|
الوطنية الملاذ الاخير للاوغاد !
|
Quote: يموتون جوعاً في جنوب السودان
من سرق 12 مليار دولار؟ خلال السنوات السبع الأخيرة، سرق قادة جنوب السودان ما لا يقل عن 10 مليارات دولار من عائدات النفط التي تتقاسمها حكومة جوبا مع الخرطوم، وذلك من ضمن 12 إلى 17 مليار دولار تسلمها الجنوب في تلك الفترة. في بلد تعداد سكانه ثمانية ملايين، يموت فيه المئات يومياً من الجوع والمرض، فإن حصة كل سوداني في الجنوب، تتراوح ما بين 1500 و2000 دولار أميركي، فأين ذهبت المليارات العشر؟ إنها بالتحديد قد هُرّبت إلى حسابات قادة جنوب السودان في بنوك لندن، ولم تصل إلى الخزينة الرسمية للدولة. ماذا قدمت جوبا مقابل 12 مليار دولار وحصصها من عائدات النفط؟ في الأغلب، هناك غياب شبه تام للبنية التحتية، مدارس قليلة، وتسهيلات طبية أقل، فضلاً عن الملايين ممن يعانون من سوء التغذية والمرض. لا يستطيع قادة الجنوب الادّعاء أنهم أنفقوا هذه الأموال على التجهيزات العسكرية لأن لديهم القليل من الأسلحة الحديثة، بمعزل عن جميع ما قيل عن الأسلحة الإسرائيلية التي بيعت لهم. أما «جيش تحرير السودان»، فقد احتج عناصره لسنوات بسبب عدم قبض رواتبهم. إن «جيش التحرير» نفسه هو مجموعة ذات طابع إثني أو قبلي، في ظلّ غياب للقيادة المركزية، علماً أن الأقليات العرقية في «الجيش» تشكل ألوية منقسمة تتخذ من أراضيها القبليّة الخاصة مقراً لها. وعندما تتحول الصراعات حول الأرض أو الماء، فإن الميليشيات المحلية تطلب المساعدة من «الإخوة الكبار» في «جيش التحرير»، وحينها تتحول الصراعات المحليّة إلى حرب يقتتل فيها العسكر داخل الجيش. هناك شكوك حول ما إذا كان الرئيس سالفا كير يتحكم حالياً بقيادة قوات الجنوب المسلحة. وعليه، فإن الهجوم الأخير على هجليج ربما يكون قد بدأ بأوامر من القادة المحليين في «جيش التحرير»، وليس من الرئيس. ومنذ إقناع الجنوب بالتوقف عن إنتاج النفط في أواخر كانون الثاني العام 2012، استمرت الولايات المتحدة بالنكث بالوعود والابتزاز لكلا الطرفين، وفشلت في تقديم المساعدة التي وعدت بها جنوب السودان سراً، في حال نفذت خطة الولايات المتحدة بطرد الصين من الحقول النفطية وزعزعة حكومة الرئيس السوداني عمر البشير من خلال حرمانه من المصدر الرئيسي للدخل. وبعد ثلاثة أشهر من دون أي دخل نفطي، اضطر الرئيس سالفا كير للسفر إلى الصين بشكل طارئ في محاولة للحفاظ على حكومته، وعاد بوعد صيني بمساعدة قيمتها 8 مليارات دولار. والجيّد في هذا الإطار أنه تعلّم ألا يثق بالولايات المتحدة. واضح أن أميركا لها يد خفية في اندلاع الحرب بين طرفي السودان، كما انها على علم بسرقة المليارات، ولكن كما يقول المثل «الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد». فماذا سيكون الحلّ لإلهاء الناس عن الجوع والمرض والسرقات سوى الحرب الداخلية؟ الشيء الوحيد المؤكد هنا هو أن الجنوب لديه ما يكفي من الأوغاد، وأميركا لديها في جعبتها حيلٌ قذرة كثيرة لشعوب المنطقة.
توماس ماونتين، كاتب أميركي متخصص في الشؤون السودانية ترجمة: هيفاء زعيتر
|
عن السفير اللبنانية
|
|
|
|
|
|
|
|
|