|
Re: حركة النهضة التونسية الاسلامية تعارض اعتماد الاسلام كمصدر أساسي لل (Re: عبدالغفار محمد سعيد)
|
موازين القوى شيء يجهله الإسلاميون
Quote: لكنّ هذا من شأنه أن يعصف بمصداقية الحركة لدى القواعد التي انتخبتها، لاسيما وأن عموم الناس لا يحب فلسفة الأمور ولا يفرق بين الشريعة والإسلام ومثل هذه المصطلحات؟
أنا أثق بعد الله سبحانه وتعالى في شعبنا وفي وعيه، فللناس عقول.. الناس أخذهم الحماس في المدة الأولى ورغبوا في أن نمضي مع النشوة إلى النهاية، ولكن عندما اتصلنا بإخواننا وتحاورنا معهم بدأ العقل يأخذ موقعه ويفتح للناس عيونهم على شيء اسمه “ميزان القوة”، وهو شيء كثيرا ما جهلناه نحن الإسلاميين، حيث تصورنا أن كل ما نعتقد أنه حق قابل لأن ينزل إلى الأرض، ما هو حق هو في ضميرك وينبغي أن نؤمن بالإسلام كله كما ورد في كلمات لسيد قطب “خذوا الإسلام جملة أو دعوه جملة”، هذه الكلمة صحيحة إذا فهمت على وجهها الحق: خُذوا الإسلام عقيدة وخذوه جملة، ولا تتنازلوا عن شيء من دينكم في العقيدة، ولكن تنزيلا في الواقع، ينبغي أن تُنزلوا الإسلام في الواقع بحسب ما يُطيق ميزان القوة، وبكل معاني ميزان القوة: المحلية والدولية، وإذا تجاهلتم ذلك فالسنن كما يقول الشيخ حسن البنا “غلّابة”، وستتغلب سنن الواقع عليكم، ولذلك أنا أثق في أن شبابنا وإخواننا قد تفهموا، ومن لم يتفهم بعد سيتفهم، لأن ميزان القوى غلّاب، وحتى ولو لم يتفهموا سنمضي في هذا الطريق ما دامت مؤسساتنا قد قررت هذا القرار بأغلبية الثلثين. هذا القرار لم يُمله زعيم أو رئيس الحركة، وإنما بعد حوار مطول لمؤسسات الحركة، فتم التصويت بأغلبية الثلثين: 53 مع هذا الموقف وعارض 13 وتحفظ 8، وهذا قريب من الإجماع. ينبغي أن نكون مطمئنين بأننا في الطريق الصحيح، فإذا كنت اليوم أقلية ستصبح غدا أغلبية، وإذا سرت بالناس في طريق خاطئ فحتى لو كانوا أغلبية سيتحولون إلى أقلية وتظل وحدك. لذلك المهم أن تتأكد أنك تسير في الطريق الصحيح، والطريق الصحيح هو الذي قد لا يحقق اليوم كل ما تريد، لكنه يظل مفتوحا ويحقق لك غدا وبعد غد ما لم تقدر على تحقيقه اليوم، والطريق الخطأ قد يحقق لك اليوم الكثير ولكنه غدا يتناقص ولا يزيد لأنه خط خاطئ.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|