|
مدلولات ضخامة الجمع الذى شارك فى تشييع الاستاذ نقد..
|
اذا كانت الشدائد هى احدى دواعى الكشف عن الصدوق من الاصدقاء فانها كذلك تكشف عن اشواق الناس وربما من جانب اخر عن اوضار البعض وقبح سرائرهم. وقد مثل مشهد رحيل الاستاذ محمد ابراهيم نقد ومن ثم تشييعه ابلغ دلالة على ذلك .
فرحيل الرجل مثل ومنذ الوهلة الاولى مادة دسمة لمحبيه ومناوئيه فراينا مقالات ومساهمات تبكى الرجل وتعدد ماثره وشذت بعض الاقلام قادحة فيه مبتهجه برحيله والاخيرة كانت اما معبرة عن اضطراب او اصولية تعيش ايام ماقبل ١١ سبتمبر.
ثم جاء تشييع الراحل لمثواه الاخير لتشهد البلاد اكبر وداع لقائد سياسى والمتامل للمشهد يجد فيه كل فسيفساء السياسه السودانيه ..تدافعت هذه القوى لوداع الاستاذ نقد متناسية للخلاف السياسى ومتجاوزة لدعاوى الهوس الدينى ..ماهى اذن مدلولات هذا الوداع المهيب وماهى الرسائل التى بعتب بها الجماهير المودعه للاستاذ نقد..
اولى الرسائل التى بعثت بها الجماهير المودعه للاستاذ نقد هى استهزائها بالسلطة واستخفافها بدعاواها البائسه والتاكيد على عزلتها رغما عن كل هذه السنوات المليئه بالكذب والتضليل والمتسمه بالقمع غير المسبوق..
يقول صديقى الاستاذ الحسن احمد صالح ان الشعب السودانى لم ينس التضحيات التى قدمها الاستاذ نقد ورفاقه و قد عبرت هذه الجماهير عن ذلك فى مواكب الوداع التى شهدناها فى تشييع الاستاذ التجانى الطيب ومؤخرا فى وداع الاستاذ نقد وهذا صحيح ..
لكن الاكثر صحة ان هذه الجموع ودعت الاستاذ نقد وبهذا العدد ومن كل المشارب لانها رات فيه القائد الحقيقى المتسم بالاستقامة والتضحية والحكمة والصرامة والايثار..لم تر فيه المتنطع ولا المتقعر المتعالى ..لم يخاطب شعبه فى يوم من الايام بغريب الالفاظ بل شارك الشعب ملبسه ومشربه وبسيط معاشه.. اقترب من الشعب فاحس الشعب يوم ان رحل بفداحة الفقد واراد توديعه وداعا يليق به ..ربما بهذا يبعث الشعب لمكوناته السياسيه ولقادة الاحزاب السياسيه برسالة مفادها ان (هذا هو نوع القائد الذى نريد) ولعل المعنيين وبصورة مباشرة بهذه الرساله هم رفاق الاستاذ نقد من الشيوعيين والديمقراطيين لانهم ودون غيرهم مطالبين باتخاذه قدوة وربما ساهم ذلك فى الخروج من حالة الردة التى يرزح تحتها كامل الوطن..الرحمة للاستاذ نقد فى عليائه والمجد والخلود لشهداء الثورة السودانيه..
|
|
|
|
|
|
|
|
|