|
|
احزاب بلا ذاكرة
|
الملاحظ للساحة السياسية يجد انها تعج بالحديث عن تحالف الشعبي والشيوعي ,ونجد الهم الاكبر لهاتين المنظومتين والموحد بينهما هو إسقاط النظام السياسي, وهو إن كان امر مهماً الا أنه لم يخرج من نفس النسق الذي إنتهجته السياسات السابقة في نمازج اسقاطات الانظمة الشموليه, من تحالفات سياسية استطاعت بجدارة ان تُسقط تلك الانظمة ولكنها للاسف لم تستطيع أن تخلق واقعاً جديدا يحافظ علي شعارات وأهداف الثورة, وهذا الواقع قد يتكرر ,وبذلك نكون قد اعدنا صياغ نتاج نفس الازمة السودانية ولم نخرج من تلك الدائرة الشريرة ديمقراطية انقلاب ديمقراطية الخ. خرج المؤتمر الشعبي من السلطة الحاكمة بعدما وطد لها ووهط لها مجلسها,خرج طريداً ولم يجد من المنظومات السياسية مايتحالف معه ليستطيع الولوج الي بوابة العمل المعارض,غير في الكثير من مواقفه وارائه,وقد لعب السيد الصادق المهدي دورا مؤثراً في دخول المؤتمر الشعبي الي حلبة العمل المعارض,خرج المؤتمر الشعبي بعدما أنقض علي الديمقراطية ووأدها,وسن القوانين التشريعية للتمكين وعمل ماعمل من خراب وتشريد للعاملين بالخدمة المدنية وغيرها,بل ان من اعظم الفظائع التي ارُتكبت في عهد الانقاذ من تعذيب وقتل تمت في ذلك الزمن الذي كان فيه المؤتمر الشعبي جزء أصيل من الحكومة,المشاعر النبيلة في محاربة النظام ليست كافية في احداث تغيير اي كان شكله اذ لابد ان تقترن هذه المشاعر بالتفكير الصحيح والتحالف الصحيح او (التنسيق),الحديث عن اسقاط النظام بدون الحديث عن من هي القوي التي ستسقط النظام ولا عن البرامج التالية للثورة حديث مبتور وهو لايمثل رؤية سياسية ثاقبة للاحداث,البحث عن شعور يوحد السودانيين لاسقاط النظام ايضاً ليس كافي,في تقديري الشخصي أن من اكبر أسباب إحباط الشارع السوداني في الاحزاب السياسية هو اختلاط التعريف البسيط لكلمة من هم( الشرفاء),الثورات يجب أن يصنعها الشرفاء والشرفاء فقط اتاحة الفرصة لغيرهم يُحبط الشارع السياسي ويجعل من سياسات وشعارات الثورة جوفاء وغير محددة ودقيقة وبالتالي يؤثر فيها سلباً وقد نذيق بذلك شعبنا الصابر مرارات اخري من عقود سحيقة قد تُلم به. الكثير من المراقبين يقولون أن الشعب السوداني ضعيف في ذاكرته,ولكنني اقول ان القوي السياسية هي الاضعف بزاكرتها,اذ لايعقل ان تتحالف نفس القوي التي تحمل نفس المفاهيم القديمة لاجل اسقاط النظام ولايطاق ايضا ان يكون التفكير في اسقاط النظام بمعزل عن التريبات الضرورية لما بعد الثورة,والصراع في الاصل ليس صراع سلطة انما صراع فكري حول تصور برامجي لشكل الدولة التي يجب ان تحكم السودان,صراع بين من يؤمنون بالدولة الدينية والاخرون الذين يؤمنون بالدولة المدنية الديمقراطية, في التقدير الصحيح يجب ان تُفرز الكيمان قبل الثورة لاننا في تجربتي اكتوبر- ابريل لم ننجح في تفريزها بعد الثورة بل ان القوي التي صنعت هاتين الثورتين وجهت بظروف سياسية معقدة بعد ذلك وصلت قمتها في طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان بعد اكتوبر, والحزب الشيوعي السوداني من اكثر الاحزاب التي عرفت الاسلاميين عن قرب بحكم التجربة السياسية فهم في الاصل حركة سلفية تحلت ببعض ثياب الحداثة المصطنعة الغير مثبتة علي اجسادهم بقوة وسرعان مايتم نزعها بسرعة عند الضرورة وبتعبير ادق هي حركة ميكافيلية تفعل اي شيء للوصول لاهدافها وبالقطع واحد من اهدافها الان هي اسقاط النظام ولكن اؤكد علي انهم لايحلمون لابالديمقراطية ولاب التعددية لانهم غير صالحون للنمو في تلك الاجواء ,اذاً التعريف الاصح والادق لهؤلاء هم( اعداء الثورة) هذا ان كنا نود ان نخلق من هذه الثورة تجديدا يلامس حياة الناس. التحليل الصحيح لما يفعله الاسلاميين السودانيين هم يودون ان يصنعوا الفعل ورد الفعل, اي انهم هم نفسهم السلطة السياسية ,واذا قامت الثورةهم ايضا يمثلون الجناح الاقوي في المعارضة السياسية وبذلك تظل فكرة الدولة الدينية موجودة في كلا الحالتين ونكون بذلك قد كررنا الماساة ( ان يكرر التاريخ نفسه مرة فهذه مسخرة وان يكرر نفسه اكثر من مرة فهذه ماساة).
مازن
|
|

|
|
|
|
|
|
|
Re: احزاب بلا ذاكرة (Re: مازن قرافي)
|
يامازن قرافي اضافة نوعية جميلة مرحب بيك واهلا وسهلاً ,,, تحليل موضوعي , لكن دنيا السياسة تحتمل الكثير من التحالفات والتناقضات, انتهى زمن المبادئ اعتقد ذلك تم التبشير به لصالح الانقاذ أن ثمة تحالف بين الشيوعي والشعبي لكن على ارض الواقع لا اعتقد يمكن وجود مثل ذلك التحالف في ظل البون الشاسع بل التباين الواضح , معاك ان الاتفاق حول هدف يجب ان يكون في اعلى المتفق عليه التحول الى الديمقراطية والحاكم المواطن .
تحياتي ,,,
............................................................حجر.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: احزاب بلا ذاكرة (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)
|
الرفاعي حجر تحية عطرة اعتقد حتي اذا كان الموضوع مجرد دعاية سياسية الا تعتقد بانها خصماً علي العمل السياسي ومستقبله, الاتعتقد ان مثل هذا التحالف يضعف ثقة الجماهير الشعبية في الاحزاب ويحول حلقة العمل السياسي الي ساحة من اجل الكسب السياسي الرخيص؟
تقبل تحاياي
مازن
| |

|
|
|
|
|
|
|