|
طُرُق التحدي والإصرار على الموت ، والسواقين المارقين للربا والتلاف !
|
رحم الله كل من ضاعوا نتيجة للإهمال والتقصير والجهل وسؤ الإدارة وعدم الإكتراث بالحياة وبالناس ، وسؤ الخلق والأخلاق ، وعدم الإنضباط ، والتمادي في الغلط والرعونة والعشوائية !
سارتجل هذا الموضوع الهام إرتجالاً ، ونحن لازلنا في غمرة الأسى والحزن والشعور بالصدمة والذهول والحسرة على حميد ونادر خضر ، ومن كانوا معهم ، وعلى كل الصحايا والمصابين نتيجة لتلك الطرق الضيقة المخيفة ، وتلك الممارسات الهوجاء الرعناء ، لسائقين مستغرقين في غمرة جهلهم وعدم معرفتهم بابسط إجراءات الأمن والسلامة ، ومتصفين باللامبالاة وعدم التقيد بأخلاقيات وواجبات الطريق ،، والتحلي بالصبر وبمحاسن الصفات ونكران الذات وتقديم مصلحة الآخرين ، وإماطة الأذى عن الطريق !
والمصيبة الكبرى في تمادي المسؤولين في غيهم وعدم سعيهم الجاد لمعالجة مشكلة الطرقات السريعة ( شريان الحياة ) التي طال عليها الأمد منذ زمن بعيد ، ولم تتمكن الإدارات المتعاقبة المسلطة على رقاب العباد والبلاد ( دون جدوى ) في إيجاد الحلول الملائمة لإصلاح وتحسين وتوسيع وتحديث وتأمين الطرقات ، كما يحدث في سائر بلدان العالم !
وليس من المقبول ولا من المنطقي ولا المعقول في بلد شاسع وواسع ومكتنز الخيرات والثروات كالسودان ، أن يتحجج فيه المسؤولين دوماً بقلة الإمكانات وضعف الموارد ! ( تلك الشماعة الواهية المضحكة التي أصبحنا نعلق عليها كل مشاكلنا وكل نواحي القصور والعجز والفشل الزريع ! ) ....... وليس هناك أى مبرر للتحجج بنقص الإمكانيات والموارد في السودان ! ولكنه سؤ التوزيع والتكالب والإستحواز على مال الشعب العام ! إضافة إلى ( الأنا ) القاتلة ! وسؤ التخطيط وضعف التصور ، وعدم الكفاءة ، وعدم وجود الأشخاص المناسبين في الأمكنة المناسبة !
عاشرت لفترات طويلة من عمري ، سائقي المركبات في السودان ... وأعرف عن قرب كثير من ( السواقين ) وخاصة سائقي الشاحنات والبصات واللواري ... وأعرف تماماً أغلب أنماط سائقي السيارات في السودان وتصنيفاتهم وطريقة تفكيرهم ! وحتى سائقي السيارات الخفيفة في شوارع العاصمة والمدن السودانية ( وأظن أنه لا يخفى على أحد في السودان ! ) ... كما لا يخفى على أحد ، ما تجري الآن من ممارسات على متن المركبات المتحركة على أرض السودان ( وضيق الخلق والتجاوزات وعدم مراعاة الآخرين ، ومستوى التعامل مع السائقين والمارة ومرتادي الطريق ) ، وكل هذا نتيجة لضيق الطرقات والإكتظاظ الشديد ، وعدم تهيأة الطرقات بما يتناسب مع حجم مستخدمي الطريق ! ........ إضافة إلى إفتقار أغلب السائقين إلى الثقافة المناسبة والملائمة للإرتقاء بحركة السير وكيفية التصرف المتمدن ، وطريقة التعامل مع الآخرين .. وحقوق الشارع ،، والناس ،، والحق العام !
ونواصل هذا الطرح الهام ، ومقترحات الحلول بإذن الله .
رحم الله كل ضحايا الطرقات الذين رحلوا تقصيراً وهدراً !
وتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته وأبدلهم حياة خيراً من حياتهم .
|
|
|
|
|
|