|
درس الفيتوري ..... مغاربة في حضرة من أهوى
|
قام مجموعة من الصحفيين والأدباء المغاربة بزيارة للشاعر محمد الفيتوري في مقر اقامته بالرباط فكتب الصحافي { عبدالكريم معاش } مقالا عن هذه الزيارة نشره اخيرا في صحيفة المساء المغربية والمقال وجهة نظر مغربية في حق الشاعر الكبير درس الفيتوري ======= عبدالكريم معاش ======= في العالم ثلاثة شعراء كبار صاغوا لأفريقيا هويتها الثقافية وفسروها بالشعر في السنغال كان هناك ليبولد سيدار سنغور , وفي السودان كان هناك محمد الفيتوري ، وفي جزر الأنتيل إميل سيزار . لامشاحة اذن , في الدور الريادي الذي جعل من من مفهوم الزنوجية وعاءا تقافيا تندغم فيه صيرورة الوجود الأفريقي , بكل التباساته وغناه التراثي , الزاخر برؤية للإنسان والكون والمصير . زرت الفيتوري في بيته , المطل على بحر الهرهورة,كان برفقتي الصديق عبدالرحمن بنبيكة والمقاوم محمد الكوس والمصور الرائع مولاي ادريس حطابي ,,, قبلها كان رصيد الفيتوري قد تأسس في ذهني كأيقونة طافحة بالصدق والتمرد , يساريا , متميزا تلتهب قصائده بجمر الرفض والإضطرام الزاخم في حضرة طقوس ثورة أفريقية تستنهض كل معاني الأباء استقبلنا الفيتوري , الذي كان قابعا في غرفة قلبي , بجسد واهن ، كالطفل الصغير الذي يتعلم الحبو خطى متباطئة وعين يفيض منها عسل البراءة والصدق السوداني الشهير كان هذا مفتاح الايقونة التي تتحرك امامي ، وكنت أقرؤها بكل سرور منذ خمس سنوات والشاعر العربي الكبير محمد الفيتوري يعيش حالة نفسية أردته مهاوي الغياب لايريد ان يتكلم ,,,بينما خاطره الثر يغتلي بجياش العواطف النبيلة تحاشى الثناء على عبقريته الشعرية بكل أباء وتواضع والتزم الصمت ومراقبتنا بعينيه الكبيرتين ، مثل قمر على بحر النيل { هو هكذا } علقت حرمه , يراقب العالم ولايقول شيئا يغور الشاعر عميقا في عزلة وجودية ، انشرخ في ذهنه الرابط الخفي بين المفردة المناسبة والشئ المناسب بدأت اللغة , اذن , كمؤشر على يقظة الوعي , تشيح بقدرتها التواصلية في ذهن هذا الشاعر الكبير ، وغدا الأمر عنده اشبه بحالة احتباس في قارة منغلقة يؤسسها بما يجيش في الصدر والذي يجري في عقل الفيتوري اين الفيتوري من الشعر واين الشعر من الفيتوري ؟ حكت لنا حرمه انه في حالة استعادة نمطه التفكيري العادي بعد ان ينتج قصيدة ما ، يسارع الى تمزيقها لأنه لم ترق لسليقته الشعرية المميزة مااشبه الفيتوري بشعره : سلوكا ورؤية ، ظل ينافح عن انسنيته الأفريقية طيلة خمسين عاما . منذ تخرجه من الأزهر طالبا بعمامة ، ثم نزاعه الشهير مع الكولونيل جعفر نميري إثر كتابة قصيدته الشهيرة { يدي على قلبي } الشئ الذي جعله يجرده من جنسيته السودانية بقرار اداري بارد ماذا يبقى من الشاعر ؟ طبعا لم يلق الفيتوري قصيدة مدح تكسبي في حضرة زعيم او ملك كان العاهل الوحيد الذي تنمى ان يمدحه هو محمد الخامس رحمه الله لعله بتلك الجبلة والذائقة الشعرية رأى فيه الملهم الذي صاغ مع شعبه اسطورة التحرير ضاعت فرصة ثمينة لكي يستعيد ذكرياته في اعترافات او مذكرات يروي فيها بصدقه المعهود ماحدث قعلا في العالم العربي من احداث وسمت تاريخه الحديث أخيرا , عادت الهوية لصاحبها , قسرا على جبار السودان السابق من يتذكر النميري الآن ؟ لكن الفيتوري سيظل ايقونة في الشعر العربي يمثل السمو الذي أهله لأن يكون رفقة شعراء جائزة { كفافيس } الشعرية المميزة .
(عدل بواسطة omer abdelsalam on 06-16-2012, 05:37 PM)
|
|
|
|
|
|