|
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)
|
جمالية رغبات تلك الأيام ومأزق التلقي في الراهن:
مجموعة القاص السوداني عمر الصايم:( العجكو* مرة أخرى) نموذجا
قراءة في البناء النصي والرؤية:
أحمد ضحية(**) مقدمة: تجربة القاص السودانيعمر محمد أحمد عمر"الصايم", تأخذ أقصى تجلياتها في نصوص مجموعة (العجكو مرة أخرى) التي صدرت مؤخرا عن منشورات نادي القصة السوداني, وذلك لتوفرها على تجربة معقدة تمتاز بتنوع تعدد حقول ومشارب المعرفة التي يتعاطى معها الصايم. (العجكو مرة أخرى)بإسلوبها البسيطغيرالمتكلف الذيينضحبالسخريةوالمرارةوالأسى,تتعدد فيها لغة السرد(الفصحى, الدارجة, الشعرية,إلخ), فتغتني بالأدوات الجمالية, التي تسعى للحفر عميقا في الطبقات القصوى للوعي الطلابي, وتشابكاته مع الهموم العامة للمجتمع. إذ تحفر في السياسي والفكري والثقافي, بإنزياحات تثتثير في القاريء, تأملات عميقة في الظواهر الإجتماعية والسياسية التي قامت المجموعة برصدها, في إطار القضية المركزية المطلوبة (العجكو), كتيمة محورية تم خلالها معمار أغلب نصوص المجموعة, التي توزعت حكاياتها الأساسية,بين طرفي الخط الفاصل لأول نص أستهلت به المجموعة -المتنحي- وآخر نص ختمت به -العجكو مرة أخرى-فهي كمجموعة ثورية في زمن تجهض فيه الثورات 1964, 1985 التي لا يبق منها سوى أصداء بعيدة متلاشية, يظل ثمة أثر تتركه خلفها, يتمثل في تلك الشحنة الملهمة, التي تنطوي على كمون الثورة, وديناميتها. فجهاز السلطة المصاب بالزهو الجماعي, والمسجون في الدائرة المتناقضة للشكوك واليقين الدينوي المتوهم, يلعب بأساليبه الإستبدادية دورا هاما في النصوص, التي عبر مقاومتها حصاراته, تتكشف عن رؤى غنية تزرع فينا ذلك النوع الغريب من القلق المضطرب.. المحمل بالأسئلة الحارقة و إنفعالاتها. نصوص المجموعة مادتها الأساسية مستلهمة من الواقع الطلابي, تلك المرحلة من العمر بميلها العفوي للحلم والبطولة, حيث الدروب إلى قلوب الحبيبات وأشباههن, غير محاصرة بمتاريس الحسابات العقلية, التي تأتي مع تقدم السن.فكل شيء وقتها يحدث بدافع من مثالية نقية.وكل شيء وقتها ممكن. القاص عمر الصايمكمناضلثوري, يبحثعنسلامهالنفسي – هذاالسلامالذيفشلتالآيديولوجيامنحهإياه,كمافشلتفيمنحهمنقبلللقاصالمبدعالإستثنائيأحمدأبوحازم "الجعلي أو حسين مردان السودان"- لربما هذا المفهوم الناتج عن قراءات لكليهما, هو ما يمنحنا الآن قدرة الإستبصار, في التفتيش في مبثوثاتهما (عمر والجعلي) النوستالجية, فيما تتكيء عليه البنية الباطنية لقصصهما القصيرة, لدى حديثنا عن الرؤية, والإحالة هنا إلىمفهوم ديستوفيسكي للذكريات في رائعته (الفقراء)بإعتبارها, أي الذكريات"سواء كانت حزينة أو فرحة سيان, فهي دائما مُرّة ",كمقترح نقدي يحكم رؤيا العالم في نصوص كليهما, وخصوصا مجموعة(العجكو.. مرة أخرى), بنصوصها الإحدى عشر الموسومة ب:(المتنحي, مسارانثالثهماالجنون,المحب سابقا.. الحر دوما, المسخ أو البروفيسور, خرائط الوحيد, سوما وصبوحة, أعرج المشرحة, ديالكتيك جلوس, سونغ يفضل السلامة, الظل وإقتسام الجسد, العجكو مرة أخرى). *
|
|
|
|
|
|