين قائلا اذا لم يكفي نطلب واحد ثاني . وايضا كثرا ما كان يحتج على مصاريف الشركة حتى في العلاج للموظفين وتغير الكرات للسيارات من المواقف الطريفة ان صادفته مشكلة في الحجز من جدة الى الرياض فذهب الى احد السودانيين والذي كان يعمل ببنك الراجحي فرع مطار الملك عبد العزيز عرفه بنفسه باعتبار ان البنك ملكهم وانه يرغب في حجز للرياض واذا كان بامكانه مساعدته عن طريق اي صديق له بالمطار فلم يبد الموظف اي هتمام واجابه ببرود والله ما في طريقه استغرب من ردة فعله وسالني هذا سوداني؟ اجبته نعم شكلا ومضمونا جك وفال لي ليش السودانيين باردين كده اجبته باننا لسنا كاي جنس آخر يجيد النفاق والتمثيل
وهذا لقاء مع والدهم سليمان عبد العزيز الراجحي عاد سليمان الراجحي فقيراً بمحض اختياره بعد أن أكمل عامه الثاني من غير مال ولا عقار ولا أسهم في كل ما يملكه.
سليمان الراجحي الذي استطاع أن يتخلص من المال عبر نافذتين لا يفعلهما الإنسان إلا بعد وفاته، وزع ثروته واستبقى جزءا منها وقفا والتي تعد من أكبر مشاريع الوقف في التاريخ الإسلامي، ورغم أن سليمان الراجحي تقلب بين الفقر والشقاء في بداية حياته ونعيم المال والثروة في وسط حياته إلا أنه فضل أن يعود كما كان سابقا.. فهو لا يزال يحافظ على ما كان يقوم به منذ زمن طويل: يبدأ يومه منذ دخول الفجر حتى صلاة العشاء لينتهي اليوم بنوم مبكر.
سليمان الراجحي نجح في جميع تجارته التي دخل بها: في العمل المصرفي حيث أسس أكبر بنك إسلامي في العالم ليكمل هذا النجاح في تأسيس أضخم مشروع دواجن في الشرق الأوسط، ويحيي تجربة الزراعة العضوية عبر الوطنية الزراعية، منطلقا لنشاط بحري عبر روبيان الليث مع جملة من الاستثمارات الدولية وتملك عدد كبير من المساحات العقارية والأنشطة المختلفة.
الراجحي لا يزال يقف على هذه الأعمال يوميا فيدير الوقف ويوجه ويشرف على جميع الأعمال المتعلقة به متنقلا في مختلف مناطق المملكة إضافة لما يقوم به من لقاءات يومية ونشاطات مختلفة بينما يحمل جدول مواعيد في جيبه يسجل مواعيده التي تمتد للعام القادم في دقة اعتاد عليها منذ بداياته. فإلى هذا الحوار:
شيخ سليمان هل عدت فقيرا كما كنت؟
نعم أنا لا أملك سوى ملابسي، فالثروة تم توزيعها ما بين وقف مشاريع خيرية والجزء الآخر للأبناء، وهذه الحالة ليست غريبة علي فقد وصلت لمرحلة الصفر مرتين في حياتي فهو شعور أعيشه وأعرفه، ولكن هذا الشعور اليوم تصاحبه سعادة وراحة نفس وطمأنينة، فمرحلة الصفر هذه المرة باختياري وبمحض إرادتي.
لماذا اخترت هذا الطريق؟
المال مال الله ونحن مؤتمنون عليه وحينما هداني الله لهذا العمل كانت هناك أسباب كثيرة دفعتني لتوزيع الثروة أهمها الحفاظ على تآلف الأبناء وحفظ ما بينهم من أخوّة وود، وهذا أهم من كل مال في الحياة، وكذلك حفظ وقت المحاكم لكل ما يمكن أن يحدث في حال تقسيم الإرث من خلافات ''لا قدر الله'' بين الورثة، وهناك أمثلة كثيرة شاهدها الجميع واختلف الأبناء على المال وضاعت الشركات وكذلك خسر الوطن شركات عملاقة وثروة من الممكن أن نحافظ عليها لو تم التعامل معها بطريقة صحيحة إلى جانب أن الإنسان يجب أن يعمل على وقف له ينميه ويعمل عليه ليكون عونا له في آخرته، كما أنني أفضل أن يعمل الأبناء على مالهم وينمونه، فلن أعمل طوال عمري على مالهم الذي هو حق لهم في الميراث جعلتهم يعملون عليه في حياتي.
|
|
|
|
|
|