فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 06:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-08-2012, 02:24 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد (Re: طلعت الطيب)

    ظلت إستجابة الحزب الشيوعى لقضايا العصر بعد سقوط الاتحاد السوفيتى والكتلة الاشتراكية ضعيف جدا تحت قيادته التاريخية التى ظلت فى مواقعها منذ العام 1971م . وقد انحصرت الاستجابة فى استخدام اللغة التى تستطيع ان توهم الناس بالتغيير خاصة ان الخطاب النظرى للحزب الشيوعى كان متسامحا مع الديمقراطية الليبرالية ومناديا بها !
    وهو تسامح او تصالح غير حقيقى كما أوضحت نظرا لتبنيه النسخة الينينية من الماركسية او ما يسمى بالماركسية الارذودوكس حيث تظل المادية التاريخية وتصوراتها لمسيرة التاريخ البشرى وما يرتبط بها من يقين هى قناعات الحزب الحقيقية ، ولذلك يحلوا لعضوية الحزب مقولة مفادها (ان قاطرة التاريخ تسير نحو محطاتها الحتمية تاركة ورائها من يتخلف عن المسير) وذلك فى مواجهة الاخرين، حيث يبدو ان طابع التدين الصوفى فى السودان قد وجد طريقه اخيرا الى الحداثة !
    كان الاستاذ الخاتم عدلان عليه رحمة الله قد أفرد فصلا كاملا فى دراسته (ان اوان التغيير) التى قدمها داخل الحزب مع بدايات التسعينات ، عن علاقة الحزب الشيوعى بالمنظمات الجماهيرية حيث انتقد تلك العلاقة بوصفها علاقة غير ديمقراطية هدفها فرض الحزب لوصايته وهيمنته الشاملة عليها ، وانها علاقة بين مركز موحد يمثله الحزب الشيوعى فى مواجهة منظمات متعددة، مقطعة الاوصال لا رأس لها سوى رأس الحزب الشيوعى بمركزيته الصارمة ! فالجبهة الديمقراطية او النقابية او اتحاد الشباب مجرد اجساد لا رأس لها فى الواقعن وهى كالحيوان الخرافى ولكنه برأس واحد وعدد كبير من الاجساد هذه المرة!!!!
    وكان المرحوم الخاتم قد قدم وصفا للعملية التى يتم بموجبها (تمرير خط الحزب عن طريق الفراكشن الشيوعى ) بنجاح ولكنه نجاح ارتبط فى احايين كثيرة بخسائر اخلاقية فادحة نتيجة لغياب الندية والحوار الديمقراطى الحقيقى بين عضوية الحزب من جهة والعناصر الوطنية والديمقراطية من جهة اخرى.
    حرص الحزب الشيوعى والاحزاب العقائدية الاخرى التى ارتبطت بتجربته التنظيمية واعجبت بها مثل جبهة الميثاق الاسلامى ، على ما اسماه بالمنظمات الجماهيرية، او ارتباطه بالنقابات ومحاولات السيطرة عليها عن طريق الفراكشن وعدم الاكتفاء بالدفع بعناصره الى الترشيح بها .. هذا الحرص هو ما مكن الحزب وغيره من الشموليين من فرض قدر كبير من الوصاية . وهى سياسة قد تكون قد حققت بعض النجاحات فى فرض الهيمنة والظهور فى المجتمع بحجم اكبر من الحجم الحقيقى لكن هذا النجاح كان دائما ضار جدا بمسألة المشروعية وقاد عمليا الى يمكن تسميته بازمة مشروعية legitimation crisis خانقة بين المنظمات التى يقودها المتعلم السودانى من جهة وبقية المجتمع من جه ثانية حيث ظل الاجماع الذى تعرضه هذه المنظمات محل شك كبير فى نظر المواطنة او المواطنة العادية خاصة فى ظل وجود ثنائية (شيوعيين واخوان) وما عرف من عداء بينهما والكيل لبعضهما والتسابق لخطب ود المجتمع تمهيدا للسيطرة عليه.فقد درجت جبهة الميثاق الاسلامى على اطلاق صفة الشيوعية على منظمات شديدة الاهمية مثل نقابة المحامين والقضاء والاطباء الخ. ومن المعروف مثلا أن نفوذ الحزب الشيوعى فى ستينات القرن الماضى وسط النقابات المهنية بما فى ذلك القانونيين والقضاة هو ما اضعف قرار القاضى صلاح حسن القاضى ببطلان قرار حظر نشاط الحزب الشيوعى وطرد نوابه من البرلمان المنتخب بعد حادثة معهد المعلمين الشهيرة . ولم تجدى حينها استقالة رئيس القضاة والذى عاد للاسف مشاركا فى انقلاب مايو بعد سنوات قليلة!. صحيح ان المسئولية تقع على عاتق من يفترض فيهم حماية الديمقراطية من امثال المرحوم الازهرى والصادق المهدى وغيرهم ، ولكن ازمة المشروعية( بمعنى ازمة القبول والثقة) هى التى سهلت على هؤلاء تنفيذ المؤامرة التى دبرت لها جبهة الميثاق بقيادة الترابى !
    قبل ذلك وعلى عهد مؤتمر الخريجين العام كان لقرارت المتعلم السودانى اثرها العظيم على بقية الشعب وكان هذا ما بمثابة مشروعية بينة ، لان جسور الثقة كانت ممتدة على ارضية صلبة قوامها الثقة فى القدرات والمصداقية والاخلاص الاستقلالية والولاء لقضية الجماهير وذلك رغم كل شىء.. وذلك قبل تكوين الاحزاب السياسية واضمحلال الطابع المستقل والطوعى لحوار المثقفين سواء بفعل تأثير القوة والمال الطائفى او بفعل السدانة الايديولوجية.
    خلاصة القول هى ان الحزب الشيوعى لم يتعامل بجدية مع قضايا العصر والنقد المفيد الذى جاء بشأنها فقد اغمض المؤتمر الخامس عينيه تماما عن مثل ذلك النقد وتعامل مع الزمن وكأنه من تراب، ومن ذلك مثلا اسبدال الفراكشن وهى اليه تمرير خط الحزب على النقابات والاتحادات وبقية منظمات المجتمع بمفردة لجنة التنسيق مع الابقاء على الجوهر المتعلق بفرض رؤية الحزب على المجتمع وليس العكس ، استبدال المفردة لغوية الغرض منه إيهام الناس بأنه استبدل التواصل ذو البعد الواحد باخر ذو بعدين two ways communication وهو ما لم يحدث اطلاقا . الاشكالية النظرية تكمن فى نظرية المعرفة الماركسية نفسها التى لا تؤمن بالبعد المعرفى (البعد الابستمولوجى ) كنتاج لممارسة الاجراءات الديمقراطية procedural democracy لانها تعتقد ان غاية الحوار الجماعى هو معرفة الطريق داخل الغابة الذى يقود الى محطات التاريخ التى تم تحديدها سلفا منذ القرن التاسع عشر (إذ لابد من بناء سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية من اجل انجاز ما اسموه بالتطور اللا رأسمالى استشرافا لافاق الاشتراكية ).
    المجتمعات الديمقراطية تؤمن بأن الاهداف والاستراتيجيات قابلة للمراجعة باستمرار مثلها مثل الوسائل ومن هنا تاتى اهمية الديمقراطية والعلمانية وغيرها من المفاهيم كمسائل اجرائية لتنظيم الحوار الجماعى والخروج بأفضل التصورات العقلانية فى اي قضية من القضايا الانسانية الملحة . لذلك هناك حرص بالغ على مسألة استقلالية المجتمع المدنى لانه يلعب دور فى تخليق التصورات المجمع عليها فى شتى القضايا وعلى مختلف الاصعدة. وهو شىء كما قلت ضرورى ليس من باب صحة او عدم صحة تلك التصورات بل من باب الثقة التى يوليها المواطن او المواطنة لذلك الاجماع على اعتبار انه تاسس على حوار طوعى بين افراد لهم دراية فى المجال الذى يعملون فيه وهذه الثقة هى ما يعرف بالمشروعية . ساعتها لن يكون هناك اى شكوك فى ان الحزب الفلانى او العلانى يقف وراء ذلك الاجماع - وهوالوقود الذى ظل الاسلام السياسى يتزود منه - بل العكس هو الصحيح بمعنى انه ينبغى على الاحزاب السياسية ان تكون شفافة فى التعامل مع ما اجمع عليه المجتمع المدنى باستيعاب تلك التصورات المتخلقة فى احشائه داخل برامجهم السياسية .
    ان ما تفعله المواد 23 و24 من لائحة الحزب الشيوعى المجازة فى مؤتمره الخامس عكس ذلك لانها تحاول ان تقنن طرق فرض تصورات الحزب على المجتمع بدلا عن ان يعمل الحزب على تعزيز الشفافية فيه ، ولذلك فان الحزب الشيوعى بلائحته المجازة عمليا يعمل على اضعاف المجتمع المدنى وبالتالى اضعاف المبادرة والممارسة الديموقراطية فيه. ان الواقع السياسى السودانى يفرض على الحزب ذلك من اجل استعادة المشروعية للاجماع والقرارات التى تتمخض عنه وهى اشياء ترتبط بالمجتمع المدنى فى السودان وتطوره وتطور واتساع منظماته المختلفة التى تعبر عن الحوار الطوعى بين المواطنين من اجل المصلحة العامة the common good خاصة بعد انتشار الاسلام السياسى والتدهور الذى احدثته حكومة الانقاذ ، وهى مشرعية معنية اولا بإخراج الاجماع من تصورات ائمة المساجد ذوى التجارب المحدودة ،الى رحاب الحياة العملية المعقدة و (شئون الدنيا ) وفق خبرات الناس وتجاربهم فى مختلف المجالات .
    قد ولى عهد المثقف المنظر المقيم فى برج عاجى كما انتهى دور القس الذى يفتى فى كل شىء ، وعلى الحزب الشيوعى فى تقديرى دور كبير ومهمة عاجلة تتمثل فى النزول من برجه العاجى واحداث تصالح وتواضع حقيقى مع المجتمع من خلال الحرص على الشفافية والندية بالمساعدة فى المحافظة على الطابع الطوعى للتواصل بين افراد المجتمع من اجل تخلق تصورات هى الاقدر على فهم الواقع والتعامل معه ، بل المطلوب منه السير خطوات ابعد فى جعل ذلك مصدر للسياسات والقرارت الحزبية بدلا عن الاعتماد على تصورات تمت صياغتها فى القرن التاسع عشر فى مكان ما من القارة الاوروربية !!

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 04-08-2012, 02:44 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد طلعت الطيب03-31-12, 03:43 PM
  Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد طلعت الطيب03-31-12, 03:54 PM
  Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد طلعت الطيب03-31-12, 03:55 PM
    Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد طلعت الطيب03-31-12, 04:30 PM
      Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد طلعت الطيب04-01-12, 10:59 PM
        Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد طلعت الطيب04-01-12, 11:53 PM
          Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد طلعت الطيب04-03-12, 04:14 PM
            Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد طلعت الطيب04-03-12, 06:37 PM
              Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد طلعت الطيب04-08-12, 02:24 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de