كتاب (السودان جنوب السودان ودارفور) عرض السفير عبد الله الأزرق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 02:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-05-2012, 04:09 PM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كتاب (السودان جنوب السودان ودارفور) عرض السفير عبد الله الأزرق

    Quote: لن يكون مدخلي لكتاب أندرو ناتسيوس ANDREW S. NASTSIOS الذى صدر قبل بضعة أسابيع وأكملت قراءته بالأمس, أقول لن يكون مدخلي – للأسف – مدخلاً لطيفاً ، إذ سأبدأ بالمضحكات المبكيات مما يثير الأسى على شعب جنوب السودان الذى وعد بالفردوس الأعلى بعد الانفصال.
    يقول ناتسيوس في كتابه المسمى (السودان جنوب السودان ودارفور) إن وزير مالية الحركة الشعبية اختلس مليارين ونصف المليار من الدولارات , ووزير مالية آخر اختلس خمسمائة مليون دولار فقط. ويقول ناتسيوس إن كشوفات المرتبات بالجنوب تتضمن بقراً. نعم والله بقر!! ولأن للبقرة اسم بالجنوب عمد المتنفذون في الجنوب الآن لإدخال أبقارهم كشوفات المرتبات, مثلما أدخلوا آلاف الأسماء الوهمية من موظفين لا وجود لهم Ghost employees في تلك الكشوفات.
    كشف المستور
    وأماط ناتسيوس اللثام – للغربيين لا نحن – عن فساد وزراء الحركة الذين حولوا أموال الدولة لأرصدتهم الخاصة وأولئك الذين أكلوا أموال خصصت لمشتريات الدولة, مثلما قال إن سلفاكير يتسامح مع كل هذا الفساد (صفحة 178).
    المعهد الألماني للدراسات العالمية والأمنية في دراسة عن الجنوب نشرت أخيراً قال إن الجنوب سيظل دولة ضعيفة وأن بناء خدمة مدنية سيأخذ عشرات السنين وتحدث عن فساد مستشرٍ خاصة وسط قادة الجيش والحركة الشعبية وانعدام للخدمات كافة وانعدام للبنى التحتية ؟ ومراكز قوى – تحتكر القوة– وتتصارع وقبائل تقتتل ورئيس لا يملك سلطاناً على جيشه.
    البنك الدولي قال – الشهر الماضي – إن الجنوب سينهار اقتصاده الشهر القادم أو ديسمبر القادم إذا رحمته المقادير.
    ورغم كل هذا يقول ناتسيوس إن اقتصاد الجنوب يزدهر ويجتهد الرجل ليرسم صورة زاهية وردية عن الجنوب ليقول إن ما يؤهله لهذا الازدهار أنه متوحد في عدائه للسودان (صفحة 218) وما أقبحها من أهلية.
    أما حين يتناول الكاتب السودان فلا يدع بلية أو رزية أو سوء إلا ونعته به, فهو موطن العرب الخبثاء المتغطرسين المتعالين عرقياً supremacist وأنهم تجار رقيق قتلة, يضطهدون الأعراق الأفريقية ويستغلونها وأنهم مردوا على ذلك منذ العهد التركي. احتكروا السلطة وانفردوا بالاستمتاع بالثروة وحرموا منها القبائل الأفريقية وضيقوا عليها لتظل ترزح في نير الفقر والجهل (والتهميش), وما أنكرها من عبارة هذه الأخيرة , خاصة وأنها كانت مدار حديثه ونقطته المحورية.
    لقد أقبلت على كتاب ناتسيوس بحماس وانفتاح, ممنياً نفسي باطلاع يجعله ممتعاً عمق البحث الأكاديمي وثراء التجربة, فانقلبت حسيراً كاسف البال لضحالة التجربة وتزاحم الأضداد وفيوضات التناقض وشدة الافتراء, بل – واسمحوا لي – والكذب البواح. وسنبين كل ذلك بالشواهد الدامغات.
    مزاعم بايرة
    سال قلم الرجل بالكراهية للعرب لأنه اقتات تماماً على ( الكتاب الأسود ) الذي ألفه المرحوم خليل إبراهيم بإشراف علي الحاج, وكرر نفس المزاعم البائرات وقال بالحرف إنه أعجب به Fascinated . كما اعتمد على كل ما تقوله الحركة الشعبية وتفيض فيه من دعايتها المغرضة ضد العرب والمسلمين. وجمع ما يقوله الحزب الشيوعي السوداني الكاره للثقافة العربية الإسلامية الساعي لاجتثاثها!. هذا مثلما قيد ناتسويوس فى كتابه كل مبالغات المنظمات الصهيونية ضد السودان, والكتاب والصحفيين من أنصار (المسيحيين الصهاينة) Christian Zionists من أمثال نيكولا كرستوف وأيرك ريفز وجون برندر قاست رئيس Enough. ولا عجب فقد وظف ناتسيوس في متحف الهولوكوست (المحرقة اليهودية) ولأنه ضعيف وصاحب هوى يفتقر إلى المبادئ لا يعبأ بأخلاق – كما سنثبت حتى لا نتهم بإلقاء القول على عواهنه – فقد سطر ما أمر بتحبيره.
    نقول هذا وبين أيدينا ما أورده ألكس ديفال وجولي فلنت في كتابهما عن دارفور (صفحة 180) والذى يفيد أن تحالف دارفورDARFUR COALITIONSaveكونته منظمتان صهيونيتان هما متحف المحرقة الأمريكي ومنظمة الخدمات اليهودية العالمية.
    أنا لم أقل إن ناتسيوس وظف في متحف الهولوكوست على سبيل المجاز, إذ بالفعل هو موظف في هذه المؤسسة الصهيونية, وسبق أن طلب أن يزور السودان برفقة زملائه فيها. ومتحف الهوليكوست أقام قسماً مزعوماً عن ((الإبادة)) في دارفور, ليصرف الأنظار عن الذى يجري في فلسطين وعن مجازر غزة وليقول إن العرب والمسلمين هم القتلة سفاكو الدماء وليس الصهاينة في فلسطين.
    أما نعتنا إياه بأنه لا يعبأ بالأخلاق وأن الحقيقة لا تعنيه، بقدر حرصه أن يرضي ولاة نعمته فهو اعترافه في صفحة 155 أنه قال في جلسة استماع له بالكنجرس (وكان وقتها مبعوثاً للسودان) بداية 2007 أن ما وقع بدارفور إبادة Genocide لأن السنتور روبرت منينديز Robert Menendes قد (زرزره ) ست مرات أن يؤيد ادعاء السنتور أن إبادة تجري وقتها في دارفور في حين أن الحقيقة غير ذلك He demanded six times that I) corroborate his assertion that genocide was going on when ,in fact, it was not)
    قال ناتسيوس إنه خشي أن يغضب عليه بوش (هكذا) إن لم يقل ذلك، مثلما خشي من الغضبة النارية Firestorm (هكذا ) التي ستشعلها الحقيقة من قبل مجموعات الضغط مثل " تحالف إنقاذ دارفور" الصهيوني, ومنظمات أيجز ترست ووديشنق بيس وما إليها .
    اعتراف إكراه
    لا يهم ناتسيوس أن يرمي السودان بفرية الإبادة غير عابئ بما ستجره – وجرته – من ويلات يعاني منها شعب بأكمله. ومما يجدر ذكره هنا أن هذا الاعتراف إنما اضطر له الرجل اضطراراً فقد سبقت له إفادات قبل جلسة الاستماع ينفي فيها وقوع الإبادة بدارفور، وما فعله في كتابه هنا ليس رجوعاً للحق وإنما سعياً ليواري سوأته وعجزه. وحقيقة - ورغم هذا الاعتراف الذي تعوزه الشجاعة - إلا أن ما أورده عن السودانيين أقبح من الاتهام بالإبادة نفسها, لأن الرجل تأصل فيه الضعف فلم يعد يصلح إلا بوقاً لسيده. وأذكر هنا أن أحد كبار المسؤولين الذين تعاملوا معه لخص لي شخصيته بأنه Fragile أي (( هش )) ضعيف, وتناقضاته خير شاهد على هذه الهشاشة.
    وبعد أن جر علينا التباب والخراب ودمغنا بأقبح فرية يأتي في صفحة 154 ليقول (ليس لدينا دليل أن إفناء Extermination - هكذا مرة ثانية –القبائل الأفريقية ليس سياسة رسمية أو تعمداً حقيقياً من قبل الحكومة السودانية ) فانظر هذا التناقض, يريد أن ينفي الشيء ويثبته في نفس الوقت!!!
    ولأن الجبن يورد المهالك فقد اعترف ناتسيوس ( صفحة 216) بأنه أنفق ثلث وقته كمبعوث أمريكي للسودان – في هدوء على حد تعبيره – في تقوية الجيش الشعبي وتحديثه وربطه بالمؤسسة العسكرية الأمريكية، فمدته بالمعدات التقنية ودربته وبنت مؤسساته, وهو المبعوث لإرساء أسس السلام وتثبيت دعائمه بين الشمال والجنوب!!. أليس هذا رجل يفتقر لذرة من صدق وأمانة؟. كيف لنا أن نثق بعد الآن بهؤلاء المبعوثين الذين يجوسون خلال ديارنا يزعمون أنهم جاؤا للسلام والخير والأمان !!! ألم يؤكد ناتسيوس لكل متشكك أن هؤلاء المبعوثين ما هم إلا مجموعة مشبوهين على أقل تقدير. مثل هذا الرجل يجعل مهمتنا كدبلوماسيين سودانيين عسيرة ، إذ سنُتهم بعد الآن بأننا نمالئ المشبوهين لدى دفاعنا عنهم بل ربما نتهم أننا منهم!! فإماطته اللثام عن فعلته تقوي شوكة المتطرفين وتمدهم بالبراهين وتثبت شكوكهم .
    دعا ناتسيوس إلى تسليح الجنوب وتقويته عسكرياً ومنحه مضادات الطائرات بل والطائرات العسكرية لجعل ميزان القوى العسكرية يميل لصالحه، وهذا سيسر أولياء نعمته فى معهد الهولوكوست، لكنه أثار عليه العقلاء ودعاة السلام وكرس الظن أنه مستعد دوماً لخيانة أمانة ثقتنا، فامتيازات الوظيفة أولى لديه من سيل الدماء، وحفنة دولارات تأتي قبل دموع الثكالى والأرامل وإرضاء مجموعات الضغط أهم من ويلات ومعاناة السودانيين.
    خطورة كتاب ناتسيوس تنبع من أنه كان بالفعل مبعوثاً أمريكياً رسمياً للسودان، ومن ثم يعطي عمله هذا صدقية لما يهرف به وينظر لما يقول كشهادة لشخص يعرف البلاد ومسئوليها ونسيجها السياسي. هذا خاصة وأنه يستشهد بإفادات حصل عليها من رسميين وسياسيين سودانيين وبعض قادة الرأي، ويشير إلى تواريخها ومناسباتها. ثم يملأ كتابه بما أملاه عليه أو كتبه ذوو الأغراض والأهواء فيمضي هذا كأنه الحقيقة التى أوردها " العارف بالسودان " أندرو بن ناتسيوس نفعنا الله بعلمه.. آمين !!!.
    واسمحوا لي أن أورد بعض ما فاض به قلم الرجل من ختل صراح بثه فى ثنايا كتابه وسيحسبها الجاهل حقائق لا ترقى إليها الشكوك :-
    - قال إن البشير أمر بأن تراجع الحكومة خطب الجمعة وتوافق عليها قبل أن يلقيها أي إمام (صفحة 213)
    - إن علي كرتي – الذى وصمه بأنه منظم الجنجويد – حذر الجنوبيين أنهم إن صوتوا للانفصال فإن الدولة لن تعالجهم فى المستشفيات ولن يستطيعوا حتى أن يشتروا طعاماً (صفحة 213 ).
    - إن جهاز الأمن السوداني اشترى كميات ضخمة من المسدسات لتوزيعها على " العرب " لقتل مليونين ونصف جنوبي يعيشون فى الخرطوم ( ضفحة 183).
    - إن الحكومة السودانية هجّرت مليون ونصف المليون عربي من منطقة السهل الأفريقي (أفريقيا الغربية) لدارفور لزيادة عدد العرب فى دارفور وذلك فى العام 2007 !!! ( صفحة 120 ).
    - أورد – كأنها حقيقة – ما قاله قرنق له إن الجيش السوداني يستخدم غازات سامة ضد الجنوبيين عام 1994 ( ضفحة 113 ).
    - وآخر أمثله الافتراء التى يفيض بها كتابه أن أجداد الترابي من جهة أمه جاءوا من (فولاني) غرب أفريقيا. والأطرف ادعاؤه المعرفة فى قوله إن الترابى مولود بمدينة (هكذا) ود الترابي القريبة من كسلا (هكذا).

                  

06-05-2012, 04:14 PM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب (السودان جنوب السودان ودارفور) عرض السفير عبد الله الأزرق (Re: moaz elsir)

    Quote: بعض الناس يحسبون اكتمال آدميتهم حين يقولون للخواجة ما يحب أن يسمعه، وبعضهم يشعرون بزهو أن لديهم حظوة لدى الخواجة فيبوحون بمكنونات نفوسهم تقرباً وزلفى. إنه شيء من الضعف البشري الذي يعتري المغلوب فيدعه مولعاً بالاقتداء بالغالب- كما يعلمنا ابن خلدون- بل وأحياناً أن يتزيا بما لايحسن:
    وقد يتزيا بالهوى من ليس أهله ويستصحب الإنسان من لا يلائمه وقد وجدت أن الخواجات كثيراً ما يهتكون أسراراً ظن بعضنا أنهم أودعوها في قرار مكين!!
    أقول هذا وبين يدى ما كشفه ناتسيوس عن كل ما دار في جلساته مع هذا البعض صراحة أو في تلميح أقرب إلى التصريح. وبين يدي ما أعرب عنه من رأي في بعضهم. وهذا البعض ظل يظن ويوحي أنه إلى الخواجات من المقربين، فإذا بناتسيوس يقل عنه ما لم يقله مالك في المريسة.
    - قال عن عبد الواحد محمد نور إنه نصب نفسه زعيماً Self-declared Leader (صفحة 187) ووصفه بأنه مبهدل erratic، كما قال إن منظمة غربية (معلوماتنا أنها صهيونية) تسيطر عليه وأنها هي سبب عدم توقيعه على اتفاقية أبوجا فى 2006، بعد أن أعلن فى اليوم السابق أنه سيوقع على الوثيقة!! ووصفه بأنه صاحب خطاب ديماقوقي (أي غوغائي سوقي يتحدث أحاديث الدهماء)، وأنه ضلل النازحين إزاء الاتفاقية.
    - أفاد أن كلاً من مني مناوي وعبد الواحد محمد نور وخليل إبراهيم قاتلوا الثوار الليبيين مع القذافي وأن ثلاثتهم اندفعوا لإنقاذ القذافي خشية أن يؤدي سقوطه وهو الداعم الممول إلى تهاوي حركاتهم، مضيفاً أنها المرة الوحيدة التي يتوحد فيها الثلاثة (ص 192)، وأن القذافي منح خليل الكثير من المال والعتاد. موحياً أن حديث ثلاثتهم عن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية إنما محض هراء بعد نصرتهم لأكبر دكتاتور شهدته المنطقة خلال نصف قرن.
    - وفي موقع آخر وصف متمردي دارفور بأنهم قطاع طرق ونهابون وأنه ليس لديهم أجندة سياسية (188). وهذه الأخيرة سمعتها أنا من مسؤولين فى أكثر من بلد غربي. الغريب أن ناتسيوس نسي أنه استنكر وصفهم بقطاع طرق في صفحة 147. وليبين رأيه عن مجانبة متمردي دارفور صراط المعقولية أورد مزايدات عبد الواحد بأن يمنح كل نازح من دارفور عشرة آلاف يورو نقداً، وأن خليل يزايد عليه أكثر فطالب بعشرين ألف دولار للنازح بالإضافة إلى 20 مليار يورو لإعادة بناء دارفور، قائلاً إنه بغض النظر عن من يحكم الخرطوم – ليس هناك من يقبل بهذا.
    - فضح في صفحة 124 صلة متمردي دارفور بالقذافي إذ قال إن سبعين من رجال أمنه يعملون بينهم يوزعون المال ويهربون السلاح والمعدات.
    - وبشأن صلة حركة العدل والمساواة بالترابي قال إن المرحوم خليل إبراهيم كان يصف الترابي بأنه أبوه الروحي godfather وأنه ظل موالياً له (صفحة 134) وأورد حججه فى هذا الصدد، لكنه (شطح) حين ذكر حجة عنصرية إضافية تبرر قوة صلة الترابي وخليل إبراهيم ومن ثم متمردي العدل والمساواة.
    وعودة إلى أول قولي بضرورة الحرص في الحديث مع الخواجة توخياً للسترة وتجنباً لكشف الحال قال إنه فى أكتوبر 2007 حشد الجنوبيون جيشهم على طول حدودنا، وأن ذلك أثار الرعب في الخرطوم، وأن السيد الصادق المهدي كان قلقاً أن لا يفرق الجنوبيون حين يغزون الخرطوم بين "العرب" الذين يعادون المؤتمر الوطني ويرغبون في العودة للديمقراطية (هكذا) وأولئك الداعمين للبشير. وأن السيد الصادق – جراء هذا الخوف – أرسل له مبعوثاً خاصاً في واشنطن لينقل له هذا القلق!! (صفحة 183).
    في غمرة تحيزه واستعداده لترويج كل ما يسئ إلى السودان، ظل ناتسيوس يروج لكل شائعة ما دامت تحط من قدر من يراهم العرب الخبثاء. ومن بين ذلك قوله (صفحة 174) إن جهاز الأمن السوداني حاول اغتيال قرنق عدة مرات خلال اثنين وعشرين عاماً. وسآتي لدحض هذه الفرية في المقال الثالث.
    لاشك أن المتابعين من القراء الكرام يذكرون تلك الفضيحة المدوية التي أثارها الأمريكان لدى نشرهم أسماء من يتقاضون منهم أموالاً. وشملت تلك اللائحة مديرين لمراكز دراسات وصحفيين سودانيين. ولم يأخذ أحد أخذ هذه الأموال من الأمريكان مأخذاً بريئاً، فحتى العامة يعرفون أنه لدى الأمريكان there is no free lunch!! والشاهد أن الحذر واجب في الحديث مع الخواجة، وفي أخذ الأموال بالباطل أوجب إن صغرت النفس!!!
    الكتاب لا يخلو من معلومات جديدة مثيرة، وبعضها أكد شكوكاً وبعضها فسر مواقفاً وبعضها أضاء غامضاً.
    فمثلاً قال في (صفحة 181) إن الحركة الشعبية جندت بعض أبناء الرزيقات والمسيرية. وقال فى صفحة 172 إن يوغندا شاركت في قتالنا بأحد عشر ألف جندي في الإستوائية في أوائل عقد التسعينات. ومنها قوله في صفحة(158) إن رئيس تحالف المنظمات الطوعية الأمريكية المسمى Interaction هدد ما يسمى " تحالف إنقاذ دارفور " بأن يكشف ما يخفيه علناً إن هو لم يتوقف عن دعوته الحكومة الأمريكية التدخل عسكرياً فى السودان بداية عام 2007، وأن هذا التحالف تراجع خوفاً من الذى يمكن أن يكشف.
    ومنها قوله في نفس الصفحة إنه التقى الشيخ موسى هلال شيخ أم جلول من قبيلة المحاميد الرزيقات سراً آخر 2006 وأنه أي ناتسيوس كان حذراً مخافة أن يكشف أمر هذا اللقاء. مجموعات الضغط الأمريكية. وأن اللقاء تم في إحدى قواعد ينميد في دارفور واستمر لساعتين، وأنه هدد موسى هلال في ذلك الاجتماع وأن موسى هلال قال له إنه لو كان يعلم أنه سيهدده لما جاء إلى الاجتماع أصلاً.
    وهناك حديثه فى صفحة (65) والذى يفيد فيه أن قرنق وشبكة الضباط الجنوبيين معه كانوا يخططون لتمرد 1983. وحين دخل كاربينو الغابة كما يقول عسكرنا (وهو من أطلق الرصاصة الأولى لهذا التمرد) وسار بركبه تلقاء إثيوبيا انضم إليهم قرنق. وكان هذا في مايو 1983 أي قبل " قوانين سبتمبر " ذلك أن رواية أخرى قالت إن قرنق إنما التحق بالتمرد التحاقاً لكن هذه أقوى ولها شواهد عدة.
    وقد أكد د. لام أكول في حديثه اليوم الخميس 31/5/2012 في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية SOAS التابعة لجامعة لندن أن حركة التمرد كانت في أصلها انفصالية originally separatist منذ انطلاقها في 1983 وأن حديثها عن الوحدة والسودان الجديد إنما كان مجاملة للمضيف – إثيوبيا – التي ما كانت تسمح لحركة تستضيفها بالحديث عن الانفصال ولديها أقاليم متمردة (مثل أوقادين) لها نفس المطالب. وهنا أيضاً أشار ناتسيوس إلى تأثير إثيوبيا والاتحاد السوفيتي على فكر الحركة التي أصدرت " منفستو " مثل منفستو كارل ماركس وفريدريك إنجيلز، وكذلك تأثير الشيوعيين على لغة الحركة فتبنت المصطلحات الشيوعية مثل " النضال التحرري" و"منفستو" ومناداة الأعضاء بعضهم بعبارة " رفيق " التي لا زالوا ينادون بها بعضهم.
    تركزت لدي قناعة راسخة أن جون قرنق استغل بذكاء "التجمع" مثلما استغل الحزب الشيوعي السوداني. وتواترت لدي شواهد أن قرنق لم يكن شيوعياً وإنما توسل بالتوجه اليساري ليجد المساندة من منقستو والاتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي السوداني. فقد سمعت من غير واحد من قادة الحركة الشعبية أن قرنق كان يطمئنهم ويحدثهم أن لا يقلقوا من التوجه اليساري المظهري للحركة وكان يقول لهم بالحرف Don’t worry ….just learn the jargon"" ليتسنى لهم تأمين ثقة ودعم الشيوعيين.
    وهكذا أصبح الحزب الشيوعي والحركة يتبادلان دوراً ما أسميه (الطفيلية السياسية) وغدا الحزب الشيوعي طفيلاً سياسياَ Political Parasite)) يقتات على الحركة, لكنها ستضيق بعبئه بعد أن تنضج سياسياً وتثقلها أعباء المسؤولية إن نجحت فى التحول إلى حركة سياسية يتصرف قادتها كرجال دولة.
    وكرر ناتسيوس نفس الرأي عن "لا وحدوية " قرنق أو بالأحرى انفصاليته مشيراً إلى العامل الإثيوبي الذي أجبره على الحديث ضد " استقلال " الجنوب (ص 68). وهذه مناسبة لأفيد أن هذا هو أيضاً رأي د. فرنسيس دينق الذي ذكر في كتابه الأخير SUDN AT THE BRINK أن حديث قرنق عن الوحدة إنما كان محض " حيلة " – وكانت عبارته بالإنجليزية هي PLOY – وأن الوحدة لم تكن قناعته شأنه في ذلك شأن بقية قادة وقواعد الحركة.
    وأضاف فرانسيس ما يفيد أن قرنق استغل كل القوى السياسية الشمالية في التجمع للوصول لغاياته، وكانت هي تظن أن توجه الحركة وحدوي ((الذى كان شكلياً فقط)) يوصلها لغاياتها.
    وما يؤكد رأي فرانسيس أن قرنق أصر على استبعاد التجمع بكل فئاته من محادثات السلام في كينيا، ثم استبعد سلفا مرشحهم لرئاسة الجمهورية، للتركيز على خيار الانفصال.
    يفيدنا ناتسيوس أن قرنق ذكر له أكثر من مرة أن اجتثاث الحركة الإسلامية هو التحدي الأول والأكثر إلحاحاً للحركة الشعبية إذا استولت على السلطة في السودان وفسر تعبير قرنق (de- NIFizing) بأنه يعني تفكيك المنظومة الإسلامية (ص91)، ولعله نسي أنه في صفحة 83 قال إن حكومة البشير تعيد تشكيل المجتمع السوداني بطريقة يصعب الرجوع عنها.
    ومن المفيد الإشارة لما قال قرنق له وذكره (فى صفحة 99) عن استراتيجيته، التي قال إنه وصف فيها استراتيجيته الرباعية طويلة الأمد، والمتمثلة فى (1) فتح جبهة في الشرق وأخرى في النيل الأزرق لتقريب الحرب إلى الخرطوم (2) تشجيع ودعم تمردات أخرى في الشمال لبعثرة جهد القوات المسلحة (3) إغلاق آبار النفط لحرمان الخرطوم من موارده (4) حصار أو "تحرير" الحاميات العسكرية لاستنزاف موارد الخزينة العامة. وما أشبه الليلة بالبارحة!!
    الغريب هنا أن ناتسيوس سكت عن خلق قرنق تمرد دارفور منذ بداياته أيام بولاد.
    وأختم مقال اليوم بما ورد في صفحة (113) التي نفى فيها أن يكون مصنع الشفاء ينتج غاز الأعصاب، لكن الطريف أنه قال إن السيد/ صلاح إدريس صاحب المصنع أجر منزله لأسامة بن لادن. والله يكضب الشينه يا صلاح.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de