|
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية (Re: بدر الدين احمد موسى)
|
نواصل الحزب الشيوعى وقضايا (9/1) تلك هى القصة الكاملة ، بقدر ما أسعفت الذاكرة والمصادر ، لتطور (الفكر الديموقراطى) لدى الحزب الشيوعى (السودانى). وهذه هى حقيقة المنهجية المنفتحة التى عالج بها هذا الحزب مداخله إلى (الليبرالية السياسية) ، بجوهرها الأساسى القائم فى (الحريات والحقوق) ، بصرف النظر عن أى (دوغمائية) يمكن أن تؤسس لتعاملات مغايرة مع (النصوص) النظرية المحددة بشأنها ، وبغض الطرف عن الأثر الضاغط على حركة اليسار وحركة التحرر الوطنى العالمية من جهة النموذج الاشتراكى ، الذى كان سائداً وقتها ، فكرياً وعملياً ، وبالأخص التجربتين السوفيتية والصينية ، وبرغم كل خروقات القوى التقليدية لهذه الديموقراطية ، تحت النفوذ المباشر للقطاع التقليدى على الاقتصاد والفكر والسياسة ، الأمر الذى لم يكن من النادر أن تعرض الحزب بسببه للمخاطر و(لسداد الفواتير) بالكامل ، بل ودفع به ، فى فترات مختلفة من تاريخه ، لاتخاذ مواقف خاطئة تماماً ، لم يستنكف من نقدها لاحقاً ، فى أكثر من مناسبة ، وبقدر لائق من الاستقامة والوضوح والابتعاد عن المكابرة. ونختار كنموذج لذلك المجتزأ المطوَّل التالى من الشهادة العفوية المباشرة التى أدلى بها التجانى الطيب ، أحد مؤسسى الحزب الأوائل وسكرتير لجنته المركزية ، فى ندوة "تقييم التجارب الديموقراطية فى السودان" ، التى نظمها بالقاهرة "مركز الدراسات السودانية" بالتعاون مع "مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام" ، خلال الفترة من 4 ـ 6 يوليو 1993م ، يقول التجانى: ".. إذا كان إحنا ما أخطأنا خلال الأربعين سنة الماضية فما الذى وصَّلنا إلى الحالة الموجودين فيها .. نحن وقعنا فى أخطاء كبيرة و .. مؤثرة جداً على مسيرتنا و .. أثرت على مسيرة البلد: الخطأ الأول: كان فى إتفاقية فبراير 53 واللى كانت إنجاز كبير جداً للشعب السودانى ، ولكن ، لأننا كنا متأثرين بأن الاستقلال والحرية فى مثل الظروف التى قامت فيها الثورة الصينية و .. الأندونيسية والخ ، كنا بنعتقد أنه ما ممكن نيل الاستقلال والحرية السياسية إلا عن طريق الثورة المسلحة ، ولكن .. تمت بدون (ذلك) .. بنضال الشعب .. وهذا ما غفلنا عنه. نحن ما قدَّرنا أن نضال الشعب .. وصل إلى حقيقة الاستقلال .. بدون الثورة الثورة المسلحة. الخطأ كان .. لأن إحنا كنا عايزين حاجة أحسن .. وفعلاً تبين فيما بعد أن في عيوب كبيرة جداً فى إتفاقية فبراير .. كنا بنأمل أن يكون الوضع بتاع الاتفاقية أحسن من ده. الخطأ الثانى: هو إننا دخلنا المجلس المركزى فى عهد عبود ، وكانت النظرية اللى عندنا أنه أى مقاطعة لمؤسسات استعمارية ، زى مثلاً الجمعية التشريعية ، تكون بحركات جماهيرية واسعة جداً تؤدى إلى قتل التنظيم المعين بتاع المؤسسة المعينة .. فنحن اتفقنا إننا لازم ندخل ونحاول أن نستغل المعارك الانتخابية عشان نفضح النظام أكثر .. فى ناس بيقولوا إن هذا تعاون مع النظام ، لكن نحن أول ناس أعتقلنا ، أول ناس نفينا خارج العاصمة .. وآخر مسجونين طلعوا من السجن فى ثورة أكتوبر .. يعنى .. حتى مع المجلس المركزى .. برضه الشيوعيين .. داخل السجن .. وهم آخر ناس خرجوا. الخطأ الثالث: .. فى الموقف من الديموقراطية فى إنقلاب نميرى .. نحن ما اشتركنا فيه .. ولم ندبر هذا الانقلاب ، ولكن .. أيدناه بطريقة مشروطة. وأنا أعتقد أنه من الناحية السودانية إذا كان الأحزاب والأخوان المسلمين قاعدين فوقنا خانقيننا وجا واحد قال نفك الخنق ده نقول ليهو لا ؟ يعنى حكاية مش معقولة. إحنا أيدنا ولكن .. بشرط .. نحتفظ بحقنا كحزب .. لكن فى الناحية دى أنا ما بعتبر إنه .. كان عندنا أى نوع من الخطأ إذا .. نظرنا إلى أى إنقلابات تانية. لكن بالنسبة لقضية الديموقراطية فى هذا النظام نحن ما كنا مع القاعدة بتاعتنا للدفاع عن الديموقراطية ، وحصلت انتهاكات للحقوق الديموقراطية نحن سكتنا عنها لأنها كانت موجهة ضد الآخرين ، وكان يجب علينا أن نعرف إن الديموقراطية لا تتجزأ. الخطأ الرابع: كان فى يوم 19 يوليو ، وهذا الخطأ سواء نحن عايزينه ولا مش عايزينه نحن كحزب .. ما أخذنا قرار بتنظيم 19 يوليو ، لكن 19 يوليو قاموا بيها شيوعيين وديموقراطيين .. وإحنا أيدنا هذا الانقلاب .. من الفكرة بتاعت إنه سيبدأ تصحيح للنظام القائم .. لكن من الخطأ نحن تعلمنا يمكن آخر تجربة وآخر درس لنا ، نحن ضد الانقلابات .. على طول الخط ، ضد التكتيكات الانقلابية على طول الخط ، و .. مع الديموقراطية على طول الخط .. هذا بيتمشى مع موقفنا من الديموقراطية باستمرار ، يعنى إحنا ناضلنا نضال شديد جداً من العهد الاستعمارى ، وفى الظروف الديموقراطية ناضلنا لانتزاع حق النقابات ولانتزاع الديموقراطية" (الديموقراطية فى السودان ، ص 451 ـ 453).
(9/2) ويخطئ كثيراً من يتصور إمكانية النظر للحزب الشيوعى السودانى ككائن أسطورى خارج الزمان والمكان المحددين ، خارج أشراط سيرورته التاريخية ، فى حين أنه رابطة اختيارية بين مناضلين فى سبيل أهداف ومبادئ محددة. إنه كائن حى ، ينمو ويتطور بأشراط النمو والتطور التى يخضع لها كل كائن حى ، ولذلك فهو عرضة لارتكاب الأخطاء ، أحياناً ، بقدر ما قد يحالفه الصواب ، فى أحيان أخرى. بل قد يرى البعض أن معظم فكـر الحزب خطأ ، ومعظم سياساته خطأ ، ومعظم أقواله خطأ ، ومعظم أفعاله خطأ ، وقد يرى آخرون غير ذلك. وكل هذا جائز ومقبول ، شريطة أن يتأسس على حقائق التاريخ ، لا على الأساطير الفولكلورية المتداولة. إن كل نقد يوجه إلى الحزب ، بل وإلى أى من أطراف الحركة السياسية فى بلادنا ، هو ضرورى ومطلوب لتطوير هذه الحركة فى الاتجاه الصحيح ، ومن أجل مستقبل أفضل لها ، ولبلادنا ، ولشعبنا. ولكن من اللائق ، بل من الواجب ، فى رأينا المتواضع ، على كل من أراد أن ينتقد أو يأخذ أى من هذه الأطراف عموماً ، والشيوعيين (السودانيين) خصوصاً ، بأى عمل أو قول ، أن يفعل ذلك على بينة موضوعية ، لا على تصوُّرات ذاتية ، أو أوهام معزولة عن حقائق الواقع الفكرى أو السياسى.
(9/3) وينطبق ذلك على السؤال موضوع هذا المبحث تحديداً. ذلك أن إدراك الحقائق الباردة كفيل ، يقيناً ، بأن يراكم ذخيرة معرفية لا غنى عنها لمن يريد لتحليلاته أن تبلغ ساحلاً هادئاً من الاستنتاجات الموضوعية الأشبه بالحق ، والأقرب إلى الصواب ، فيما يتصل بجملة قضايا تحيط بموقف الحزب من الديموقراطية الليبرالية ، ومواقف القوى السياسية الأخرى منها ومن الحزب. وهى قضايا مرشحة لأن تبرز ، خلال الفترة القادمة من حياتنا السياسية ، لتثير قدراً إستثنائياً من الاهتمام والجدل فى ضوء ما سيتمخض عنه الحراك السياسى الجارى فى الوقت الراهـن داخل (الإنقاذ) ، من جهة ، وداخل المعارضة ، من الجهة الأخرى ، وما يتمدد بينهما ، من الجهة الثالثة ، من مساحات تتحرك فيها الأجندة الأجنبية ، والأطماع الأجنبية ، والتدخلات الأجنبية.
(9/4) ولا نضع النقطة فى نهاية السطر قبل أن نؤكد على أحد أهم الدروس التى نستخلصها من هذا المبحث ، وهو استحالة استشراف أى مخرج من مأزقنا الوطنى الراهن مع عزل أو إقصاء أى طرف من أطراف العملية السياسية ، مهما (دقَّ) حجمه بمعايير (التمدد الأفقى) ، أو (صغر) فى عين (الكبار) تحت أوهام (التركيبة الأساسية) و(الأحزاب الرئيسة) .. الخ. فسواء كان ذلك برغبة ذاتية أم بضغط خارجى ، فإنه لن يعدو كونه ضرباً من (البربرية) الفكرية والسياسية التى خبرتها بلادنا بما فيه الكفاية ، وينبغى الكف عنها فوراً ، لأنها كبَّدت الجميع ، حتى الآن ، أبهظ الأثمان وأفدح الأضرار ، ولأنها مؤسسة ، فى جوهرها ، على علاقة سلبية مع التاريخ ، ولأن التجارب السابقة أثبتت أنها لا تحل الأزمـة ، بل ، على العكس ، تعيد إنتاجها ، ولأن من يجرب المجرب تحيق به الندامة!
وتطور الديمقراطية
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | الامين موسى البشاري | 03-30-12, 10:11 PM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | الامين موسى البشاري | 03-30-12, 10:13 PM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | محمد البشرى الخضر | 03-30-12, 10:37 PM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | معاوية عبيد الصائم | 03-30-12, 10:43 PM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | بدر الدين احمد موسى | 03-30-12, 11:02 PM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | الامين موسى البشاري | 03-30-12, 11:44 PM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | الامين موسى البشاري | 03-30-12, 11:36 PM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | الامين موسى البشاري | 03-30-12, 11:34 PM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | أمير عثمان | 03-30-12, 11:56 PM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | د.نجاة محمود | 03-31-12, 02:55 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | تبارك شيخ الدين جبريل | 03-31-12, 03:09 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | رؤوف جميل | 03-31-12, 03:28 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | رؤوف جميل | 03-31-12, 03:34 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | رؤوف جميل | 03-31-12, 03:40 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | رؤوف جميل | 03-31-12, 03:54 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | رؤوف جميل | 03-31-12, 04:09 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | رؤوف جميل | 03-31-12, 04:13 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | رؤوف جميل | 03-31-12, 04:18 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | رؤوف جميل | 03-31-12, 04:26 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | تبارك شيخ الدين جبريل | 03-31-12, 03:39 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | بدر الدين احمد موسى | 03-31-12, 04:10 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | رؤوف جميل | 03-31-12, 04:32 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | رؤوف جميل | 03-31-12, 04:40 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | رؤوف جميل | 03-31-12, 04:52 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | نادر | 03-31-12, 07:17 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | الامين موسى البشاري | 04-01-12, 10:07 PM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | الامين موسى البشاري | 04-01-12, 09:51 PM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | الامين موسى البشاري | 04-01-12, 09:15 PM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | الامين موسى البشاري | 03-31-12, 07:23 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | تبارك شيخ الدين جبريل | 03-31-12, 07:57 AM |
Re: لماذا يكره الشيوعيين الانظمة الشمولية | الامين موسى البشاري | 03-31-12, 08:12 AM |
|
|
|