|
الشول جارتنا خط احمر يا ناس الكشات
|
الشول امرأة جنوبية جاءت قبلنا الى حي جبرة جنوب فسكنت شأنها شأن معظم النازحين من جنوبي السودان وقتذاك في عشة صغيرة في احد الحيشان غير المكتملة ثم ما لبثت ان تعرفت على نساء الحي فاصبحت تعمل عند هذه و تقضي بعض وقتها عند تلك و تسمر عند اخرى فألفت الناس و الفوها حتى اصبحت جزءا لا يتجزأ منهم و اصبحت ونسة الضهرية التي تعقد كل اسبوعين لا تحلو إلا بوجودها حسب افادة زوجتي بل انها كانت تصر على أن تدفع سهمها في صندوق العدة و كانت تمازح النساء بأنها تأكل مما يحضرنه من طعام ولكنها لن تحضر طعامها لانه حسب تقديرها اكل شين ( انا ناكل اكل بتاعكم لكن انتو ما باكل اكل بتاعي شين دا) . و حين سئلت الشول ان كانت ستعود الى الجنوب حال وقوع الانفصال اجابت : ( انا نمشي وين ؟...انتو ما اهلي ) . كانت الشول صادقة في ما تقول حيث لم يعد لها أهل بالجنوب بعد ان تفرقوا قبل الحرب و بعدها و تقطعت بهم السبل و انقطعت اخبارهم ،فوطنت الشول نفسها على ان تصبح اختا لمن حولها من نساء و عائلات حتى وقعت كارثة الانفصال. الشول ما تزال تمارس حياتها العادية غير عابئة بما يخطط له اهل السياسة و لأني كنت اخشى عليها من ان تبعد غصبا عنها الى دولة جنوب السودان ظللت اسأل عنها من وقت لآخر لاننا لم نعد نسكن جوارها و سررت ايما سرور حينما وردتني من اسرتي رسالة قصيرة sms قبل اسبوعين تفيد انها موجودة و تشارك في تلك اللحظة بالذات جارتنا السابقة الحاجة آسيا فرحها بزواج ابنها الاصغر و انها كانت تملأ الساحة رقيصا و زغاريد. الشول شماليةالهوى و الهوية رغم ملامحها الجنوبية ، الشول قريبتنا غصبا عن كل قانون و بروتوكول ، الشول خط والف و باء و ياء احمر ، الشول شجرة زيتون تجذرت في اعماق جيرانها و نرفض اقتلاعها تحت أي ذريعة سواء في او قبل او بعد 8/4/2012 م .
|
|
|
|
|
|