|
محاية باخوس, سمك وفول
|
فى الحالات العادية , ترى ذلك المشوار بعيداً جداً ولكن اذا ما تعلق الامر بمحاية باخوس , تنهب الشارع نهباً بالطريق الشاقي الترام , عبر حفر دلوك ثم الحُفَر الاساسيه, حيث يستقبلك حسن , الكاهن الاكبر , هاشاً باشاً إذا ما كنت من رواد الكرمة المعبد و يقدم لك ( الضواقة) من المخصوص, فتتسرب الى داخلك أولاً ثم تسرى فى عروق وجدانك , فتنفرج الاسارير ويسيل اللعاب مدراراً وتبحث عن مكان لاخراج فائضه ثم تبدأ بتلاوة طلباتك من جنس المحاية بمقدارين أو ثلاثه, حسب وحده العيار المتفق عليها وبمقدار من ينتظرونها. وتبدأ التحضيرا بلمة عفوية مقصوده, عفويه لان الجميع يتظاهر بأنه حضر لبيت ناس فلان, او لمصطبة علان بالصدفة أما مقصوده لان هذه (الصدفه) توافق يوم محدد من الاسبوع ومكان وزمان محددين , مع بداية مواعيد ( الكاروشة), وطبعاً الفرض مفهموم. وهذه العاده عند أغلب الندماء السودانيين, بغض النظر , داخل السودان ام خارجه. يبدأ المشوار بأخذ ( الابريتص) من راس حمام الجيران المطل على الشارع وتتسلقة فروع البلاب التى بين فرقاتها مخابئ آمنه لكل الادوات وصغار العصافير. وغالباً ما يكون الحديث مع رفيق الطريق عن المستقبل القريب ماذا سيحدث ومن سيحضر واذا ما تم حجز الفول من بلة الفوال. ويدب فى جسك نشاط غريب ووتتلاشى الخطوات المتسكعة وتتحول للخطوه واحد وعشرين بوصة , ويبدأ نقاش طويل ينسيك طول الطريق وينزل الصمت الرهيب كلما اقتربت المسافة من صومعة باخوس , تطلق العنان بالتفكير فى نشوتها. يزيد الاحساس بالنشوة المرتقبة .أما إذا كان رفيقك من النوع ( الشوشاوة) , فإنه يظل صامتاً طوال الطريق , ثم يصير ثرثاراً فجأة, عندها تعرف بأنك أقتربت من الهدف ولا يصمت الا عندما يمسك بكباية القزاز ويجلس فى (طرف عنقريب) يشبه قطعة الباسطة , زمان طبعاً.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|