|
نحن و طلاب دارفور في الهند (على أيامنا)
|
قبل أن تسوء الاحوال كنا هناك نحلم بالمستقبل ، نأكل معاً وننام ونصحو على نفس دقات المنبه الموروث ممن مروا قبلنا على تلك الجامعة ونذاكر في جماعة واحدة فيها أبناء الجزيرة والخرطوم ودارفور وبورتسودان والابيض والدلنج..
كنا نتبادل نفس القمصان المتكررة وحتى الأحذية وفي بعض الأحيان نتبادل حتى الخطابات العزيزة المملوءة بالحنين القادمة من ذلك البلد الحبيب ووقتها لم يكن لرسائل الـموبايل مكان حتى في خيالنا المحدود
كانوا الأميز بيننا وهذه معلومة للجميع فهم الأكثر جدية في تناول أمر الدراسة والأكثر أناقة في كل الأوقات والأكثر إلتزاماً بيننا خلقاً وتديناً.
كنت الأحظ مدى حرصهم على ألا نحتاج أو تنقطع إمداداتنا الغذائية اليومية و الاحظ حسن تدبيرهم فيقول لي عقلي الذي صدقني أنهم قد حملوا المسئولية في سن مبكرة.
لا أذكر اننا تناقشنا قط في قضايا مثل التي تدور اليوم ولعل اليوم هناك ضرورة للنقاش لكني لا اتذكر وقتها أني أحسست بأنهم بعيدين عني ولا عن ثقافتي التي قد يكون مصدرها مدينة إنصهرت فيها كل ثقافات السودان وأعني أمدرمان ولم يحسسني أحدهم حتى في لحظات إنفعالنا وخلافاتنا الفكرية التي قد تشتد في بعض الاحيان باننا كائنان مختلفان كما أحس اليوم من الرسائل التي يوجهها البعض من ينسب لدارفور او من يسمون أنفسهم (هامش) فيرد عليها ممن سماهم البعض (جلابة) باقبح منها.
الا ليت الزمان يعود يوم
ملحوظة:
هذه مجرد خاطرة صادقة وذكرى فيها عبرة من شخص أحب عيال دارفور الأذكياء الأزكياء وسيظل.
|
|
|
|
|
|