|
Re: من اجل ثقافة علمانية عقلانية (Re: Sabri Elshareef)
|
وما علاقة "الحالة المدنيّة" بـ"الدّولة المدنيّة"، علما وأنّ سجلّ الحالة المدنيّة كان بأيدي الكنيسة وتحوّل في فرنسا إلى السّلطات البلديّة إثر الثّورة الفرنسيّة؟ هل هو حصيلة مسارات تفرّد الفرد بحالة قانونيّة تميّزه، وحصيلة تعويض الدّولة للهيئات القبليّة والطّائفيّة في وظيفة سياسة الأجساد والنّفوس؟ وما العلاقة بين "المدنيّة" و"الحضريّة"؟ هل الدّولة المدنيّة هي تلك التي تبتعد عن صفات البداوة، وتصبح "حضريّة" حضاريّة؟ وكيف ولماذا تربط اللغّة العربيّة بين صفتي "الحضريّ" و"الحضاريّ"؟ وبالنّظر إلى أنّ هذا المفهوم أصبح يدلّ على صفة للدّولة التي يطالب بها إسلاميّون يقبلون اللّعبة الدّيمقراطيّة، ويقبلون الدّخول في انتخابات، يمكن أن نطرح الأسئلة التّالية : هل هذا المفهوم نتاج لتحوّلات في فكر الإسلام السّياسيّ أم نتاج لعمليّة عسيرة تتمثّل في بناء المشترك السّياسيّ؟ أم هو حصيلة عمليّة ترجمة للعلمانيّة إلى عبارة أخرى؟ وبماذا تؤثّث سائر الأطراف الفاعلة سياسيّا هذا المفهوم؟ وهل تختلف الخطابات عن "الدّولة المدنيّة" بعد هذا النّوع من الاتّفاق الضّمنيّ حول الحدّ الأدنى المشترك؟ وما الذي حصل لمفهوم "العلمانيّة" في ديارنا؟ هل أصبح غير محتمل، بعد أن تمّت شيطنته وتمّت عمليّة إقصائه ورفضه؟ هل هي عودة المكبوت العلمانيّ؟ مع العلم بأنّ المكبوت هو ما نرفض التّفكير فيه؟ أم هل هو قبول بالعلمانيّة بعد إخضاعها لمتطلّبات موجة التّديّن والمحافظة الأخلاقيّة التي تكتسح العالم، والعالم العربيّ أساسا؟ يعرف قرّاء الأوان وكتّابه الكرام أنّ الأوان موقع دافع وسيدافع عن القيم العلمانيّة، وعن فصل الدّين عن السّياسة، أو على الأقلّ عن الدّولة. لكنّنا أمام التّحدّيات الرّاهنة، نودّ فتح باب الحوار والتّفكير لكلّ الهوامش، ونحاول أن نفتح أعيننا على كلّ التّحوّلات التي تحكم الأفكار والوقائع، في هذا المنعرج التّاريخيّ الهامّ الذي تعيشه مجتمعاتنا، بعد ثورة 14 جانفي/يناير بتونس، وبعد كلّ الثّورات والانتفاضات التي عقبتها.
|
|
|
|
|
|