|
|
 نقد ..المواطن
|
غيب الموت امس الاستاذ محمد ابراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى الذى نعاه الناعى ومساء الخميس يسدل ظلمته على الدنيا ، فاسدلها على عمر الرجل الذى يظل ويبقى رغم اختلاف المطالع السياسية رمزا وطنيا كبيرا ، وشخصية مؤثرة قدمت جهدها واجتهادها فى الشان السياسى العام والبذل الوطنى عبر مسيرة الاجماع فيها ان نقد كان سياسيا عفيف اليد واللسان ، لين المعشر ، سهل فى الحكم والقضاء ، التزم قناعاته وعمل بها وفى الوقت نفسه لم يحمل على الاخرين رؤيتهم الخاصة ومنطلقاتهم التى تميزهم فكان وظل وصلا بين اليمين والشمال ، دون ان يتحيز الا لما يرى صحته .
واننى اذ اتحدث عن الراحل الفقيد كمواطن اقول انه ظل عندى مستودع الحكمة ، بشكل لافت لم اعهده فى الاخرين ، اذ بدا لى واضحا ان المواقف عنده لا ترتهن لتكتيك اللحظة وغلبة المزايدة ، فقد كان صريحا وواضحا صاحب قدرة فى ايصال رسالته ورؤيته عبر المختصر المفيد ، وكان واضحا ان له قدرة عن التعبير الذاتى بشفافية عالية لا يستجيب معها لضغط التشفى واحقاد التصنيف التى جعلت بعض الزعماء الاخرين الناشطين معه فى الحلبة السياسية اسيرى مراراتهم ، رغم ان مرارات نقد وبشواهد عديدة هى التى يجب ان تكون الاعلى مقارنة باخرين كان دورهم فى اذى الرجل ومطاردته اكثر من قيامه تجاههم هو باى فعل ولو كان فى مستوى اللفظ الجارح .
اعجبنى فى سكرتير الحزب الشيوعى الراحل ان مثل عندى (السودانية ) العتيقة تلك ، فى السلوك والممارسة بدا لى فى كثير احيان ولحظة مواطن من عموم المواطنين ، لم المس فيه ابهة القيادات وعجرفة ذواتهم الفانية ، مثل عندى انموذجا لاشتراكية التواضع ، بقدر جعله حالة من البساطة العفوية ، والتواضع الذى مكنه كثيرا من التعبير بدقة وحرفية عالية عن مالات الامور كسودانى مواطن ، فاكسب ذلك كثير من رؤيته الصدق والمباشرة الصريحة والتى للاسف جرت عليه كثير من غمز وهمز الذين ينوحون الان فى سرداق العزاء المنصوب له فى داره ربما ولكن سرداق اكبر اثق فى انه نصب الان فى نفوس كثير من السودانيين يحزنون الان حزن شخص يفتقد عزيزا رغم ان غلبة غالبة من هؤلاء ليسوا من عضوية الحزب الكبير ولكنهم من زملاء الفقيد فى الانسانية والسودانية النبيلة .
ان هذه الظروف التى تواجهها البلاد تحتاج اكثر من اى وقت مضى الى الحكماء والنبلاء ، خصومة وموالاة ، وراس هؤلاء الاستاذ محمد ابراهيم نقد والذى لا اشك بان رحيله سيفقد صف الاعتدال عنصرا مهما ، وقائدا مؤثرا هذا على صعيد الاثر العام واما بالنسبة للحزب الشيوعى السودانى فان التحدى سيكون اكبر خاصة ان كل التجارب والسوابق ببلادنا تقول ان التعويض والاستعواض صار مسالة عصية على الابنية الحزبية والكيانات القائمة الان فكل ما سقط عظيم كانت الللحظة التالية تداعى كل البناء للانهيار ، هذا لغائبين اقل قامة من (الاستاذ ) فما بالك والراحل هو
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
محمد حامد جمعه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست