تبادلت الخرطوم وجوبا أمس الأحد الاتهامات بشن هجمات جديدة على أراضي الدولتين، في الوقت الذي لم يبد فيه أي من الطرفين علامة على الرضوخ للضغوط العالمية من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال جنوب السودان إن القوات السودانية هاجمت قرى على عمق عشرة كيلومترات داخل أراضيه، وشنت غارات جوية على سلسلة من المناطق بينها ولاية الوحدة المنتجة للنفط. وقال ماك بول نائب مدير المخابرات العسكرية في جنوب السودان للصحفيين -في بلدة بنتيو الحدودية بجنوب السودان- إن دولة الجنوب تعزز قواتها لأنها ترى أن الجيش السوداني يعزز قواته أيضا.
وقد نفى السودان هذه الاتهامات وأكد أنه صد هجوما "ضخما" شنه مقاتلو الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال في ولاية جنوب كردفان على الجانب السوداني من الحدود.
دمار كبير وكانت الخرطوم قد أعلنت في وقت سابق أن منطقة هجليج النفطية بولاية جنوب كردفان تعرضت لدمار كبير أثناء سيطرة الجيش الشعبي عليها.
واعتبرت الدمار الذي ألحقه الجيش الشعبي بالمنطقة عملا تخريبيا يعاقب عليه القانون الدولي، مؤكدة أنها ستطالب بتعويضات عن هذه الخسائر.
وكانت الجزيرة قد حصلت على صور من هجليج تظهر حرائق ودمارا لحق بمستشفى المدينة والمنشآت النفطية، كما أظهرت الصور آثار المعارك وقتلى الجيش الشعبي في المدينة.
وقالت وزيرة الدولة بوزارة الإعلام السودانية سناء حمد إن الجيش الشعبي التابع لجنوب السودان فجّر المحطة الأولى لخط الأنابيب الناقل للنفط، مما أدى إلى إشعال الحرائق فيه.
في المقابل قال رياك مشار نائب رئيس جمهورية جنوب السودان إن قرار الانسحاب من هجليج غير مرحب به في أوساط الجنوبيين، مؤكدا أن بلاده غير قادرة على احتمال أي عقوبات من مجلس الأمن.
وأضاف مشار أن الجنوب بحاجة إلى حملة توعية دولية للتعريف بتبعية منطقة هجليج وغيرها لدولة جنوب السودان.
بدوره أكد المتحدث باسم الجيش الجنوبي العقيد فيليب أغوير تعرض قواته لقصف من القوات السودانية أول أمس السبت أثناء انسحابها من المنطقة، لكنه أكد في الوقت نفسه إتمام عمليات الانسحاب. لكن القوات السودانية تقول إن قوات الجيش الشعبي هُزمت وفرت من ميدان المعركة ولم تنسحب كما تدعي، مستدلة بالعدد الكبير للقتلى والأسرى
شروط للتفاوض في سياق متصل طرحت الخرطوم أربعة شروط لاستئناف المفاوضات مع دولة جنوب السودان عقب انتهاء معركة هجليج. وتصدرت قائمة الشروط مطالبة السودان لجارته بالاعتراف بالاتفاقيات الموقعة سابقا ومذكرة التفاهم في شأن الأمن، ومن بينها ميثاق عدم اعتداء وقعه رئيسا استخبارات البلدين في فبراير/شباط الماضي.
كما أكد السودان ضرورة اعتراف حكومة الجنوب بحدود ما قبل استقلال السودان عن الاستعمار البريطاني في يناير/كانون الثاني 1956، مشددا على ضرورة إنهاء الاعتداءات على أراضيه وانسحاب قوات الجنوب التي لا تزال على هذه الأراضي.
كم دعا جوبا إلى إيقاف دعم المتمردين الذين يقاتلون الدولة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى كفها عن دعم أو استقبال الفصائل المتمردة من إقليم دارفور.
وتزامنت الشروط السودانية مع دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى وقف القتال بين السودان وجنوب السودان، وبدء مفاوضات مباشرة بين قيادتي الدولتين لحل النزاع بينهما، ودعوته الخرطوم إلى وقف أعمالها العسكرية، ومطالبته جوبا بوقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل السودان.
وقال أوباما في رسالة فيديو على الإنترنت موجهة إلى شعبي البلدين "نعرف ما نحتاج إليه.. على حكومة السودان وقف أعمالها العسكرية بما في ذلك القصف الجوي، وكذلك على حكومة جنوب السودان وقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل السودان ووقف أعمالها العسكرية عبر الحدود".
يشار إلى أن حقل هجليج النفطي حيوي لاقتصاد السودان، فهو ينتج نصف إنتاج الدولة البالغ 115 ألف برميل يوميا. وقال مسؤول نفطي الأربعاء الماضي إن السودان خسر نحو أربعين ألف برميل يوميا من الإنتاج بسبب القتال الذي اندلع عقب سيطرة قوات الجنوب على المنطقة الأسبوع الماضي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة