|
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية (Re: Balla Musa)
|
الرئيس يروي قصة اسره حين انتهيت من رواية هذه القصة للرئيس، ضحك وقال: الاميركان اساتذة في الدبلجة، وكنت واثقاً انهم سيحرفون الحقائق، فقد ارادوا ان يقدموني للعالم بطريقة غير لائقة ليقولوا للعراقيين هذا هو رئيسكم، ويقولوا للعرب هذا بطل قوميتكم، هذه هي طريقتهم، طريقة افلام الكاوبوي السخيفة التي اشتهروا بها، وهم خبراء في ذلك، وقد رأينا ما حصل عندما انزلوا قواتهم في بنما واختطفوا الجنرال نورييغا وحاولوا تشويه سمعته، واساليبهم معروفة لكل العالم، وها انا اروي لك القصة الحقيقية، وأنفي نفياً قاطعاً معظم ما ورد في الرواية الاميركية وخاصة الاسم الذي ذكروه بأنه هو الواشي، فهذا الشخص لدي ثقة كبيرة فيه، والاميركان يريدون خلط الاوراق والتمويه على الخونة الحقيقيين الذين سلموني للغزاة . ثم بدأ الرئيس يروي تفاصيل اسره فقال: كنت اتردد على دار أحد الاصدقاء في قضاء الدور في محافظة صلاح الدين، وقد اخترت هذا المكان لأنه المكان ذاته الذي لجأت اليه في عام 1959 وعبرت نهر دجلة عندما شاركت في الهجوم على موكب الزعيم عبدالكريم قاسم، وهو يقع على نهر دجلة، وبالقرب منه احد القصور الرئاسية في الضفة الثانية. كان صاحب الدار صديقاً اثق به ثقة كبيرة هو قيس النامق، وكنت آنذاك اكتفي باصطحاب اثنين من أفراد حمايتي من المقربين لي كي لا اثقل على صاحب الدار، ولكي لا تكون الدار هدفاً مرصوداً للقوات الاميركية، ودرءاً لأي طارىء، قمنا بوضع دراجة نارية وحصان وزورق جاهز في النهر امام الدار على نهر دجلة لكي نستخدمها جميعاً عند الحاجة، فإذا جاء الاميركان من جهة الصحراء نقوم باستخدام الزورق، واذا جاؤوا من جهة النهر او الشارع، نستخدم الحصان ونسلك الاراضي الزراعية، واذا ما أتوا من الاراضي الزراعية، فيمكن لنا ان نسلك بواسطة الدراجة النارية طريق الصحراء، وقد اعددنا العدة لكل حالة، ثم زيادة في الحذر، قمنا بإنشاء ملجأ تحت الارض كي نلجأ اليه في الحالات الطارئة، ويشبه الملاجىء التي كنا نساعد العراقيين في انشائها في زمن الحرب العراقية – الايرانية . كنت امضي وقتاً في هذا البيت اكثر من اي مكان آخر. ففي احد الايام كنت في اماكن بعيدة ولعدة ايام اتفقد بعض فصائل المقاومة وبعض دور العراقيين، عدت إلى هذه الدار وانا منهك من التعب. كان الوقت عصراً فأخذت المصحف الشريف وقرأت بعض الآيات، وبقيت حتى الغروب، كانت زوج هذا الصديق تعد لنا الطعام، وعندما حان وقت الصلاة، اطبقت المصحف واتجهت الى مكان الصلاة، فإذا بصاحبي يأتي راكضاً من خارج الدار صائحاً: لقد جاؤوا مكرراً هذه العبارة عدة مرات، فتساءلت عمن يكونون، فأجاب: الاميركان. وعلى الفور نـزلت الى الملجأ، وبعد دقائق اكتشف الاميركان مكاني، فقبضوا عليّ من دون اية مقاومة مني، بل لم اضع في حسابي مقاومتهم والسبب هو انني قائد ومن جاؤوا كانوا جنوداً وليس من المعقول ان اشتبك معهم واقتل واحداً او اكثر منهم وبعدها يقومون بقتلي. فهذا تخل عن القيادة، والشعب وضع ثقته فينا رئيساً وقائداً وليس جندياً. لكن لو كان بوش معهم لقاتلته حتى انتصر عليه او اموت.. قبل القبض عليّ، تكونت لدي بعض الملاحظات على صديقي صاحب الدار ، فقبل اسبوع من الاعتقال، بدا لي شارد الذهن، وقد بدأ وجهه يتغير وتصرفه غير طبيعي ومن شدة ثقتي به، لم يساورني ادنى شك في احتمال ان يغدر بي، بدا لي في بعض اللحظات انه خائف ومرتبك، ومع الاسف، فإنه ركب الهوى وتبع الشيطان، وربما هي الغنيمة التي وعده بها الاميركان، اما انا، فلم اكن املك مبلغاً كبيراً من المال لأتحسب للخيانة مكاناً، كان كل ما معي هو مليون ومئتان وثمانون الف دينا أدير بها بعض عمليات المقاومة.. لذا عليكم ان تخبروا العراقيين ان قيس النامق وإخوانه هم الذين وشوا بي. وأنفي كذلك نفياً قاطعاً ما قيل حول تعرضي للتخدير، فهذا جزء من مسلسل الكاوبوي الاميركي، والحقيقة انني لم اكن مخدراً، ولم اتناول طعاماً او شراباً لا في الايام الاولى لاعتقالي ولا بقية الايام، وما يتعلق بتساؤلات الناس بأنه جرى نقلي الى الولايات المتحدة، فانني لم اتناول اي شيء افقدني الذاكرة او اية مادة منومة. ومكاني لم يتغير سوى انني انتقلت الى المكان الثاني حيث كنت في البداية قريباً من ساعة بغداد حيث المعتقل الاول، وأنفي ما قيل حول نقلي الى جزيرة سانتياكو المكان الوحيد الذي انتقلت اليه هو مستشفى (ابن سينا) هذا العام، حيث اجريت لي عملية جراحية (فتق) من دون تخدير ليسببوا لي آلاماً شديدة، الا انني تحملت بصبر كبير. كانوا يريدون لي ان اضعف، الا انني قمت من العملية ومشيت بشكل طبيعي متحدياً ظلمهم لي وقلت أهذه هي انسانيتكم وديموقراطيتكم.. ثم انهم ينقلونني احياناً الى المستشفى حين تستدعي حالتي الصحية ذلك وأكرر انني ولدت في العراق وسأبقى فيه وأموت وسط شعبي، ولن اخرج من معتقلي الا الى حيث اختارني ربي. اما تاريخ القبض علي، فكان في اليوم الذي عدت فيه الى بيت هذا الصديق في 12/12/2003، وقبض علي قبل صلاة المغرب، اما صورة النخلة والتمر التي اظهرها الاميركان والتي انكرها الكثيرون باعتبار اننا في فترة الشتاء، فقد كانت حقيقية، وهذا ليس بالامر العجيب، فالعراق زاخر بأنواع مختلفة من التمور التي يتأخر ثمار بعضها في النضوج، وبعضها يبقى كزينة على الشجرة لعدم حاجة اصحابها لها .
|
|
![Yahoo](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 02:43 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 02:52 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 03:06 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 03:14 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 03:23 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 03:43 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 03:47 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 03:50 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 03:59 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Adil Ali | 03-09-12, 03:48 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 04:10 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 04:20 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 04:23 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 04:29 PM |
Re: مذكرات صدام حسين من الزنزانة الأمريكية | Balla Musa | 03-09-12, 04:45 PM |
|
|
|