حان الوقت

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 01:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2012, 11:45 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حان الوقت

    نعم حان الوقت للتصحيح
    لسنا حزبيين
    ولانحن ضد حزب من الأحزاب
    ولامع حزب على آخر
    هجليج كانت درسا في التربية الوطنية
    درسا لقوات الشعب المسلحة أولا
    والتي تعيش الآن عصر الجيوش التي يجب أن تحدد موقفها بوضوح
    أهي قوات الحكومة المسلحة كما يصفها البعض
    أم هي قوات الشعب المسلحة كما يقول آخرون
    وأيا كان الفهم
    فإن القوات المسلحة ستكون في المرحلة القادمة أساس النقاش الفعلي لبداية التوافق السوداني والتنمية
    فالتنمية يجب أن تبدأ
    وكل الفرقاء مقتنعين بذلك .
    هجليج كانت درسا للحكومة
    تعلمت الحكومة أن لاغنى لها عن دعم القوات الأخرى
    وأن حالة الحرب تجعلها في حاجة ماسة لتوحيد الجبهة الداخلية
    ولايمكن توحيد الجبهة الداخلية إلا بالاتفاق مع القوى الأخرى
    هجليج كانت درسا لقوى المعارضة
    فالخلافات الحادة جعلتها تبتعد وتناكف الحكومة
    والابتعاد أغرى العدو باقتصاص جزء من كيان وطن ممزق
    كلمة ( العدو ) جاءت إلتزاما بما أعلنه البرلمان من تصنيف
    وطاعة أولي الأمر واجبة
    لكنها بالمقابل طاعة تحتاج من الآخر الوفاء بمتطلبات ولاية الأمر
    ومنح الحقوق
    والابتعاد عن الاقصاء
    والعدالة في التعاطي مع المواطنة لا الموالاة
    وهانحن قد أطعنا
    وعملنا ما علينا
    فأطيعوا لتستحقوا الطاعة
    انشروا العدل والحريات
    لاتعادوا الآخرين فلهم في الوطن مثلما لكم
    اتقوا الله في الرعية
    هجليج كانت درسا للوحدويين
    أدخلتهم في حسابات معقدة
    ولكن واقع الحال يقول بأن الجنوب دولة
    والشمال دولة أخرى
    والوحدة يجب أن يحملها كل وحدوي في دولته
    وبعد ذلك يسعى الجميع لتوحيد الوحدتين
    لأن الوحدة تعني توحيد صفوف الداخل
    تعني السعي للتماسك
    تعني التنمية والنهضة
    تعني عدم التفريط في شبر من تراب الوطن
    وعدم الاعتداء على الآخرين
    هجليج كانت درسا للشعب
    فالمواطن عرف لحظة فرح وطني إنتشلته من الاحباطات العديدة المرتبطة بالحياة المعيشية والثقافية والسياسية وكثير من الأمراض الاجتماعية والمجتمعية
    عرف أن الرهان معقود عليه رغم معاناته
    فقد دعم الشباب قواتهم المسلحة في القتال
    دعمت كل الطبقات مجهود البلاد الحربي بدعومات مادية ومعنوية مختلفة

    نحن لانريد حربا مع الجنوب
    ولاشعب الجنوب يريد حربا مع شعب الشمال
    فما يجمعنا كشعوب
    أكبر من كل ما يفرقنا
    محنة الدولتين في قياداتهما السياسية
    ليس من حقنا التدخل حاليا في موضوع دولة أخرى
    ولكننا في دولتنا الشمالية يجب أن لانخجل من أصواتنا
    ولا نخاف من عواقب ما تتفوه به حناجرنا
    فالموت واحد ولن يكون بغير انتهاء الأجل
    قيادتنا يجب إعادة النظر في أمرها
    موضوع هجليج فضح الكثير من المستور
    يجب تبديل بعض الوزراء
    فلا يعقل أن تمضي وزارة هامة بغير استراتيجية
    ولايمكن أن نعود للوراء ونعيش في صفوف
    ولايمكن أن نقبل بتضييق الحريات على الاعلام
    الولاء الآن ولاء وطني
    ويجب أن تنظر الحكومة للأمر من زاوية الوطن لا المؤتمر الوطني
    وبقدرما نفخر بتحرير هجليج وجب علينا التساؤل عن سبب احتلالها
    وهي المنطقة النفطية الوحيدة المتبقية لنا
    ولماذا لم تكن مؤمنة بما يكفي ؟.؟؟
    وأين هو جهاز الأمن والاستخبارات قبل دخول العدو إليها ؟؟؟
    المحاسبة يجب أن تطال الجميع
    وكيف تتمكن دولة إستغلت عنا بالأمس أن تحتل منطقة إستراتيجية كهذه وتظل فيها قرابة ثلث الشهر ؟؟
    وتحتل تلودي ونعجز عن إستردادها ؟؟؟
    وتحتل عددا آخر من المناطق ؟؟؟؟

    قبائل تلك المناطق وسكانها هم أكثر الضحايا
    لا أحد يعلم بحالهم
    ولا وسيلة إعلامية واحدة ركّزت على معاناتهم أو حاولت إستنطاقهم
    فهؤلاء هم رهاننا لمخاطبة الرأي العام العالمي
    وهو رأي نحتاجه كثيرا في المرحلة المقبلة
    خاصة وأننا نعيش حالة إستهداف
    وحالة حرب

    ونواصل ...
                  

04-29-2012, 11:48 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حان الوقت (Re: عبدالدين سلامه)

    لهذا هجليج
    لم تفلح حكومة السودان في خلق حالة عملية للدول العربية تجاه مشكلة الجنوب ولا أيصال المشكلة بجوانبها الاستراتيجية التي تستهدف الوطن العربي قبل السودان ؛ وهو ما جعلها – الدول العربية – تكتفي بالمواقف المعهودة في حلحلتها لمشكلات بعضها .
    وبمجرد إنفصال دولة الجنوب عن الشمال السوداني تكشّفت للدول العربية حقيقة المخطط الاستراتيجي الذي لايقل عن الخطر المصيري الذي تعانيه الأمة في فلسطين ؛ فذات العدو الذي جثم على الأراضي المقدسة في فلسطين ؛ صنع قاعدة تواجدية دائمة بجنوب السودان ؛ ليتمكن من خنق مصر من جهة الجنوب مثلما فعل في سيناء .
    الأخطر في تواجد العدو بجنوب السودان أنه يسعى للتمكن من وضع يده على أكبر مساحة من نهر النيل الذي تعتمد عليه مصر اعتمادا شبه كلي في حياتها ؛ وفي ذات الوقت يتقدم خطوة هامة باتجاه أهدافه التوسعية التي رسمها من الفرات إلى النيل .
    وبفشل حكومة السودان عن طرح المشكلة بكامل أبعادها وجدت نفسها بغض النظر عن مواقف الطبطبة ؛ منفردة في مواجهة القضية التي تمكنت إسرائيل بالمقابل من جمع تأييد عالمي كبير دعمت به الحركة الشعبية لفصل الجنوب .
    دولة الجنوب بدأت بمعاداة الشمال لرواسب كثيرة خلّفها التاريخ الطويل من الحرب ؛ وفشل الحركة في تعاطي الحكم مع شريكها في الشمال ؛ وما تسببت فيه هذه الفترة من إيقاظ ضغائن كثيرة ذادت سوءا برحيل القائد الكرازيمي جون قرنق الذي ساعد كثيرا في تسريع وتيرة إنفصال جنوب السودان وما رافق الخبر من أحداث زادت من الغبن المترسب أصلا في نفوس الطرفين الحاكمين .
    أول خطوة عدائية قامت بها حكومة الجنوب كانت في الاحتفال بإعلان الدولة حيث حاول باقان أموم أكثر قادتها عداءا لحكومة الشمال إستفزاز رئيس حكومة الشمال ولكن المحاولة فشلت وعدّت بنجاح أعقبتها زيارة سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب لاسرائيل العدو المعلن لجارتها الشمالية ؛ وتوالت الاستفزازات المباشرة وغير المباشرة حتى انتهت بدخول جيش الجنوب منطقة هجليج النفطية الوحيدة المتبقية للشمال من البترول وتعطيلها عن الانتاج .
    الهدف الواضح من خلال هذه الاعتداءات هو إعاقة دول الشمال عن التطور حتى لاتضع الحركة الشعبية نفسها في مأزق مقارنة المواطن الجنوبي للدولتين بعد الانفصال خاصة وأن الحركة التي تحمّست الانفصال واستعجلته وجدت نفسها وجها لوجه أمام مشكلات تفوق كامل قدراتها .
    الجانب العسكري أفضل حالا من بقية الجوانب رغم محفوفيته بعديد من الألغام الموقوتة ؛ فالحركة تملك جيشا تمرّس القتال وتلقى تدريبا مكثفا من مختلف الدول الغربية واسرائيل وعديد من بؤر التبشير التي يعج بها العالم ؛ ولكن الفساد الاداري والقبلية يسيطران على تكوينة هذا الجيش وعدته وعتاده ؛ ويعاني من انقسامات حادة وتفلتات كثيرة تنشأ عادة عند محاولات تحويل الجيش غير النظامي لجيش نظامي .
    ويتكون الجيش من مجموعة جيوش كانت تحارب بعضها ؛ ورتب منحت بغير استراتيجيات أكاديمية ؛ وهو يواجه كثير من جيوش التمرد الداخلية إضافة لجيش السودان الذي يتفوق عليه في النظامية والخبرة والعتاد والتماسك .
    الايواء مشكلة لم تحسب الحركة الشعبية حساباتها ولا تملك خبرة التعامل معها فقادتها تعودوا العيش بين الأدغال أو الاقامة في الفنادق الفخمة للمتعلمين في بيئاتهم التعليمية بمختلف أجندتها ؛ فما أن تم إعلان الدولة حتى تدفق مواطنوها من مختلف بقاع الأرض جراء تأثيرات آلة الدعاية العالمية التي ساندت الانفصال وقيام الدولة ؛ ولكنهم فوجئوا بما لم يتوقعوه ؛ وأصيبوا بخيبة أمل مبكرة في هذه الحكومة ؛ ما جعل المتعلمين منهم يفكرون في التغيير ؛ وفشل الايواء كان واحدا من الأسباب المباشرة في تدهور الوضع بالجنوب ؛ وحتى المنظمات العالمية التي تدخلت للمساعدة فوجئت بحجم الفساد الذي لم تتوقعه ؛ ما جعلها تقلق بشأن دعم جهة تقتات فسادها على رعيتها ؛ وتعتبر المنصب إقطاعية شخصية لا جهة خدمية .
    البطالة شبح فوجيء به العائدون إلى دولة بشرهم الاعلام الاسرائيلي بأنها جنتهم الموعودة ليفاجأوا بعدم وجود فرص للعمل في بلد تعاني من الغلاء الطاحن وانعدام أبسط سبل المعيشة
    الأمطار التي تهطل لأكثر من سبعة أشهر في السنة تشكل عقبة جديدة تمنع الاتجاه الزراعي الخاص بالأمن الغذائي فالأشهر المتبقية بلا مطر لاتكفي نضوج المحصول ؛ والاتجاه للزراعة الحديث لم تتطرق عقول الباحثين إليه تحججا بفوبيا الامكانيات .
    التعليم والصحة والعلاج كلها تعاني من شح وتدني ما خلق طبقتين في الدولة منذ مولدها طبقة القادة والمسؤولين وطبقة الشعب الفقيرة .
    البنية التحتية من طرق ومصانع وغيرها كلها تعاني من الغياب بما يجعل التواصل الميسور في الدولة يخضع لظروف الطبيعة بما أسهم في إضعاف قبضة الحكومة على كامل أراضي الدولة .
    غبن الوحدويين وأولئك الذين تم ترحيلهم من الشمال بسبب تصرفات حكومتهم إضافة للمواليد من شمالي جنوبي مشترك كلها فئات شعبية وجدت نفسها في حالة غبن كبير على الحكومة وتسعى للاطاحة بها متى ما وجدت ذلك ممكنا ..
    الحكومة وجدت نفسها محاصرة بالعديد من المشاكل منها كيفية صنع تماسك قوي بين أعضاءها في البداية ثم بعد ذلك كيفية مواجهة المشاكل الداخلية وكيفية التعاطي مع الاتفاقات السرية التي وقّعتها مهرا لانفصال الجنوب .
    تحالف كاودا الذي احتضنته حكومة الجنوب ويضم الحركات الشمالية المتمردة كحركة العدل والمساواة التي اغتيل قائدها الدكتور خليل وخلفه شقيقه د/ جبريل والتي رفضت الانضمام لسلام دارفور ورفضت تصنيفها حركة دارفورية عبر طرح شعارات قومية ؛ وهي شعارات وجدت نفسها أمام اختبار عصيب بإعلان سلفاكير هجليج مدينة جنوبية ؛ وأيضا حركة أركو مناوي التي تحالفت مع الحكومة وتقلّد قائدها منصب مساعد رئيس الجمهورية قبل أن يتمرد من جديد وينضم لتجمع كاودا ؛ والحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال والتي يقودها ثلاثة من القادة الأقوياء في مواجهة الحكومة هم ياسر عرمان وعبدالعزيز الحلو ومالك عقار وباستثناء عرمان فإن القائدين الآخيرين تمكنا من تحويل مناطق نفوذهما إلى مناطق حرب في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ؛ والحركة الشعبية قطاع الشمال كانت جزءا لايتجزأ من الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب غير أن منتميها الشماليين آثروا الاحتفاظ بها كحزب شمالي بعد الانفصال ؛ غير أنه لم يصل لحل مع الحكومة فانقسم إلى قسمين أحدهما حزب كونته تابيتا بطرس ونيال دينق وهو حزب موال للحكومة تحالف معها ونال وزارة الطرق والجسور والحزب الآخر الذي يقوده القادة الثلاث والذي فضّل التمرد والمواجهة العسكرية ؛ وهو الآخر وجد نفسه في ذات الحرج بإعلان سلفاكير هجليج جزءا من أرض الجنوب .
    تحالف كاودا كما أعلن في أكثر من موقع ؛ حارب في جنوب كردفان والنيل الأزرق تحت شعار إسقاط الحكومة على الطريقة الليبية ؛ وكان ينفي عن نفسه الاستعانة بحكومة الجنوب ؛ وأنه حصل على أسلحته مغانم في حربه مع الحكومة ؛ غير أن إعلان التحالف أنه حارب ( لاسترداد ) هجليج من حكومة المؤتمر الوطني ؛ وجد نفسه في حرج كبير حينما تبنّى سلفاكير دخول هجليج ما يعني ضمنا أن تحالف كاودا حارب مع جيش الحركة لاحتلال هجليج فكيف تستقيم مشاركة دولة جارة في احتلال أرض نسعى لتحريرها ؛ وهو ما جعل المراقبون يتساءلون هل إستنجد كاودا بالحركة الشعبية لمساعدته على ( استرداد ) هجليج كما يدعي أم أن الحركة الشعبية استعانت بكاودا لمساعدتها على احتلال هجليج ؟؟؟

                  

04-29-2012, 11:55 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حان الوقت (Re: عبدالدين سلامه)

    حرب المعنويات في هجليج
    لم يكن أفضل المتفائلين قبل ثلاثة عقود يتوقع أن تتحول هجليج هذه القرية النائية التي لم تتفوق على غيرها من القرى الكردفانية المجاورة المتناثرة الكثيفة العدد سوى بمزيد من المعاناة وشظف العيش وفقر البيئة ؛ إلى مدينة تبلغ فيها أسعار الأرض الجرداء أرقاما خرافية وتتجه نحوها الانظار وتتحول إلى مصطلح يعرفه كل العالم بكونه مكانا مفصليا فصل بين حقبة وأخرى ورسم ملامح واضحة للمحللين وقراء المستقبل .
    حرب المعنويات في هجليج جاءت سلوكا جديدا في مفاهيم الحرب التقليدية المتواصلة منذ الخمسينات بين شمال السودان وجنوبه والتي تخللتها فترات توقف قصيرة قلقة عبر الاتفاقيات التي تم إبرامها بين جنوب الحكومات المتعاقبة في السودان الموحد والفصائل والقادة المتعاقبون من مقاتلي الجنوب .
    حكومة الشمال التي تعاني من الخلافات السياسية مع أحزاب الداخل والحرب الخفية المعلنة مع حزب المؤتمر الشعبي الذي انفصل عنها كانفصال الجنوب عن الوطن ؛ وكما احتفظ الجنوب المنفصل بالاسم ( السودان ) احتفظ المؤتمر الشعبي كما الوطني بالتوجه والأهداف وحصرا بينهما أسباب الحرب في اتهام كلاهما الآخر بسوء تطبيق الأيدلوجية والانحراف عنها .
    دخول هجليج كانت خسارة خارجية لحزب المؤتمر الوطني ولكنها كانت فرصة مثالية لوضع المعارضة الشمالية في مأزق فكري حاد ينحصر في ترجمة فهمها للفرق بين الحكومة والوطن ؛ وما إذا كان هدفها هو إسقاط المؤتمر الوطني أم إسقاط الوطن .. وبالفعل وجدت المعارضة نفسها في مأزق ؛ فوقوفها ضد المؤتمر الوطني يعني قبولها باحتلال أرضها وتعاطفها مع دولة أخرى هي دولة الجنوب والتي سارع البرلمان بإعلانها دولة عدوة وأن الدولة معها في حالة حرب بما يتناسق مع تفعيل مواد خامدة في القانون ظلت مثار جدل كبير بين الحكومات المختلفة والمعارضة ؛ و يفتح تلك الملفات ؛ ويكسب الحكومة انشغال الرأي العام وفئاته السياسية والمجتمعية عن التردي الاقتصادي الذي فرضته ظروف مختلفة بمناقشة ومحاولات تعديل أو إلغاء تلك المواد .
    وهي فرصة مثالية لفتح مختلف أبواب الحوار نحو إنهاء العداوات بينه كحزب حاكم والأحزاب المعارضة له ؛ ويقوم بتكوين جبهة وطنية واحدة ؛ خاصة وأن البلاد بدأت فيها فترة حرب لايلوح تاريخ قريب لانتهائها ؛ وهي حرب وإن تسبب المؤتمر الوطني في كشفها عبر ضخ الوقود عليها إلا أن الوطن هو المعني بالحرب سواء حكمه المؤتمر الوطني أو حكمته قوى سياسية أخرى .
    حكومة جنوب السودان هي الأخرى لاتمر بظروف أقل سوءا من حكومة الشمال ؛ فالحركة الشعبية التي ظلت منذ فترة حرب الغابات تفكر بعقلية القتال ؛ وقد أفلحت في إيجاد أجيال من المقاتلين الأفذاذ ؛ لم تؤهل جيلا يفكر بعقلية بناء وحكم الدولة ؛ كما فشلت في تذويب القبلية والعداوات الأذلية بين مختلف فصائلها ؛ ولم تطرح برنامجا واضحا ما جعلها فريسة للمخططات الدولية التي تحمل مختلف الأجندة الفكرية والعقائدة والاقتصادية والسياسية والتي يهمها عدم استقرار المنطقة او الاستيلاء على ثرواتها عبر اهلها .
    فشل الحركة الشعبية في مواجهة الأزمة الداخلية من حروب قبلية ووحدويين وعائدين وبطالة وتعمير وغيرها من مفاصل بناء الدولة والمجتمع ؛ دفعها لشغل الرأي العام بقضية خارجية خاصة ؛ فحربها مع المؤتمر الوطني الذي تشاركت معه الحكم قبل الانفصال ؛ أصبحت تحمل الجوانب الشخصية عند العديد من القادة .
    دخول هجليج وبقاء الجيش فيها لتسعة أيام فرصة كان ينتظرها سلفاكير لبرهنة قدرته على القتال في ظل الخوف الممهور بأزمة الثقة الدائمة بينه وبين الحزب الحاكم في الشمال ؛ ولذلك سارع بالاعلان عن إنسحاب جيشه قبل إعلان المؤتمر الوطني في الشمال إعلان الانتصار ما شغل مساحة الرأي العام في الدولتين بكيفية حسم هذه الجولة من معركة هجليج .
    إعلان الانسحاب أراد به سلفاكير إيصال رسالة أنه يستطيع أن يصل أخطر المناطق في الشمال والتي تحمل ثروته وبتروله والبقاء فيها والانسحاب منها متى شاء .
    ويرى بعض المحللون أن القوى الخارجية التي تستخدم الحركة الشعبية في مخططاتها ؛ رسمت سيناريو هجليج كبالونة اختبار لقوة كلا الجيشين ؛ وما يحتاجه جيش دولة الجنوب من أسلحة وعتاد وتدريب يبقيه في مرتبة متفوقة ؛ أو على الأقل معادلة لجيش الشمال ؛ دون أن تصل تلك القوة درجة تتمكن بها من مواجهة دول الجوار الأخرى الموالية للمخطط .
    محللون آخرون يرون في المخطط محاولة لجر المؤتمر الوطني واستفزازه بتهيئة أسباب احتلاله جزء من أرض الجنوب فيتكرر سيناريو العراق .
    المؤتمر الوطني من جانبه وجد نفسه يحتاج الكثير ؛ فهجليج كانت تجربة مثالية لتوحيد الجميع ؛ وقد لعب الجيش السوداني دورا بارزا في تجسير مساحات حرج اللقاء والتحاور ؛ فالكل كان مدخله للحوار قدرات الجيش والوقوف إلى جواره ؛ باعتباره من المفترض أن يكون قوميا محايدا يجمعه حب مختلف الفئات والتوجهات .
    الاعلام كان ثغرة أخرى وجب على المؤتمر الوطني مراجعة سياساته فيه ؛ خاصة وأن الفترة القادمة لا يعتقد على نطاق واسع أنها ستكون فترة سلم فنوايا الحركة التوسعية والعدوانية ما عادت خافية ولا المعونات والدعم العسكري الخارجي سيتوقف عنها بعدما بدأت خطواتها في طريق من الصعب التراجع عنه لارتباطه بأجندة أخرى .
    إعلام التوجيه المعنوي والذي سيصبح دون شك بطل المدارس الاعلامية في المرحلة القادمة يجيد المؤتمر الوطني إستثماره بعد نهاية الاحداث ؛ والنماذج كثيرة منها قصف مصنع الشفاء ؛ ورحيل المطربين من المشاهير المرتبطين بحياة المواطن كزيدان إبراهيم ومحمد وردي والأمين عبدالغفار وعثمان حسين ؛ وما إلأى ذلك من نماذج ؛ غير أنه يعاني ضعفا في استراتيجة السبق الاعلامي ؛ وماتحتاجه الأحداث من جرعات إعلامية مسبقة ؛ وهو ما تجلّى في إعلان سلفاكير الانسحاب قبل أن يعلن المؤتمر النصر ولا حتى قام كفاية بالتهيئة له ؛ وحتى إعلاميا لم يفلح المؤتمر الوطنى سوى في عرض صورة سيارة واحدة محطمة بما يتنافى مع نظرية تكبيد العدو خسائر فادحة ؛ وهو باب يفتح السؤال حول الفرق التلفزيونية والصورية التي ترافق المقاتلين ؛ والفكر الذي تعمل به ؛ فالاعلام لم يعد مجرد نقل للحدث ولكنه انتقاء عال لزوايا ونوعية وكثافة الصور البصرية التي تمثّل أدلة المصداقية المهنية فيه .
    هجليج إذن تحولت في فترة قياسية من قرية لمدينة ومن مدينة عادية لمدينة هامة ومن مدينة هامة لمدينة بدأت تخط تفاصيل تاريخ وجغرافيا وملامح المستقبل لكلا الدولتين .
    الجنوب الذي يصرّ على كونها جزء لايتجزأ منه كما ورد على لسان سلفاكير؛ رغم قبول الطرفين بالاتفاقات المحلية والدولية التي أكدت إنتماء هجليج لشمال السودان ؛ ولم تضعها ضمن مناطق الخلاف ؛ لن يتخلى عنها وسيكرر الهجوم عليها ؛ بما يعطّل إستفادة السودان من خيراتها النفطية ؛ خاصة وأن نفط هجليج هو ما تبقى لحكومة الشمال من الثروة النفطية المنتجة قبل الانفصال ؛ وسيجعل منها نفاية لأزماته الداخلية كما كان يحدث في مختلف الحكومات السودانية والمصرية المتعاقبة حول حلايب .
    حكومة الشمال هي الأخرى لن تتخلى عن هجليج باعتبارها أرضا تنتمي للشمال وتحمل بين طياتها أمل المعافاة لاقتصاد شارف على الموت ؛ وترى في اسم هجليج قيمة معنوية فهو إسم لشجرة إعتاد المجتمع السوداني أن يجعل منها نخلته المباركة ؛ فمن أخشابها تصنع ألواح كتابة القرآن ومن ثمارها تصنع أفضل أنواع المسابح ؛ وهي بكاملها غذاء ودواء وسكن للانسان والحيوان .
    الازمة في هجليج أكسبت الطرفين معرفة مدى حاجتهما لوعي درس الحاجة لاستغلال إعلام الأزمات ؛ كما أبعدتهما خانة أخرى عن مربع الربيع العربي ؛ وأكسبت حكومة الشمال فرصة لاتضاهى في صناعة الربيع العربي السلمي ؛ عبر التقارب مع الفصائل المعارضة للخروج من مربع تقطيع لحمة الوطن ؛ وقد أكّد البشير حاجة الدولة لتضافر الجهود في فترة الحرب القادمة وذلك بعد سيطرة القوات المسلحة على هجليج ؛ والتي بدأها بإعلان قطع عصب الاقتصاد مع الجنوب بعدم مرور نفطه على أراضي البلاد مادامت الحركة الشعبية تحكم الجنوب ؛ وهو قرار بإغلاق آخر باب مفتوح للحوار الدائر بين الطرفين ؛ بما يشكّل رسالة هامة للجنوب بإمكانية قطع كل المصادر الاقتصادية في الشمال ؛ خاصة وأن الجنوب لازال يأكل من الشمال .؛ وأكّد علي عثمان محمد طه النائب الأول للبشير أن الحرب ستستمر حتى إخراج قوات الحركة من كل حدود السيادة الوطنية المنصوص عليها في دستور 1956م ؛ وهو ما جعل المراقبون يسألون هل يقصد حدود الولايات الشمالية التي نصت عليها الاتفاقية ؛ أم هو محو لدولة الجنوب باعتبار أن الاتفاقية حددت السودان بجنوبه وشماله .
    ويرى الوحدويون أن هجليج تمثل منعرجا خطيرا يحمل وجهين مختلفين ؛ وهما ؛ استعادة الجنوب بسرعة مطلقة وهو ما يبدو صعبا ؛ أوإطالة أمد الآمال بضرورة عودة الجنوب ؛ أو ربما العصف تماما بذلك الأمل .
    وأيا كانت القراءات فالفرصة مواتية الآن لمختلف القوى السودانية في الشمال أن تتوافق وتكون صفا واحدا في مواجهة القادم الذي لايبشّر بخير ؛ فقتال مجموعة كاودا إلى جانب الجنوبيين في منطقة شمالية يقول سلفاكير أنها جزء لايتجزأ من الجنوب ؛ تضعهم في موقف قرائي سيء ؛ فهل هي تقاتل مع دولة الجنوب لسلب أرض من الشمال ؛ أم أنها تقاتل حكم المؤتمر الوطني لرقعة جغرافية تنتمي للوطن .
    كاودا هو تجمّع ضم عددا من الفصائل الدارفورية ومنها حركة العدل والمساواة التي قادها د/ جبريل ؛ شقيق مؤسسها الدكتور خليل قائد الحركة قبل مقتله من جانب الحكومة في منطقة أم بادر بشمال كردفان ؛ وأيضا أركو مناوي الذي هادن حكومة الشمال وتقلد منصب مساعد رئيس الجمهورية قبل أن يتمرد على الحكومة من جديد ويدخل في معسكر كاودا ؛ ومالك عقار والي ولاية النيل الأزرق ؛ والذي تمرد على الحكومة ومعه عبدالعزيز الحلو في منطقة جنوب كردفان ؛ والذي خسر الانتخابات الأخيرة للولاية أمام احمد هرون الممثل للحزب الحاكم ؛ والمطلوب إلى جانب الرئيس وآخرين لدى الجنائية الدولية التي واجهوها بالتحدي والتجاهل ؛ وأيضا الحركة الشعبية قطاع الشمال التي ضمّت إلى جانب الحلو وعقار ياسر عرمانوعدد من القادة ؛ ووقعت في مأزق كبير حينما اختار الجنوب الانفصال لعجزها عن لعب دور في رتق لحمة الوطن ؛ وكيف ستواجه أحداث هجليج وكيف ستتعامل معها هو الدرس القادم الذي يصعب عليها النجاح فيه ؛ كاودا يربط الحركات الشمالية المتمردة بدولة الجنوب ؛ وينصب حاكم الجنوب نفسه ناطقا باسمها في إعلانات الاحتلال والانسحاب وغيرها ؛ فهل يكون للمعسكر رأي وطني في طلب تفسير من سلفاكير حول تصريحه بجنوبية هجليج التي أعلنوا مشاركتهم في الهجوم عليها واحتلالها ؛ وهي نفق حرج تمر به هذه الحركة أمام مؤيديها من الشماليين ؛ وحاجة قانونية لتفسير ما فعلته أو تفعله الحركات الشمالية المشاركة في التحالف في مواجهة القوانين التي ترتبط بإعلان البرلمان للجنوب دولة عدوة وأن البلاد في حالة حرب .
    الاعلان في حدّ ذاته واجهه الكثيرون بالمخاوف المسبقة ؛ فالزمن الذي استغرقته هذه القوى ودفعت فيه غالي الثمن للوصول إلى هذه المساحات من الحرية المتاحة ؛ والتي ظلت تواصل ؛ خاصة جهات الطرق السلمية ؛ من أجل نيلها من حريات باتت مهددة بالنسف ؛ فقانون الطواريء قد يتم تفعيله بطرق صارمة ؛ ومعارضة الدولة قد يتم لي أعناق القوانين التي يتم تفعيلها لاستغلالها استغلال سيء يهدد الحريات العامة ؛ غير أن معظم فئات الشعب السوداني في الشمال وإن اتفقت أو اختلفت مع المؤتمر الوطني ترى أن الجنوب قد تجاوز حدوده كثيرا .
                  

04-29-2012, 05:42 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حان الوقت (Re: عبدالدين سلامه)

    الاعلان في حدّ ذاته واجهه الكثيرون بالمخاوف المسبقة ؛ فالزمن الذي استغرقته هذه القوى ودفعت فيه غالي الثمن للوصول إلى هذه المساحات من الحرية المتاحة ؛ والتي ظلت تواصل ؛ خاصة جهات الطرق السلمية ؛ من أجل نيلها من حريات باتت مهددة بالنسف ؛ فقانون الطواريء قد يتم تفعيله بطرق صارمة ؛ ومعارضة الدولة قد يتم لي أعناق القوانين التي يتم تفعيلها لاستغلالها استغلال سيء يهدد الحريات العامة ؛ غير أن معظم فئات الشعب السوداني في الشمال وإن اتفقت أو اختلفت مع المؤتمر الوطني ترى أن الجنوب قد تجاوز حدوده كثيرا .
    Quote: ÍÑÈ ÇáãÚäæíÇÊ Ýí åÌáíÌالاعلان في حدّ ذاته واجهه الكثيرون بالمخاوف المسبقة ؛ فالزمن الذي استغرقته هذه القوى ودفعت فيه غالي الثمن للوصول إلى هذه المساحات من الحرية المتاحة ؛ والتي ظلت تواصل ؛ خاصة جهات الطرق السلمية ؛ من أجل نيلها من حريات باتت مهددة بالنسف ؛ فقانون الطواريء قد يتم تفعيله بطرق صارمة ؛ ومعارضة الدولة قد يتم لي أعناق القوانين التي يتم تفعيلها لاستغلالها استغلال سيء يهدد الحريات العامة ؛ غير أن معظم فئات الشعب السوداني في الشمال وإن اتفقت أو اختلفت مع المؤتمر الوطني ترى أن الجنوب قد تجاوز حدوده كثيرا .E]
                      

04-30-2012, 08:02 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حان الوقت (Re: عبدالدين سلامه)

    .هجليج إذن تحولت في فترة قياسية من قرية لمدينة ومن مدينة عادية لمدينة هامة ومن مدينة هامة لمدينة بدأت تخط تفاصيل تاريخ وجغرافيا وملامح المستقبل لكلا الدولتين .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de