|
Re: تراتيل على أنغام سودانية في وداع وندي هسبند (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
يحكي أشر أنه أحب السودان وأنه في شوق لزيارة كل الأماكن والربوع التي زارها من قبل ولمقابلة أخوة أعزاء. كان قد التقى من قبل في بريطانيا بأحمد إبراهيم الطاهر فتلقاه أحمد بالأحضان، ولما دهش الحاضرون من حرارة اللقاء قال لهم الطاهر إن هذا هو أستاذنا المستر أشر، كان في الثانية والعشرين عندما وفد إلينا في خورطقت.. ويؤكد ذلك أشر بقوله .. حقا لقد كنت أقرب للطلاب مني للأساتذة حينئذ. ذكر أنه سافر ضمن الفريق المراقب لإمتحانات الشهادة المتوسطة إلى حمرة الوز في أطراف شمال كردفان، ويحكي أن تلميذا ركب معهم في الكومر وأصر أن يستضيفهم في قريتهم التي كانت في الطريق من حمرة الوز إلى الأبيض. ذلك التلميذ هو الآن البروفسور الطبيب محمد الشيخ ويقول أشر أنا الآن في ضيافته في هذه الدار الجميلة ببري مثلما كنت ضيفه يوما ما في قريتهم الصغيرة في أطراف شمال كردفان.
حكيت له عن ذلك الطالب من النمسا الذي درس بكلية الزراعة بجامعة الخرطوم والذي لما عاد لدياره أخذ قومه يطلقون عليه إسم (السوداني ) ذلك لأنه أدخل على أهل تلك المدينة الصغيرة في أعالي جبال الإلب عادات لم يألفوها، إذ كان يحي الجميع من يعرف ومن لا يعرف، وكان يزور أهله و يتفقدهم صباح مساء، دهش مستر أشر وقال .. عجبا أنا أيضا في بلدتي يسمونني السوداني.
يقيم مستر أشر الآن في بلدته كولسشتر شمال شرقي لندن، وهو يمضي فترة تقاعده مستمتعا بإجازة مفتوحة وراحة بال، ويمضي جل وقته في أعمال خيرية، ومن ضمن برنامجه الأسبوعي أنه يخصص يوم السبت ليستقل القطار ويقطع ما يقارب السبعين ميلا ليصل إلى لندن، فيتوجه إلى المدرسة الأسبوعية السودانية حيث يقوم تطوعا بتدريس أبناء السودانيين المقيمين بلندن حصة في الأدب الإنجليزي، وفي المساء يعود أدراجه إلى بلدته مستقلا القطار عائدا إلى كولسشتر، وما يزال المستر أشر مواظبا على عمله الجليل هذا لم ينقطع عنه يوما.
هاهو أشر يعود إلى السودان مستمتعا بكل ما تقع عليه عيناه ، لكنه يقول أيضا أنه أتى في مهمة خاصة....
|
|
|
|
|
|
|
|
|