|
Re: النمو الاجتماعي والعاطفي وعلاقته بالتعليم (ملخص) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
د. عبدالعزيز محمد الحسن :- سوف اتحدث بشكل عام لان المداخلات هى عبارة عن تفاكر اكثر من كونها اسئلة مُباشرة . هناك قصة عن سيدنا على بن ابى طالب , فى واحدة من المعارك عندما قام سقط واحد من الكفار على الارض واراد سيدنا على طعنه , فقام الكافر بالبصق على وجه سيدنا على الذى تردد بعد ذلك فى طعنه وقال انه خاف من ان يكون طعنه انتقاماً لنفسه لانه بصق فى وجهه , هذا نوع من انواع الذكاء العاطفى , واتفق ان اكثر الناس حوجة الان للذكاء العاطفى هم القضاة وافراد القوات النظامية والسياسيين على مستوى القيادة , حتى يتم التفريق بين الانتقام للنفس وبين ما يجب فعله على النحو الصحيح . اتفق ان هناك تغيرات كثيرة قد حدثت على مستوى الاسرة السودانية فى السنوات الاخيرة , وهذا التغيير حدث على مستوى العالم كله , وهناك كثير من العلماء الغربيين تحدثوا عن دور الام واهمية الامومة , وهناك كثير من الدول تمنح الام راتب كامل لمدة عام او عامين حتى تتفرغ لطفلها الوليد حيث ان غياب الام هو الاكثر حساسية للطفل فى سنواته الاولى . قمت قبل فترة بالمرور على بعض المدارس فى السودان وذلك من اجل اشاعة ثقافة الذكاء العاطفى , وعندما تقوم مدرسة بالموافقة يتم وضع برنامج مُحدد يحتاج فقط للتدريب , وانا الان اقوم بوضع برنامج مع استاذ سعودى فى المملكة واطلقت عليه اسم (تاج) وهو اختصار للتربية الايجابية ويقوم على التدريب المعلمين والمرشدين وادارة المدرسة , واى شخص او اى مدرسة فى السودان ترغب فى هذا البرنامج فانا على استعداد للتعاون . يجب علينا ان ننتبه ان هناك اشياء كثيرة وخطرة تتم فى الاجهزة الاعلامية وتقوم بالتأثير على النمو الاجتماعى والعاطفى , مثل ذلك الشخص والذى هو من منطقة الجزيرة ويقوم باطلاق النكات على اهل العوض فى هذه الاجهزة وتجد المسئولين والتربويين يضحكون لهذه النكات , فالذكاء العاطفى لا يحتاج للمدرسة فقط بل الى المنزل والى الاعلام , هى عملية متكاملة . هناك نقطة هامة فى تخصصى الاكاديمى , وهى اننا قد نجد شخص فى غاية الذكاء العاطفى والاجتماعى ولكنه يحمل قيم سالبة ضد المجتمع , فالذكاء العاطفى هو فهم لمشاعرى وكيفية ادارتها وفهم لعواطف الأخرين وادارتها بحيث يتم تحقيق نمو ومكاسب , وبالتالى تدخل القيم هنا , هل هى ايجابية أم سلبية بقدر ما انا سعيد بالانتقادات التى يتم توجيهها , بقدر ما انا حزين اننا نقوم بتزويد انفسنا بطاقة سلبية , نحن فى حاجة الى طاقة ايجابية اكثر , وانا اقوم بتدريب نفسى للبحث عن الايجابيات . نحن مُطالبين بان نقدم مادة تعليمية جذابة هذا أكيد , وعلينا فيما يتعلق بالنمو العاطفى ان نبدأ بانفسنا ونحن نستطيع ان نتحدث حتى الصباح عن السلبيات , هى ليست دعوة للتفاؤل السذاج بقدر ماهى دعوة لمزيج من الطاقة الايجابية على وزن ايقاد شمعة بدلاً من لعن الظلام , وهو المتاح لنا , وواحدة من مشكلاتنا الاستمتاع بسرد السلبيات . اتذكر فى طفولتى اننى كنت احرز مراكز متقدمة فى الترتيب المدرسى , واخى الاكبر منى كان يحرز مراكز متوسطة او متاخرة نوعاً ما , فى مشاجراتنا كنت اقول له (يا بليد) , والان عندما اتذكر هذا ابكى فهو الان اكثر ذكاء من الناحية العاطفية والاجتماعية واكثر نفعاً لمجتمعه منى , الذكاء العاطفى هو الشفافية مع الأخر وفهم هذا الأخر , علينا الاستفادة من افكار النمو العاطفى والاجتماعى وان نقوم بتوظيف انفسنا فى زيادة هذا النمو فى داخلنا بحيث نُصبح اكثر قدرة على الانتاج الايجابى اكثر من حساب السلبيات , وهذا هو التحدى الاكبر , وهذه الندوة من الممكن ان تكون بداية لنواة لعمل مُخطط ومدروس .
|
|
|
|
|
|